الأمانة.. بقلم فضيلة الشيخ شعبان سعد الحداد عميد معهد فتيات كيمان المطاعنه الإعدادي الثانوي _إسنا _الأقصر
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله أبا الأنبياء وخاتم المرسلين سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم
وبعد
الأمانة خلق إسلامي جميل ، وفضيلة عظيمة من الفضائل التي أمرنا بها الشارع الحكيم ومن أبرز الأخلاق التي أتصف بها الرسل —عليهم الصلاة والسلام— فنوح وهود وصالح ولوط وشعيب — في سورة الشعراء— يخبرنا اَللَّه — عزَّ وجلَّ — أن كل رسول من هؤلاء قد قال لقومه (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌٌ) ورسولنَا مُحمَّد — صِل اَللَّه عليْه وَسلَّم —
قد كان في قومه قبل الرسالة وبعدها مشهوراً بينهم بأنه الصادق الأمين وكان الناس يختارونه لحفظ ودائعهم ، ولما
وكُلُّ عَلِي بْنْ أَبِي طَالِبْ كَرَّمَ اَللَّهُ وَجْهَهُ برد الودائّع إلي أصحابها.
وقد قال الإمام القرطبي —رحمه الله — في تفسيره أن الأمانة تعم جميع وظائف الدين ونسب هذا القول لجمهور المفسرين ، فالأمانة هي الفرآئض التي أئتمن اَللَّه — عزَّ وجلَّ —عليها العباد أ.ه
ومن معاني الأمانة أن تحفظ حقوق المجالس التي تشارك فيها، فلا تدع لسانك يُفشي أسرارها ويسرد أخبارها. فكم من مصالح تعطلت، وحبال تقطعت لإستهانة بعض الناس بأمانة المجلس وذكرهم ما يدور فيه من كلام، منسوباً إلي قائل ، أو غير منسوب.
قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ — صِلْ اَللَّهَ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ — ( إِذَا حَدَثَ اَلْإِنْسَانُ حَدِيثًا وَالْمُتَحَدِّثُ يَتَلَفَّتُ حَوْلَهُ فَهُوَ أَمَانَةٌ ) أَخْرَجَهُ أَحْمَدْ فِي مَسْنَدِهِ بِرَقْمٍ ١٤٧٩٢.
وللعلاقات الزوجية—في نظر الإسلام—قداسة وإحترام، فما يضمه البيت من شئون العشرة بين الرجل وأسرته، يحب أن يُطوي في أستار سُبلة، فلا يطلع عليها أحد مهما
قُرْبً.
والسفهاء من العامة يُثرثرون بما يقع بينهم وبين أهلهم من أمور!!، وهذه وقاحة حرمها اَللَّه — عَزَّ وَجَلَّ — قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ — صِلْ اَللَّهَ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ — ( إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ اَلْأَمَانَةِ عِنْدَ اَللَّهِ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ ، اَلرَّجُلُ يُفْضِي إِلَى إِمْرَاتَهْ وَتُفْضِي إِلَيْهِ ، ثُمَّ يَنْشُرُ سََرُّهَا ) صَحِيحٌ مُسْلِمٌ ١٤٣٧.
فالأمانة هي ما يؤتمن عليها الإنسان من ودائع ونحوها ، وما يؤتمن عليها الإنسان من الأعراض (العفة والصيانة) والتكاليف والفرائض قَالَ تَعَالَى (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) سورة الأحزاب (72) إن الأمانة من كمال الإيمان وَحسَن الإسلام، ويقوم عليها أمر السماوات والأرض ، وهي محور الدين وإمتحان رب العالمين، ومجتمع تفشو وتنتشر فيه الأمانة مجتمع خير وأمن وسلام .
والله الهادي إلي سواء السبيل