د. العوارى فى خطبة الجمعة بالجامع الأزهر: هجرة النبي لم تكن تركا لمكة أو خروجا منها
قال فضيلة الدكتور عبد الفتاح العواري، من علماء الأزهر الشريف، إن الهجرة النبوية كانت مؤسسة لقيم عليا ومبادئ سامية ، بنيت جميعا على الإيمان بالله الواحد الذي لا شريك له، وانتظمت القيم الإيمانية والأخلاقية والإنسانية فكانت معطياتها قمرا منيرا، وسراجا وهاجا.
وأضاف العواري، في خطبة الجمعة من الجامع الأزهر، متحدثا عن دروس الهجرة النبوية، أن البشرية كلها اقتبست من هدي هذا الدين الذي حمله النبي العربي محمد، مبادئ الحق والعدل والخير، وقامت الحضارات وشارك في إقامتها المسلمون، أتم ما تكون الحضارات ، حضارات شارك المسلمون فيها بقيم التسامح والعفو، بقيم التآلف والرحمة، بقيم التعاون على البر والتقوى، ما تنكرت أمة الإسلام لأحد بل كانت شريعتها تسع العالمين.
وتابع: أوليس نبيها أسعد الخلق -صلى الله عليه وسلم- هو الذي أعلنها مدوية عقب وصوله دار هجرته، ناشرا بما أعلن الأمن والسلام والطمأنينة حينما قال أيها الناس: أفشوا السلام بينكم ؟
وأشار إلى أن إعلان النبي إفشاء السلام بين الناس، هو درس عظيم من الهجرة حري بالمسلمين أن تفاخر به الدنيا كلها ، ونحن نعيش عصر التناحر والتطاحن والتقاتل، عصر التدمير وسفك الدماء، وهتك الأعراض وهدم البيوت ، وتقويض المجتمعات، وإذ برسول الإنسانية يصدع للعالمين ، أيها الناس : أفشوا السلام بينكم.
وأكد أن رسالة الإسلام، هي رسالة سلام، ورسالة أمن، ورسالة خير، ورسالة حب وعدل وحق، ومن أجل هذه المبادئ أمر الله تعالى نبيه الكريم بالهجرة، فهاجر تنفيذا لأمر ربه، فما كانت هجرة النبي تركا لمكة أو خروجا منها، إنما كانت هجرة النبي تنفيذا لأمر ربه، وإخراجا بسبب المضايقات التي لاقاها من أهل مكة بعد أن أصبحت مكة بيئة تأبى الإسلام وتضطهد أهله.
وذكر أن من دروس الهجرة، هو درس اليقين، والإيمان الصادق بالله والتوكل عليه مع الأخذ بالأسباب، فما ترك النبي سببا من الأسباب المادية من أجل إنجاح هجرته إلا وخطط له، وأخذ به، وأتقنه وجوده، وبعد ذلك توكل على مسبب الأسباب.