الأخلاق والشباب ومخاطر الميديا
بقلم إيهاب زغلول
لاشك أن رسالة الإسلام في الحياة تعمير الأرض والحفاظ على المقاصد الضرورية للشريعة وهي حفظ الدين والمال والعرض والنفس والعقل وأن الإنسان قد أكرمه الله عزوجل فجعله أكرم المخلوقات فحرم إيذاء النفس و التعدي على حرمتها وأوجب حفظ العقل والتفكير وحماية العقول تأتي بتغذيتها بالمفاهيم الصحيحة والفكر البناء الذي يتماشى مع نهج الشريعة السمحاء و تربية الأبناء مسئولية كبيرة فقد قال عليه الصلاة والسلام في حديث لعبدالله بن عمر رضي الله عنهما «ألا كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام الذي على الناس راعٍ وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم، وعبد الرجل راعٍ على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته».
وهنا يتوجب على الأباء والأمهات حسن رعاية أبنائهم وتعليمهم علي القيم والأخلاقيات واذكاء قيم التسامح ونفع الناس”خير الناس أنفعهم للناس” بالفعل نحتاج لنظم تربوية وتثقيفية لتغير مفاهيم الشباب نحو الإتجاه الصحيح في ظل هجمات شرسة من وسائل التواصل وتطبيقات التقنية الحديثة والتي تحتاج إلى تقنين وحماية الشباب من مخاطر ها وماانتجته من ظواهر سلبية خطيرة تهدد أمن وسلامة الأسرة والمجتمع لكن الوازع الديني ودعم التسامح ولغة الحوار بين الأباء والأبناء بين الأزواج والزوجات وسيله راقية لحل كافة المشكلات والحفاظ على استقرار الأسر والمجتمعات، وعلى الشباب أن يتقوا الله ويحافظوا على أنفسهم وحرمات الناس من مخاطر وسائل التواصل الاجتماعى ومساوئ الإنترنت ولابد من وقفه مع النفس وعودة لتعاليم الدين والقيم الإجتماعية والتربوية والإنسانية بمايحمي الأفراد ويحقق السلامة والأمن المجتمعي.
وكانت قد اثارت حادثة انتحار فتاة الإنترنت بسبب تعرضها للإبتزاز عبر شبكات التواصل الاجتماعي من شباب فاقدي الأخلاق أزمة اجتماعية كبيرة بسبب المخاطر المتزايدة على الأسر والأبناء وما يخلفه ذلك من مشاكل تؤرق الجميع بعد تزايد انتهاكات أمور الناس الزوجية والحياتيه والشخصية عبرتطبيقات شبكات التواصل الاجتماعي وماأحدثة ذلك من كوارث اجتماعية تزلزل كيان المجتمعات والأفراد وتدمر الأسر أحيانا بإستخدام أساليب مريبه منهاالغش والخداع و التلصص وانتهاك الخصوصيات الذاتية والتطفل عليهم عبر تقنيات التطبيقات الحديثة والفيس بوك والواتساب والإنستجرام و تيك توك وغيرها لأغراض خبيثة ولا أخلاقية والسطو على حساباتهم للتشهير بهم أحيانا وابتزازهم أحيانا أخرى.. أساليب مرفوضة شرعاوموجبة لسخط الله لما فيها من أثم كبير وعواقب وخيمة تهدد أمن وسلامة المجتمع رغم انه لا أحد يستطيع أن يُنكر أهمية وسائل التواصل الإجتماعي كنافذة تطل من خلالها على العالم الذي أصبح قرية صغيرة، وتدرك مجريات الأمور من حولك، كما أنها أتاحت فرص كثيرة للتعارف وتبادل الخبرات والثقافات وكذلك أصبحت وسيلة تجاريةتساعد في إنجاز الكثير من الأعمال لكن من المؤسف أن تتحول إلى كابوس مخيف بسبب إساءة استخدام هذه الوسائل لتصبح لعنة وسيلة للتجسس، ونشر الشائعات، واختراق الخصوصيات، والبحث عن الإباحيات واتباع كل ماهو مُخل بالتعاليم الدينية والأخلاق السامية التي هى ركائز المجتمع المثالي وسيلة قاتلة لجمع البيانات وتتبع أسرار وعوارت الناس و التشهير بهم وعدم مراعاة الأخلاقيات والضوابط الدينية و احترام حقوق الإنسان وتناسي الجميع أحكام الشريعة والضوابط الدينية في قول المولي عز وجل”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖوَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴿١٢﴾ الحجرات،وللأسف لم تعد لدينا القدرة على الاحتفاظ بأمورنا الحياتية سراً فللأسف يقع الناس في مصائد الشيطان وبين يدي معدومي الضمير ممن يستغلون مهاراتهم في اختراق الحسابات وفبركة الصور واستخدام البرامج الشيطانية للتلاعب بالأعراض وهدم وتدمير الأسر اهملنا اخلاقياتنا وتربية أبنائنا فسائت أحوالنا مايتطلب مراجعة كافة أمور حياتنا ومراقبة الله في كافة أفعالنا ومراقبة أبنائنا حفاظاً على سلامة المجتمع. ومن المؤسف أن تتحول طبائع الناس ، وأولوياتهم الي التعدي علي خصوصيات العامة وانتهاكها مستخدمين وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة لتنفيذ رغباتهم في التجسس والتدخل في شؤن الغير غير مبالين بحقوقهم المجتمعية في التواصل ، ومتابعة ما يحدث في العالم وكل جديد يقدمه لنا العلم والعلماء غير مهتمين بتعاليم الإسلام السمحة التي تحث علي احترام الانسان لأخيه ، وحفظ حقوقه وعدم التجسس عليه وان تكون هناك مسئولية جماعية قال تعالي في سورة الحجرات “وَلَا تَجَسَّسُوا” وهذا الوقت الذي يقضيه الإنسان في انتهاك خصوصية الغير مسؤل عنه يوم القيامة قال ﷺ :-“لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ أربٍع: عن عمرِهِ فيما أفناهُ” نحتاج إلى نقطة نظام مع النفس وعودة لتعاليم الدين والقيم الاجتماعية والتربوية والإنسانية بمايحمي الأفراد ويحقق السلامة والأمن المجتمعي.