نصائح شيخ الأزهر للشباب خلال حواره المفتوح مع الشباب البحريني وشباب “صناع السلام”

1- العمل في الإسلام واجب وليس حقًّا، وهو واجب على الإنسان حتى آخر نَفَس في أنفاس المؤمن، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إن قامتِ الساعةُ وفي يدِ أحدِكم فسيلة، فإن استطاعَ أن لا تقومَ حتى يغرِسَها فليغرِسْها)، وهذا حديث عظيم يبين قيمة العمل وفعل الخير وأهمية الحفاظ على البيئة والمجتمع، ولو اهتدت مجتمعاتنا بهذا الحديث في كل حياتنا لكان لنا وضع آخر.

2- لا بد أن يتثقف أولادنا وبناتنا بالثقافة الإسلامية التي هي العاصم من الاهتزاز يمينًا أو شمالًا في ظل هذه الظروف، وأن يعلموا أن دينهم دين يسر لا عسر، وألا ينشغلوا بالحكم على غيرهم، بل عليهم أن يطبقوا الإسلام في حياتهم وتعاملاتهم.

3- أدعو الشباب العربي إلى التسلح بالأمل، وألا يتوقف الإنسان إذا أخفق، بل عليه أن يواصل الأمل والعمل، ورسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا اجتَهَد فأصاب فله أجرانِ، وإن اجتَهَد فأخطَأَ فله أجرٌ)، وهذا الحديث يجب أن يكون منهج حياة للجميع، وأن يقترن الاجتهاد والأمل بكل شيء في حياة الإنسان، فلولا الأمل ما كان العمل.

4- لا وجود للحياة الوردية، فالحياة مليئة بالتحديات، وقد أخبرنا القرآن الكريم بذلك في قوله تعالى {لقد خلقنا الإنسان في كبد}، وخلقنا الله وهو الأعلم بطبيعتنا وحالنا، وخلق الشهوات والمغريات، وزودنا القدرة على هزم كل هذه التحديات إذا وعى الإنسان بدوره الحقيقي.

5- نحن مستخلفون في الأرض لخلافة الله ولإعمار الكون، فدورنا الحقيقي هو تمثيل الله في عفوه وصفحه وكرمه وحمايته للضعيف، ونشر قيم الخير.

6- عليكم بالتحلي بالقيم الإيجابية تجاه وطنكم وأمتكم وعدم الاستهانة بدور الفرد في تغيير حال المجتمع والأمة بل والعالم كله.

7- تحيطكم مغريات ودعوات شيطانية، من فكر متشدد ومتطرف آخذة في الانتشار، تستهدف تجييش عقولكم ومشاعركم، وإساءة استخدامكم، وإبعادكم عن دينكم وإقصاء دوره وتوجيهاته الحكيمة وتعاليمه النبيلة من واقعكم وحياتكم، فاحذروا من الاستماع لتلك الأصوات، وحصنوا أنفسكم بالقيم الدينية والأخلاقية القادرة على احتواء تنوعكم واختلافكم.

8- اعلموا أن الخلاف سنة كونية، أرادها الله لتسيير الكون، ولو أراد الله لخلقنا جميعًا على نفس الدين والهيئة والفكر واللغة، ولكنه سبحانه يعلم ما لا نعلم، وأراد لنا نحن المسلمين أن تتعدد مذاهبنا وأخبرنا أن ديننا الحنيف يسعنا جميعًا.

9- التنوع بيننا نحن المسلمين من سنة وشيعة ومدارس فكرية أخرى، لا يعدو أن يكون خلافًا فكريًّا، ولكن يجمعنا الاحترام والتقدير، وأود أن أخبركم أن مكتبتي الشخصية تحوي العديد من الكنوز التي كتبها كبار علماء الشيعة الذين أكنُّ لهم تقديرًا واحترامًا كبيرين.

10- بعض المغرضين يحاولون استخدام الاختلافات الفكرية بين مدارس الفكر الإسلامي لبث الفُرقة والطائفية خاصة في أوساط الشباب، فاحذروهم واستعدوا لمواجهتكم.

زر الذهاب إلى الأعلى