فَضْلُ الصَّلاَةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.. بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى

إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَعْلَى قَدْرَ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍوَرَفَعَ ذِكْرَهُ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ:

وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ

فَهُوَ النَّبِيُّ الْمُعَظَّمُ وَالرَّسُولُ الْمُكَرَّمُ وَأَقْسَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِحَيَاتِهِ تَكْرِيمًا وَتَشْرِيفًا لَهُ .

فَقَالَ تَعَالَى:

لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُون

أَيْ: وَحَيَاتِكَ وَعُمْرِكَ وَبَقَائِكَ فِي الدُّنْيَا، إِنَّهُمْ لَفِي ضَلاَلِهِمْ يَتَمَادُونَ .

وَلإِظْهَارِ فَضْلِهِ وَعَظِيمِ مَنْزِلَتِهِ وَعُلُوِّ مَكَانَتِهِ؛ أَمَرَاللَّهُ تَعَالَى الْمُؤْمِنِينَ بِكَثْرَةِ الصَّلاَةِ عَلَيْهِ، فَبَدَأَ بِذَاتِهِ الْمُقَدَّسَةِ سُبْحَانَهُ، ثُمَّ ثَنَّى بِالْمَلاَئِكَةِ الْكِرَامِ جَمِيعًا دُونَ اسْتِثْنَاءٍ فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ :

إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

وَالصَّلاَةُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى رحمتُهُ وثناؤُهُ عليهِ عندَ الملائكةِ، وَمِنَ الْمَلاَئِكَةِ الاِسْتِغْفَارُ، وَمِنَ النَّاسِ الدُّعَاءُ .

فَهَذَا مَعْنَى الصَّلاَةِ عَلَى النَّبِيِّ ؟
فَعِنْدَمَا يُصَلِّي الْمُسْلِمُ عَلَى رَسُولِهِ ؟

فَإِنَّمَا يَدْعُو لَهُ أَنْ يَعُمَّهُ اللَّهُ تَعَالَى بِفَضْلِهِ وَبِرَحْمَتِهِ وأنْ يثنيَ عليهِ عندَ الملائكةِ ، لأَنَّ الصَّلاَةَفِي اللُّغَةِ الدُّعَاءُ قَالَ سُبْحَانَهُ آمِرًا نَبِيَّهُ بِالدُّعَاءِ لأَصْحَابِهِ :

وَصَلِّ عَلَيْهِمْ

أَيْ : ادْعُ لَهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ .

بِأَيِّ صِيغَةٍ نُصَلِّي عَلَيْهِ ؟

سَأَلَ الصَّحَابَةُ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمُ النَّبِيَّ ؟

فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ الصَّلاَةُ عَلَيْكَ؟

قَالَ: قُولُوا : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ .

وَكَذَلِكَ الصَّلاَةُ عَلَيْهِ بِقَوْلِنَا :

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ.

وَتَصِحُّ الصَّلاَةُعَلَيْهِ بِأَيَّةِ عِبَارَةٍ يُفْهَمُ مِنْهَا مَعْنَى الدُّعَاءِ لِلنَّبِيِّ ؟
وَلِمَاذَا نُصَلِّي عَلَيْهِ ؟ نُصَلِّي عَلَيْهِ ؟ اسْتِجَابَةً لِلأَمْرِ الرَّبَّانِيِّ حَيْثُ أَمَرَنَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِذَلِكَ فَقَالَ تَعَالَى:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

وَالصَّلاَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ مِنْ مَظَاهِرِ تَوْقِيرِهِ وَتَعْظِيمِهِ الَّتِي أَمَرَنَا اللَّهُ تَعَالَى بِهَا تُجَاهَ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ .

فَقَالَ سُبْحَانَهُ:

إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا* لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَتُعَزِّرُوهُ يَعْنِي:

الإِجْلاَلَ وَتُوَقِّرُوهُ يَعْنِي: التَّعْظِيمَ.

وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي وَصْفِ الْمُفْلِحِينَ:

فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .

ونُصَلِّي عَلَيْهِ ؟

مَحَبَّةً لَهُ وَوَفَاءً بِفَضْلِهِ فَقَدْ أَخْرَجَنَااللَّهُ تَعَالَى بِهِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى نُورِ الإِيمَانِ .

قَالَ عَزَّ وَجَلَّ:

قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا* رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ .

مَتَى نُصَلِّي عَلَيْهِ ؟

نُصَلِّي عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ فِي أَيِّ وَقْتٍ، وَخَاصَّةً يَوْمَ الْجُمُعَةِ.

فَقَدْ حَثَّنَا عَلَى الإِكْثَارِ مِنَ الصَّلاَةِ عَلَيْهِ فِيهِ فَقَالَ :

إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاَةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ .

وَكَذَلِكَ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْهِ عَقِبَ الأَذَانِ لِيَنَالَ الْمَرْءُ مِنْ ثَوَابِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ، وَمَغْفِرَتِهِ وَرَحْمَتِهِ بِسَبَبِ الصَّلاَةِ عَلَى رَسُولِهِ، قَالَ :

إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا .

زر الذهاب إلى الأعلى