وُلِدَ ومات في رمضان.. الشيخ حسنين مخلوف 100 عام في خدمة الدين
تحل علينا اليوم السادس عشر من رمضان، ذكرى مولد الشيخ محمد حسنين علي مخلوف العدوي، الذي ولد في قرية بني عدي بمركز منفلوط عام 1890م، وبدأ بحفظ القرآن الكريم وهو في السادسة من عمره حتى أتمه وهو في العاشرة، وحصل على الشهادة العالمية عام 1914م، وخلال هذه الفترة حرص والده على إعداده لدراسة الدين والتشريع والتفسير.
وبعد أن أنهى تعليمه عُين قاضيًا شرعيًا بمحافظة قنا عام 1916م، وتنقل خلال عمله من محاكم “ديروط، الفشن، القاهرة، طنطا” حتى عين رئيسًا لمحكمة الاسكندرية الكلية الشرعية، وتدرج في وظيفته حتى عُين رئيسًا للتفتيش الشرعي بوزارة العدل عام 1942م، وبعد عامين عُين نائبًا لرئيس المحكمة العليا الشرعية وبعد عام في مهام وظيفته عين مفتيًا للديار المصرية من عام 1945 م إلى عام 1950 م وخلال هذه الفترة وتحديدًا عام 1948 م عين عضوًا بهيئة كبار علماء الأزهر الشريف، وعين مفتيًا للديار المصرية للمرة الثانية من عام 1952م إلى عام 1954م.
وعين حسنين مخلوف رئيسًا للجنة الفتوى بالأزهر الشريف لفترة طويلة واختير عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية، كما اختير عضوًا مؤسسا لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة واختير عضوا مؤسسا للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ثم اختير عضوًا مؤسسًا بمجلس القضاء الأعلى بالمملكة العربية السعودية.
وخلال مسيرته مُنح الشيخ محمد حسنين مخلوف الكثير من الجوائز منها كسوة التشريفة العلمية من الدرجة الثانية وكان وقتها رئيسًا لمحكمة طنطا كما منح كسوة الشريفة العلمية من الدرجة الأولى وقت أن كان مفتيا للديار المصرية ومنح جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1982م، كما منح وسام العلوم والفنون من الطبقة الاولى في احتفال الأزهر بعيده الألف وجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1983م.
وألف الشيخ محمد حسنين مخلوف العديد من المؤلفات ومنها “كتاب كلمات القرآن الكريم تفسير وبيان، صفوة البيان لمعاني القرآن، آداب تلاوة القرآن وسماعه، شرح عدة الحصين للإمام أبن الجذري، رسالة الرفق بالحيوان في الشريعة الإسلامية، رسالة في أحكام الميراث”، وقام بنشر عشرات الكتب والرسائل لعلماء مصر والحجاز وحضر موت باليمن مما وجد في مؤلفاتهم نفعا للمسلمين.
مؤلفاته وتحقيقاته:
شغل الشيخ بأعماله في القضاء والدرس عن التأليف والتصنيف، واستهلكت فتاواه حياته، وهي ثروة فقهية ضخمة أَحَلَّتْهُ مكانة فقهية رفيعة. ومع ذلك فإن للشيخ كُتبًا نافعة جدًّا نذكر منها:
• حكم الإسلام في الرفق بالحيوان. وهي باكورة تصانيفه وقد فرغ من تأليفها في شهر يوليو عام 1912م.
• أسماء الله الحسنى والآيات القرآنية الواردة فيها. طبع بدار المعارف بالقاهرة 1394هـ.
• أضواء من القرآن الكريم في فضل الطاعات وثمراتها وخطر المعاصي وعقوباتها. طبع بمؤسسة مكة للطباعة بمكة المكرمة عام 1393هـ.
• أضواء من القرآن والسنة في وجوب مجاهدة جميع الأعداء. طبع بمطبعة المدني بالقاهرة 1394هـ.
• فتاوى شرعية وبحوث إسلامية. طبع بمطبعة دار الكتاب العربي بالقاهرة 1371هـ.
• تفسير سورة يس. طبع بمطبعة الكيلاني بالقاهرة 1402هـ.
• حكم الشريعة الإسلامية في مأتم ليلة الأربعين وفيما يعمله الأحياء
للأموات من الطاعات. طبع بمطبعة مصطفى الحلبي بالقاهرة 1366هـ.
• آداب تلاوة القرآن وسماعه.
• المواريث في الشريعة الإسلامية. طبع دار المدني بجدة.
• شرح البيقونية في مصطلح الحديث.
• شفاء الصدور الحرجة في شرح قصيدة المنفرجة.
• شرح جالية الكدر بنظم أسماء أهل بدر.
• أخطار المعاصي والآثام ووجوب التوبة منها إلى الملك العلام.
• رسالة في فضل القرآن العظيم وتلاوته.
• رسالة في فضائل نصف شعبان.
• رسالة في دعاء يوم عرفة.
• رسالة في ختم القرآن الكريم ووجوب بر الوالدين.
• رسالة في شرح أسماء الله الحسنى.
• رسالة في تفسير آية الكرسي وسورة الإخلاص وسورة الضحى.
• رسالة في تفسير سورة القدر.
• أدعية من وحي القرآن الكريم والسنة النبوية.
• نفحات زكية من السيرة النبوية.
• شرح الوصايا النبوية من النبي صلى الله عليه وسلم إلى ابن عباس رضي الله عنهما.
• شرح وصايا الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
كما أن الشيخ- رحمه الله- كانت له جهود مشكورة في تحقيق بعض الكتب النافعة،
منها:
• بلوغ السول في مدخل علم الأصول. طبع مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة 1386هـ.
• الحديقة الأنيقة في شرح العروة الوثقى في علم الشريعة والطريقة والحقيقة
لمحمد بن عمر الحريري. طبع بمطبعة المدني بالقاهرة 1380هـ.
• الدعوة التامة والتذكرة العامة لعبد الله بن علوي الحداد طبع بمطبعة
المدني بالقاهرة 1383هـ.
• النصائح الدينية والوصايا الإيمانية لعبد الله بن علوي الحدَّاد. طبع
بمطبعة المدني بالقاهرة 1381هـ.
• شرح الشفا في شمائل صاحب الاصطفا للملا علي القاري. طبع بمطبعة المدني بالقاهرة 1398هـ.
• هداية الراغب بشرح عمدة الطالب لعثمان بن أحمد النجدي. طبع بمطبعة المدني بالقاهرة 1379هـ.
• شرح المدحة النبوية للشيخ أحمد أبوالوفا الشرقاوي.
• شرح لمعة الأسرار للشيخ أحمد أبو الوفا الشرقاوي.
• قصيدة في مدح النعال النبوية للشيخ أبي الوفا.
• شرح نصيحة الإخوان للإمام ابن طاهر الحدَّاد.
• شرح الحكم للإمام عبد الله بن علوي الحدَّاد.
منزلته وأوسمته:
كان الشيخ محل تقدير واحترام لسعة علمه وشدته في الحق، وكانت الأوساط العلمية والرسمية تنظر إليه بعين التقدير لجلائل أعماله في الدعوة والقضاء والإفتاء، فمُنح كسوة التشريفة العلمية مرتين: الأولى حين كان رئيسًا لمحكمة طنطا، والأخرى وهو في منصب الإفتاء، كما نال جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية سنة (1402هـ/1982م)، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وامتد تكريمه إلى خارج البلاد، فنال جائزة الملك فيصل العَالَمية لخدمة الإسلام سنة (1403هـ/1983م).
وقد كُتِبَ في جوانب من علم الشيخ رسائل علمية، منها رسالة بعنوان: «الشيخ حسنين محمد مخلوف مفسرًا» حصل بها باحث من لبنان على درجة الماجستير من إحدى جامعاتها.
وفاته:
طالت الحياة بالشيخ حتى تجاوز المائة عام، قضاها في خدمة دينه داخل مصر وخارجها، حيث امتدت رحلاته إلى كثير من البلاد العربية ليؤدي رسالة العلم، ويلقي دروسه، أو يفتي في مسائل دقيقة تُعرض عليه، أو يناقش بعض الأطروحات العلمية في الجامعات، وظل على هذا النحو حتى لقي ربه في (19 من رمضان 1410هـ، الموافق 15 من إبريل 1990م).