“الفساد صوره وأسبابه وطرق علاجه” خطبه الجمعه لخريجي الأزهر بمطروح

أدى أعضاء فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف بمحافظة مطروح خطبة الجمعة بعدد من مساجد مدن المحافظة تحت عنوان “الفساد صوره وأسبابه وطرق علاجه”.

وتناول أعضاء المنظمة التعريف بمفهوم الفساد وأنواعه ودور الفرد والمؤسسة في مواجهته والقضاء عليه لتعزيز النزاهة والشفافية، وكيف تناولته الشريعة الإسلامية، والتي تهدف في الأساس إلى تحقيق التنمية وخدمة المجتمع وأفراده واتخاذ الآليات التي تحافظ على مقدرات ومقومات الوطن.

وقال الشيخ كارم أنور عفيفي أمين عام فرع المنظمة بمطروح خلال خطبته من مسجد “الواحد الأحد” بمدينة مرسي مطروح إن انتشار ظاهرة الفساد يعود في جانب كبيرٍ منه إلى النفس البشرية ومدى تمسكها أو تخليها عن دينها ومرجعيتها الأخلاقية، فكلما ضعف ذلك الارتباط زادت فُرص انتشارِ الفساد.

وأضاف أن الفساد يحتاج إلى بيئة غير أخلاقية ينتشرُ فيها الكذب والنفاق والرياء والخيانة، وإلى نفسٍ خاويةٍ من الإيمان، لا تعرِفُ معروفًا ولا تُنكر منكرًا، ولذلك عُني الإسلامُ في المقام الأول باستهداف تلك النفس البشرية، وبتقوية دور الرقابة الذاتية والتعويل عليها قبل الاعتمادِ على أي نوعٍ آخر من أنواع الرقابة.

كما أوضح الشيخ محمود سليمان غانم عضو المنظمة بمدينة الحمام خلال كلمته من مسجد “الأشراف” بمدينة الحمام إلى أن كل إنسان في الإسلام يجبُ أن يكون رقيبًا على نفسه، وأن يزن أعماله في الدنيا قبل أن توزن عليه يوم القيامة، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك المبدأ عمليًّا لأمته في كثيرٍ من المواقف، من بينها ما رُوي عنه صلى الله عليه وسلم عندما كان يتفقد جيشه فوجد جنديًّا خارجًا عن الصف؛ فوكزه صلى الله عليه وسلم ليستقيمَ في الصف؛ فلما رأى صلى الله عليه وسلم تألم الجندي كشف بطنه الشريفةَ وطلب من الجندي أن يقتصَّ منه.

وأن الشريعة الإسلامية عملت على تعزيز الرقابة الذاتية وتزكية النفس والروح، وتنمية الوازع الديني، ووضع الإنسان أمام مسئوليته الفردية كما قال صلى الله عليه وسلم: “الحلال بيِّن والحرام بين وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى المشبهات استبرأ لدينه وعِرضه، ومن وقع في الشُّبهات كراعٍ يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه، ألا وإن لكل مَلِكٍ حِمًى، ألا إن حمى الله في أرضه محارمه؛ ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ألا وهي القلب”.

كما لفت الشيخ ناصر محمد عبد الجواد خلال خطبته من المسجد الكبير بمدينة النجيلة إلى أن مِن معالجةِ الإسلام لاستئصال أسبابِ ظاهرة الفساد من جذورها ترسيخُ العدالةِ الاجتماعية وجعلها مقصدًا أعلى للدين، فهي من مقاصد الدين العليا بحسب فقهاء سبقوا عصورهم، وذلك لأنها صمامُ أمانِ المجتمعِ من حيث هي إعطاءُ كلِّ فردٍ ما يستحقه وتوزيعُ المنافع المادية في المجتمع وتوفيرٌ متساوٍ للاحتياجات الأساسية، كما أنها تعني المساواة في الفرص، أي أن كلَّ فردٍ لديه الفرصةُ في الصعود الاجتماعي.

وأشار إلى أن الإسلام قد وضع قواعدَ وأسسًا للعدالة الاجتماعية ووسائلَ لتحقيقها ووضع السياسات والتشريعات العادلة التي ينضبط بها أمرُ المال بعيدًا عن تخدير المشاعر أو دعوة الناس إلى التخلي عن حقوقهم.

زر الذهاب إلى الأعلى