“مستشار المفتي”: الشرعُ الشريف طلب منا التوكلَ على الله مع الاجتهاد والأخذ بالأسباب

كتبت- زينب عمار:

أكد د.مجدي عاشور، المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية، أن الله تعالى أمرنا بالعزم والحزم والأخذ بالأسباب المتاحة لنا في كل شئوننا حتى في العبادات ومواقف الشدة، فقال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)، وقال في مواطن الشدة ويُقَاسُ عليها المُذَاكَرة والامتحانات : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ) وهو الذي بيَّنَهُ النبي صلى الله عليه وسلم في رفع الهِمَّة والحِرص على المصلحة، فقال : “احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز”.

وأضاف “عاشور” أنه مع الأمر بالأخْذِ بالأسباب والجِد والاجتهاد طلب منا الشرعُ الشريف التوكلَ على الله تعالى ، بمعنى أن تجعله سبحانه وَكِيلًا لك في ما تُقْدِم عليه من الأمور ، لتستشعر أنه عز وجل معك ، فتجد الهمة والراحة والسكينة في وقت واحد ، وأيضًا لترضى بنتيجة الأمر الذي أنت فيه ؛ لأنه كان وكيلًا لك ، فقال تعالى : (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚإِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)، وإذا تحقق المسلم بهذين الأمرين – الأخذ بالأسباب وصِدْقِ التوكل على الله – فإن ما أصابه بعد ذلك فهو اختيار الله عز وجل له ، وهو الأحسن والأوفق بالإنسان وإن ظهر له غير ذلك ، ولا يعرف ذلك إلا مَن وجد السكينة والسعادة والتوفيق والرضا بعد ذلك فيما اختاره الله له ، فاختيار الله للمَرْءِ أفضل من اختياره لنفسه ؛ إذ هو سبحانه (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ).. موضحا أنه ينبغي على الطالب وغيره ألا يُدْخِل نفسه في دائرة العقوبة من الله لأمر لم يُوَفَّق فيه كما تمنى هو ؛ بل فضل الله ورحمته أوسع من هذا بكثير ، ما دام قد عَمِلَ ما عليه من بذل المجهود الصحيح مع التوكل على الله ، وعليه بعد ذلك أن يرضى بقضاء الله فيه ولا يتحسر على ما فات ، فالخير فيما هو فيه وايجاده فيما هو آت ، ويسأل الله تعالى التوفيق ، وهذا كله قد لخصه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله : ” المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أنِّي فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدَّر الله وما شاء فعل، فإنَّ لو تفتح عمل الشيطان”.

زر الذهاب إلى الأعلى