‘المودة والرحمة والسكن ” ندوة توعوية لوعظ الغربية بمجلس مدينة المحلة
إيهاب زغلول
نظمت منطقة وعظ الغربية بالتنسيق مع مجلس مدينة المحلة الكبرى، ندوة موسعة بقاعة مجلس المدينة في إطار حملة مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف (لتسكنوا إليها) وذلك بالتعاون مع محافظة الغربية برئاسة الدكتور طارق رحمي محافظ الغربية واللواء وجدي الجرواني رئيس مركز ومدينة المحلة الكبرى، وإشراف منطقة وعظ الغربية برئاسة فضيلة الشيخ د. محمد عويس مدير عام وعظ الغربية ورئيس لجنة الفتوى وفضيلة الشيخ السيد العطار مدير الدعوة و الشيخ محمد نبيل مدير التوجية وحاضر فيها فضيلة مدير عام وعظ الغربية والشيخ أحمد سمير عطية واعظ عام مركز المحلة وبحضور د. صفاء أبو العمايم استشاري طب الأطفال بإدارة صحة ثان المحلة الكبرى، د. منال عبدالعزيز مدير الخدمة الإجتماعية بإدارة شرق المحلة وماجده حفيضة رئيس وحدة تكافؤ الفرص بمجلس المدينة وايهاب زغلول المنسق الإعلامي لمنطقة وعظ الغربية.. ولفيف من موظفي مجلس مدينة المحلة الكبرى..
وتحدثت د. صفاء أبو العمايم حول خطورة العنف على الأسرة والمجتمع مشيرة الي وجود عدة صور للعنف َمنها العنف الاقتصادي بسبب ضغوط الحياة َ، والعنف الاجتماعي بسبب الأدمان والمخدرات والتفكك الأسرى وما ينتج عنه من عنف أسرى ويعود لسوء النشأة الإجتماعية واختفاء دور الأسرة والتفرقة بين الولد والبنت مطالبة بعودة الأسرة الي دورها الحقيقي في خلق بيئة نفسية واجتماعية سليمة تدعم استقرار المجتمع ومحاربة الأمراض النفسية والظواهر السلبية التي تهدد السلم المجتمعي.
وتحدثت د. منال طلعت عبدالعزيز عن أهمية التربية فهي أصل التنشأة والعنف انعكاس لسوء التربية وفقد المتابعة والرقابة وتدليل الأبناء يخلق ولد متسلط وبنت معقدة والأسر المفككة كارثة اجتماعية يجب أن ننتبه لها جيداً حرصاً على أولادنا وسلامة المجتمع.
وتحدث الشيخ أحمد سمير عطية عن أهمية مبادرة لتسكنوا إليها والتي قام بتدشينها مجمع البحوث الإسلامية حفاظاً على استقرار الأسرة والمجتمع والشباب المقبل على الزواج والتخلي عن عادات وتقاليد سيئة تسننزف مواردنا الإقتصادية وتصنع فوارق بين المجتمع من خلال المغالاة والغلو في تكاليف ومؤن الزواج والتي تؤدي إلى فقدان البركة وتخرب البيوت بتكبيل الشباب بالديون رغم أن المقصد الشرعي لكافة التكاليف هو اليسر ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الصالحة في زواج بناته وأصحابه وزوجات ولاننسى مقولته صلى الله عليه وسلم لأحداصحابه تيسيرا عليه”التمس ولو خاتماً من حديد”فعلينا بالأيسر لتحقيق العفة والعفاف بين الشباب.
واختتم فضيلة الشيخ محمد عويس مدير عام وعظ الغربية الحديث قائلاَ أن الأسرة هي أساس المجتمع وهى المسئول الأول عن البناء الإجتماعي السليم والله سبحانة وتعالى يقول (يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) وأي اتصال شرعي بين الرجل والمرأة هو عقد الزواج المبنى على المودة والرحمة والمحبة والتسامح فالخطوبة ليست عقد زواج وعليه يجب تقنين العلاقة بين الخاطب والمخطوبة في حدود الشرع ومتابعة الأهل، كما أن ديننا الحنيف أوجب الرحمة في العلاقة الزوجية والتسامح والإنسانية بين الأزواج ومن هنا لاتجد مشاكل اوقضايا ومحاكم( إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا) ومن هنا نجد الدين جامع للقلوب ومؤلفاً لها كما حث الإسلام على إصلاح ذات البين و المصالحة بين الزوجين فقال سبحانه ” فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ” عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ؟»، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «صَلَاحُ ذَاتِ البَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ البَيْنِ هِيَ الحَالِقَةُ» قَالَ: «هِيَ الحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ؛ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ» كما أننا نحتاج إلى جبر الخواطر بين الناس وبين الأزواج وداخل الأسر وبين أفراد المجتمع فمن أفضل العبادات جبر الخواطر ونشر الرحمة بين الناس قال تعالى (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس منَّا من خبب امرأة على زوجها أو عبدًا على سيده) ومعنى خبب: أي أفسد وعَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلَاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّة. وقال ( لعن الله كل ذواق مطلاق» وجائت مبادرة الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية (لتسكنوا إليها) للتخفيف عن كاهل المقبلين على الزواج ومن المهام المنوطة بها عقد دورات للمقبلين على الزواج لدعم استقرار الحياة الزوجية فهى غاية من الغايات التي يحرص عليها الإسلام، وعقد الزواج إنما يعقد للدوام ليتسنى للزوجين أن يجعلا من البيت مهداً يأويان إليه، وينعمان في ظلاله وليتمكنا من تنشئة أولادهما تنشئة صالحة.



