العلاقات «المصرية- الكويتية».. تفاهم واتفاق ونموذج تعاون يُحتذى به دوليا

أ ش أ
تعد العلاقات المصرية الكويتية نموذجًا يحتذى به في تاريخ العلاقات الدولية بين دول العالم؛ بما تتميز به من تفاهم واتفاق لمعظم القضايا المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية، كما أنها إحدى العلامات الفارقة والمتميزة في تاريخ التعاون العربي المشترك.
شهدت العلاقات المصرية الكويتية زخمًا كبيرًا خلال فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، خاصة في ظل العلاقات القوية والتاريخية بينهما، والتي ازدادت رسوخًا ومتانة في ظل رعاية الرئيس السيسي، وأمير الكويت نواف الأحمد الجابر الصباح.
جاءت زيارات الرئيس السيسي إلى الكويت؛ للنهوض بالتعاون الثنائي في كافة مجالات العمل المشترك؛ من أجل تعزيز علاقات التعاون التاريخية الراسخة والمتنامية بين البلدين والشعبين الشقيقين في مختلف المجالات الحيوية، إيمانًا بوحدة الهدف والمصير والتطلع إلى مستقبل مزدهر.
اكتسبت الزيارات أهمية كبيرة نسبة إلى توقيتها؛ نظرا للتحديات الجسام التي تعصف بالعالمين العربي الإسلامي، وتؤكد أهمية العمل العربي المشترك للتصدي لتلك التحديات، ومواجهة التهديدات التى تهدد مستقبل المنطقة، والتي تتطلب العمل على تعزيز المصالح المشتركة في شتى المجالات.
الزيارات المتبادلة:
ـ فى 29/9/2020 نعت جمهورية مصر العربية ببالغ الحزن والأسى سمو أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي انتقل إلى جوار ربه، لتفقد الأمة العربية والإسلامية زعيماً عظيماً من طراز فريد، بعد عمر حافل بالعطاء والإنجازات في خدمة شعبه وأمته العربية والإسلامية ونصرة قضاياها.
وجاء فى البيان:”إن مصر لتستذكر في هذه الظروف الأليمة بكل العرفان والتقدير المواقف الأخوية للأمير صباح، وبصماته البارزة في نهضة الكويت والأمتين العربية والإسلامية، فلقد كان قائدًا حكيمًا كرّس حياته في خدمة شعبه وأمته والإنسانية جمعاء، وستظل أعماله وإنجازاته راسخة في الوجدان وستبقيه نموذجًا يحتذى به في القيادة والبذل والعطاء”.
ـ فى 30/9/2020 قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة للكويت لتقديم واجب العزاء فى وفاة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت الراحل، وكان فى مقدمة مستقبلى الرئيس، الشيخ نواف الأحمد أمير دولة الكويت، وأسرة آل صباح، وكبار المسئولين.
فى 25/7/2020 أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالا هاتفيا بنائب أمير الكويت ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، للطمأنة علي صحة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، حيث أعرب الرئيس عن خالص تمنياته له بموفور العافية والشفاء العاجل، وأعرب ولي العهد عن بالغ امتنانه وتقديره للرئيس علي تلك اللفتة الكريمة التي تعكس روح الأخوة وعمق العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين.
فى 22/7/2020 بعث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح برقية تهنئة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو، أعرب أمير الكويت – خلال البرقية – عن خالص تهانيه بمناسبة ذكرى ثورة الثالث والعشرين من يوليو، متمنيًا للرئيس السيسي موفور الصحة والعافية، ولمصر وشعبها الكريم كل الرقي والازدهار، وللعلاقات التاريخية والوطيدة بين البلدين الشقيقين المزيد من التطور والنماء.
ـ فى 20/5/2020 أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً بأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح؛ وذلك للاطمئنان على صحته في ضوء إجراء أميرالكويت لفحوصات طبية الأربعاء بالمستشفى إثر تعرضه لنزلة برد، وأعرب الرئيس السيسي خلال الاتصال عن خالص تمنياته للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بموفور الصحة والشفاء العاجل.
ـ فى 23/12/2019 وقعت مصر والكويت على مذكرة تفاهم في مجال التعاون الثنائي لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد بين الكويت ممثلة في الهيئة العامة لمكافحة الفساد (نزاهة)، ومصر ممثلة في هيئة الرقابة الإدارية، تأتي مذكرة التفاهم على خلفية سعي «نزاهة» نحو تحقيق أهدافها وممارسة اختصاصاتها، وتعزيز تعاونها الثنائي مع الهيئات النظيرة لها في الدول الأخرى، بهدف تبادل الخبرات والتجارب والاستفادة من الممارسات الجيدة في شأن منع ومكافحة الفساد، بما يواكب متطلبات تطبيق اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد الرامية في العديد من أحكامها إلى حث الدول الأطراف فيها على الارتباط فيما بينها بتفاهمات واتفاقيات ثنائية، واتفق الجانبان على عزمهما من أجل تفعيل بنود ومحاور مذكرة التفاهم المبرمة في أقرب فرصة ممكنة من خلال تبادل الزيارات والتجارب والممارسات الجيدة في كل المجالات ذات الصلة بتعزيز النزاهة ومنع ومكافحة الفساد.
ويبدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي، زيارة إلى الكويت اليوم الثلاثاء، والتي تأتي في إطار خصوصية العلاقات المصرية – الكويتية وما يجمع الدولتين الشقيقتين من روابط أخوية وعلاقات تعاون متشعبة على جميع الأصعدة.
وأخذت تلك العلاقات بين البلدين في النمو أهمية عبر التنسيق والتعاون المثمر في مختلف القضايا، والتي تنوعت في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والتعليمية والإعلامية والقضائية والفنية والسياحية والصحية والزراعية وكذلك العلاقات الاجتماعية.
وأكدت مصر منذ عام 1961م وحصول دولة الكويت على استقلالها تأييدها ووقوفها إلى جانب كل ما من هو تحقيق أمن الكويت واستقرارها سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا.
وكانت مصر من أولى الدول التي هنأت الكويت باستقلالها، مرورًا بموقف القيادة والشعب المصري والداعم للكويت خلال فترة الغزو العراقي في عام 1990، كما تؤكد الكويت -دائمًا- دعمها الكامل للدولة المصرية في مختلف المواقف في الكثير من المحطات التاريخية لمصر آخرها ثورة 30 يونيو 2013.
وتستهدف الدولتان، تعزيز العلاقات الاقتصادية، في مختلف المجالات التجارية والاستثمارية، حيث شهدت مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي تنمية غير مسبوقة في تاريخها الحديث، وخاصة في مجالات بناء المدن والمشاريع العملاقة والبنية التحتية الضخمة من محطات الكهرباء والأنفاق وخطوط المواصلات والاتصالات والقطاعات الصحية والتعليمية والتعليم العالي، وهي إنجازات في مجملها تحمل رسائل تحفيز وتشجيع للمستثمرين الراغبين في الاستثمار بتلك القطاعات.
ولعل ما يشجع العمل بالسوق المصرية من جانب ورؤية المستثمر الكويتي ما حققه الاقتصاد المصري من إنجازات كبيرة ومتميزة شهدت بها كبريات المؤسسات العالمية والإقليمية، فقد تمكن الاقتصاد من تحقيق أرقام ومؤشرات فاقت كل التوقعات، كما استطاعت مصر التصدي لجائحة كورونا على الرغم من المخاطر الاقتصادية التي واجهتها الاقتصاديات العالمية.
كما تشهد مصر إقبالًا كبيرًا من الطلاب الكويتيين على الدراسة في مصر حيث وصلت أعدادهم لأكثر من 30 ألفًا، سواء في المرحلة الجامعية أو الدراسات العليا في ظل النهضة التعليمية التي تشهدها مؤسسات التعليم العالي في مصر خلال الآونة الأخيرة، وما حدث من طفرة في عدد الجامعات التكنولوجية الأهلية الجديدة مثل جامعة المنصورة وجامعة الجلالة وجامعة الملك سلمان وجامعة العلمين الدولية والتي وصل إجمالي تكلفة إنشاؤها 13 مليار جنيه مصري، بالإضافة إلى أفرع أكبر وأهم الجامعات العالمية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وكذا تطبيق نظم الجودة الشاملة والاعتماد في منظومة العمل والتدريس وبرامج التعليم الجامعية ما أسهم بشكل كبير في تحسن مؤشر الجامعات المصرية.
كما يعتبر بيت الكويت في القاهرة أحد النماذج للعلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين وهو بيت طلابي أنشأته دولة الكويت بمصر سنة 1945 لطلاب البعثة التعليمية الكويتية بمصر في مختلف المراحل التعليم وقام الرئيس جمال عبد الناصر بزيارة للبيت بعد حصول دولة الكويت على استقلالها.
نجد الاستثمارات الكويتية حاضرة وبقوة في كثير من القطاعات، حيث تسهم الحكومة والقطاع الخاص الكويتي بشكل فاعل في تنمية وتطوير عجلة الاقتصاد المصري، فحجم الاستثمارات الكويتية في مصر تجاوزت حاجز الـ 15 مليار دولار، وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والكويت في 2020 حوالي 5 مليارات دولار، كما أن الكويت تعد ثالث أكبر شريك تجاري عربي بعد السعودية والإمارات، ورابع شريك تجاري عالمي بين الدول المستثمرة.
وتوجد تلك الاستثمارات في كثير من المحافظات والمناطق المصرية، منها القاهرة والإسكندرية ومحافظات الدلتا والصعيد وغيرها، كما أن تلك الاستثمارات تتنوع لتغطي كل الأنشطة الاقتصادية والمالية.
وكان المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي قد صرح بأن زيارة الرئيس السيسي إلى الكويت، اليوم الثلاثاء، تأتي في إطار خصوصية العلاقات المصرية- الكويتية وما يجمع الدولتين الشقيقتين من روابط أخوية وعلاقات تعاون متشعبة على جميع الأصعدة.
ومن المقرر أن يبحث الرئيس مع شقيقه الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، محاور التعاون المشترك وسبل تعزيز العلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع بين البلدين، خاصةً على الصعيد الأمني والاقتصادي والتنموي، بما يسهم في تحقيق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
كما أنه من المقرر أن تشهد القمة المصرية – الكويتية التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا والأزمات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خلال المرحلة الراهنة، والتي تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومي العربي.

زر الذهاب إلى الأعلى