باحثة بالجامعة الأمريكية تنفذ مشروع بحثي للحد من انتشار أمراض القلب فى مصر
كشفت الباحثة سارة حلاوة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة عن تنفيذها لمشروع بحثي يستهدف التنبؤ والتشخيص والعلاج بشكل أفضل لحالات الأمراض “الصمامة المبكرة”، أحد أهم أسباب أمراض القلب والأوعية الدموية، والحد من انتشارها ليس فقط في مصر بل في كافة أنحاء العالم.
وقالت حلاوة – إحدى الفائزات بزمالة برنامج (لوريال – يونسكو من أجل المرأة في العلم) – في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السبت- “إن نتائج مشروعها البحثي، الذي ينفذ بالتعاون بين الجامعة الأمريكية بالقاهرة ومركز مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب في أسوان ستساهم في تحسين الفهم الحالي لبيولوجيا الصمامات، موضحة أنه من المحتمل أن يكون له آثار في أساليب هندسة أنسجة الصمام، بحيث يكون الصمام الهندسي المستخدم في عمليات تبديل الصمام أكثر ملائمة وبأسعار في متناول الأيدي للشعب المصري”.
وأضافت أن نتائج البحث ستعمل على تحسين القدرة على التنبؤ بأمراض الصمامات وتشخيصها وعلاجها بطرق غير جراحية، مؤكدة أنه جاري حاليا العمل على هذا البحث، والتخطيط لنشر نتائجه في مجلة علمية عالمية، حيث تعد هذه الخطوة الأولى في طريق الاستفادة بالنتائج.
وأوضحت حلاوة أن أمراض القلب والأوعية الدموية تعد السبب الرئيسي للوفاة في مصر، حيث تمثل 46% من إجمالي الوفيات، وذلك وفقا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية، مشيرة إلى أن نسبة إصابة السيدات بأمراض القلب أعلى من الرجال في مصر.
ونفت تصدر مصر المركز الأول عالميا في الإصابة بأمراض القلب، حيث تحتل المرتبة الـ18 في العالم، وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية لعام 2017، مبينة أن وفيات أمراض القلب التاجية في مصر بلغت 126,312 حالة وفاة بنسبة 24.58% من إجمالي الوفيات.
وحول أسباب انتشار الإصابة بأمراض القلب، أشارت حلاوة إلى أن الدراسة الاستقصائية الوطنية المصرية، التي أجريت في عام 2012، أوضحت أن من أهم عوامل الإصابة بأمراض القلب زيادة وزن الجسم والخمول البدني وانخفاض استهلاك الفواكه والخضروات، إلى جانب ارتفاع نسبة الإصابة بضغط الدم إلى 7ر39 %، وتعاطي التبغ 4ر24%.
وأوضحت أنه على الصعيد العالمي، يعاني ما بين 15.6 و19.6 مليون شخص من مرض صمام القلب الروماتزمي (2.4 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و14 عاما)، لافتة إلى أنه يتسبب في وفاة ما بين 364 ألفا و233 شخصا و398 ألفا و294 شخصا كل عام.
وأكدت أن أعلى معدل انتشار لمرض صمامات القلب الروماتيزمية يوجد في أفريقيا بمعدل انتشار يبلغ 5.7 لكل 1000 شخص، مقارنة بـ1.8 لكل 1000 شخص في شمال أفريقيا، و0.3 لكل 1000 شخص في الدول ذات الدخل المرتفع.. مضيفة أن مرض القلب الصمامي الروماتزمي يعد أحد الأسباب الشائعة للوفاة في مصر، موضحة أن 5.1 لكل 1000 من أطفال المدارس في القاهرة يتم إصابتهم به، مرجعة ذلك لعدة عوامل في مقدمتها الحالة الاجتماعية والاقتصادية المتدنية والاكتظاظ وسوء الظروف الصحية وسوء التغذية وعدم توفر الخدمات الطبية.
وعن برنامج (لوريال – يونسكو من أجل المرأة في العلم.. برنامج مصر للباحثات الصاعدات)، قالت حلاوة “إن فوزها بزمالة البرنامج كان بمثابة دفعة معنوية كبيرة لاستكمال مسيرتها العلمية، حيث يدعمها البرنامج لإيجاد التمويل المناسب للانضمام في شراكات مع فرق بحثية لدول أخرى خارج مصر، إضافة إلى اكتساب الخبرات اللازمة لتحقيق الخطوة التالية في مجال دراستها”.. داعية جميع الباحثات المصريات إلى التقديم في البرنامج بنسخته الثالثة، حيث أنه تم فتح باب التقديم، وسيستمر حتى 20 يونيو القادم.
وأعربت حلاوة عن فخرها بنجاح مصر في اتخاذ خطوات كبيرة ومهمة في مجال البحث العلمي، حيث يوجد تطور ملحوظ وفعال على مدار السنين الماضية، مؤكدة أهمية توفير الدعم المادي والمعنوي للباحثين، خاصة المرأة لزيادة تمثيلها في هذا المجال المليء بالتحديات، حيث يبلغ نسبة مشاركتها فى هذا القطاع 30% فقط، وهي نسبة لا تليق بكفاءة المرأة المصرية الباحثة.
وفاز ببرنامج (لوريال – يونيسكو من أجل المرأة في العلم) برنامج مصر للباحثات الصاعدات لعام 2019، ثلاث باحثات مصريات، هن الدكتورة ندى عبد العزيز – جامعة القاهرة لمرحلة ما بعد الدكتوراه، والدكتورة مها محمد حميمي – جامعة القاهرة والدكتورة سارة حلاوة الجامعة الأمريكية، حيث حصلتا على الزمالة في مرحلة الدكتوراه لهذا العام.
ويهدف البرنامج إلى تعزيز دور المرأة وإبراز مساهمتها في مجال البحث العلمي، وزيادة مشاركة السيدات في مجال العلوم، وذلك من خلال دعم الباحثات الواعدات؛ لاستكمال دراسات الدكتوراه وما بعد الدكتوراه، بجانب تقديم منحة قدرها 10 آلاف يورو لمرحلة ما بعد الدكتوراه، و6 آلاف يورو لمرحلة الدكتوراه بهدف تمكينهن من تطوير بحوثهن.
واستطاع البرنامج دعم حوالي 3300 باحثة، ووصل عدد الحاصلات على زمالة البرنامج إلى 107 عالمات، وتم منح السيدات من 118 دولة فرصة متابعة دراستهن العليا والحصول على الدكتوراه وما بعد الدكتوراه.