توضيح بشأن تحري رؤية هلال شهر رمضان المبارك


بقلم المستشار عبد السلام مهاجر قريرة

بحكم أن وجوب صيام شهر رمضان يكون شرعا برؤية الهلال من قبل جماعة مستفيضة ، أو برؤية شاهدين عدلين ،او باتمام شهر شعبان ثلاثين يوما في حالة انعدام رؤية الهلال، لقول الرسول الكريم عليه افضل الصلاة وازكى التسليم (صوموا لرؤيته ، وافطروا لرؤيته ، فان غم عليكم فاكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما)

فمن حيث ثبوت الرؤية فليس بالضرورة أن تكون بالعين المجرة فحسب وانما تكون أيضا بوسائل الرصد المتطورة كالمناظير ومافي حكمها كالاقمار الاصطناعية وغيرها من وسائل الرصد العلمية ، متى ما تم التأكيد من شاهدين عدلين انهما شاهدا عبر اجهزة الرصد الهلال بعد غروب شمس يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان وبذلك يجب الصيام على عامة الناس الذين يقيمون في نطاق الأقطار التي ثبتت بها رؤية الهلال، وكذلك في حالة ثبوت الرؤية بعد غروب شمس التاسع والعشرين من شهر رمضان يجب على عامة الناس الافطار بالأقطار التي ثبتت بها تلك الرؤية ،

وقد قال جمهور علماء الحنفية ، والمالكية ، والحنابلة ؛ انه اذا ثبتت رؤية الهلال بقطر من الاقطار وجب الصوم على سائر الأقطار ،بينما جمهور علماء الشافعية يقولون عند ثبوت رؤية الهلال في جهة وجب الصوم على أهل تلك الجهة والجهات القريبة منها ،أما اهل الجهات البعيدة فلا يجب عليهم الصوم وذلك لاختلاف المطالع

ومن حيث الاعتداد بالحساب الفلكي فذلك مأخوذ به شرعا وقال بذلك العديد من علماء الأمة ،ولايعد ذلك من أقوال المنجمين المنهي شرعا عن الأخذ بقولهم

وانما الحساب الفلكي هو علم قائم بذاته له أسسه ونظمه وقواعده المعترف بها شرعا وعقلا

لقوله عليه الصلاة والسلام فان غم عليكم فأقدروا له

ومن حيث تباين الأقطار في اثبات رؤية الهلال فذلك امر طبيعي ، بحكم اختلاف مطالع الهلال

خاصة للأقطار المتباعدة التي لاتشترك مع بعضها في اليل والنهار

اذ لايعقل أن يتم الزام الناس بالصيام ، أو الافطار ، لمن هم بأقصى المشرق بسبب رؤية الهلال من قبل من هم بأقصى المغرب حيث اهل المشرق الأقصى حينها يكون النهار قد حل بهم

بينما اهل المغرب الأقصى قد حل بهم اليل وبذلك فقد قال العديد من العلماء ان لكل قطر مطلعه

وعليه يتطلب من الجميع الأخذ بالوسائل العلمية الحديثة في اثبات رؤية الهلال ، والتسليم بان ذلك متفق مع الحكم الشرعي بشأن اثبات رؤية الهلال

زر الذهاب إلى الأعلى