الشَّائعات فى المجتمَع الذى نعيش فيه بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف

إن تحقيق الأمن على مستوى الأفرادِ والدول والأمم صار في هذا العصر هاجسًا ينفقُ فيه البشرُ من الأموال أكثرَ ممَّا ينفقون على مآكلهم ومشاربهم ومراكبهم وعمرانهم وأي شيء آخر إذ لا فائدة من أي شيء بلا أمن ، ولا طعمَ لأي حلوٍ في حالة الخوف.

ولن يتحقق الأمنُ للبشر إلا بالإيمان بالله تعالى والتزام الإسلام شريعةً ومنهجًا ، فمن حقق الإيمانَ فلن يخاف ومن كفر بالله تعالى فلن يأمن .

إنَّ هناك أشخاص يُذيعون الشَّائعات فى المجتمَع الذين نعيش فيه ، بعضُهم منافقٌ يُريد إلْحاق الدَّمار بالوطن ، وبعضُهم من اليهود الذين يَعيشون على إثارة الأحْقاد وتَحريك الشَّائعات لإرْباك المسلمين وبثِّ الوهن في نفوسِهم وهناك فريقٌ ثالث لم يرتفِع بالإيمان إلى مستوى الموقف العصيب فهؤلاء يردِّدُون الإشاعة دون رويَّة ولا تَمحيص لأنَّهم لا يُدْرِكون الخطر الذى يحيط بنا وبمصرنا الحبيبه .

ومن البديهي أنَّ الإشاعة إنَّما تعود إلى تلك الطَّوائف من أعداء المسلمين وأعوانهم في القتال يحيكونَها بذكاء وينشرونَها بوعي ويختارون لها الظروف الملائمة زمانًا ومكانًا وقد يتولَّى نشْرها عملاءُ من بيْنِهم أو من ضعاف النُّفوس الذين يتظاهرون بِمؤازرة المسلمين .

تلك إشاعةٌ لو تعقَّلها الشعب المصري لرفضوا الأخْذ بها والانصِياع إليْها أو ترديدَها لأنَّها تريد أن تَخدعهم .

على الشعب المصرى تنْمِية إدْراكه حتَّى لا يتسرَّع في ترْديد ما يصِلُ اليه من إشاعات فذلك هو طريق الوهن وسبيل الهزيمة ، وإنَّما علي الشعب المصري أن يرفع كلَّ إشاعةٍ وافدة إلى الجهات المختصة فى الدولة .

ولهذا نجد أن أساليب الحرب النفسية رغْمَ اهتمام الأعداء بها في العصر الحاضر وصرف الجهود إليْها وإنفاق الأموال الطَّائلة عليْها لتؤدي هدفها .

قد تناولَها القرآن على شكْل نماذجَ قويَّةٍ، تتجلى في إرادة الجيْش المسلم وصلابتِه أمام الدعايات، كما تناولها على شكل دراسةٍ تحليليَّة توضِّح أهدافَها ومخاطرَها، وترسم للمسْلِمين السبيلَ الأمثل لتجنُّبِها؛ ليحيا المجتمع المسلِم في أمْنٍ وسلام، لا تلعب به الشَّائعات ولا تضلِّلُه دعايات الأعداء؛ وذلك لكي يعرف المسلمون أنَّ قرآنهم قد استوعبَ ظروفَهم الحاضرة والمستقبلة كما استوعب أوضاعهم الماضية، وذلك من أقوى الأدلَّة على إعجازه، وأنَّه تنزيل من حكيم حميد .

وما أحْوجَ المسلمين اليوم ليقِفوا صفًّا واحدًا أمامَ مُخططات العدو وأساليب كيده وليَثْبُتوا في ميدان الحرْب النفسيَّة ويُواجهوها بخططٍ مدْروسة ومواقفَ ثابتةٍ.

وما أكثر أعداءَنا المتربِّصين بنا على مرِّ العصور وما أكثرَ ما يستخْدِمون ضدَّنا من أسلِحة الحرب النفسيَّة التي ينفخون فيها من أبْواقهم .

زر الذهاب إلى الأعلى