ما كان رمضان وقتاً للكسل!!!!!!!


بقلم د/ عبدالله كمال

رمضان شهر القرآن الكريم والصيام لله رب العالمين .. شهر مدارسة القرآن والشعور بالفقراء والمساكين .. شهر الجد والاجتهاد ومجاهدة النفس والانتصار على هواها، وعلى الأعداء من شياطين الإنس والجن أجمعين.
ولم يكن رمضان أبداً وقتاً للتكاسل ولا للكسل، إلا في نفوس الضعفاء الذين يتبعون النفس هواها ويهيمون في ظلام مناها.
والأدلة على ذلك كثيرة جداً؛ ويكفي أن نشير منها إلى ما يلي:
١- في شهر رمضان المبارك نزل وحي السماء جبريل على حبيب الله المصطفى – صلى الله عليه وسلم – من السنة الأولى من البعثة وذلك عام ٦١٠م؛ لتبدأ بعثة أشرف المرسلين وخير خلق الله أجمعين؛ بنزول القرآن الكريم وهو الكتاب المنزل من الله رب العالمين؛ فهو الكتاب الخالد الباقي الهادي إلى صراط الله المستقيم.
٢- كما كان تشريع الأذان في السنة الأولى من الهجرة وذلك عام ٦٢٣م.
٣- أيضاً، انتصر المسلمون في غزوة بدر الكبرى في ١٧ رمضان عام ٦٢٤م.
٤- كذلك فتح مكة المكرمة؛ فقد كان في السنة الثامنة للهجرة ٦٣٠م.
٥- كما نجد إرسال الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وسلم – لسيدنا خالد بن الوليد – رضي الله عنه -؛ لهدم صنم العزى، وما يتعلق بهذا الصنم الذي كان يعبد من دون الله رب العالمين؛ فقد كان ذلك في الخامس والعشرين من رمضان من السنة الثامنة من الهجرة.
٦- هذا وقد استكمل الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وسلم – وصحبه الكرام – رضوان الله عليهم أجمعين – ما تبقى من غزوة تبوك في شهر رمضان من السنة التاسعة من الهجرة.
٧- كما استقبل الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وسلم – وفد ثقيف في شهر رمضان؛ وقد هدم صنم اللات التي كانت تعبد عندهم من دون الله العلي العظيم، وذلك في شهر رمضان من السنة التاسعة من الهجرة.
٨- ومما هو معلوم من التاريخ أنه تم فتح الأندلس في رمضان ٩٢ هجرية/ ٧١١م.
٩- كما أن بناء الجامع الأزهر الشريف كان في شهر رمضان عام ٢٦١ هجرية/ ٩٦٨م.
١٠- ولا يخفى أن معركة حطين كانت في ٢٦ رمضان ٥٨٣ هجرية/ ١١٨٧م.
١١- وكذلك فتح أنطاكية؛ حيث كان في الرابع من رمضان ٦٦٦ هجرية/ ١٢٦٨م
١٢- وأما في العصر الحديث، فيكفي أن نشير إلى نصر العاشر من رمضان ١٣٩٣هجرية الموافق السادس من أكتوبر ١٩٧٣م.
أفلا يكفي ذلك من هذه الأدلة كلها؛ لنجعل شهر رمضان، شهراً للعمل والجد والاجتهاد؛ وأن نقتدي برسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذي كان (يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره، ويجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها).
وحقاً ما كان رمضان وقتاً للكسل؛ فشمروا عن سواعد الجد والاجتهاد؛ حتى تنالوا خيري الدنيا والآخرة بفضل الله الكريم العظيم الوهاب.

زر الذهاب إلى الأعلى