احتفالية كبرى لأزهر الغربية بمرور ألف عام على تأسيس الجامع الأزهر بكلية القرآن الكريم
إيهاب_زغلول
نظم الأزهر الشريف برعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر و قطاع المعاهد الأزهرية ومجمع البحوث الإسلامية ومشاركة منطقة الغربية الأزهرية ومنطقة وعظ الغربية احتفالية كبرى بقاعة كلية القرآن الكريم للقراءات وعلومها احتفاءاً بمرور ١٠٨٣ عاما على انشاء الجامع الأزهر صرح العلم والعلماء منارة الفكر الوسطى وعلوم الدين والشريعة السمحاء.
حضر الإحتفالية الدكتور طارق رحمي محافظ الغربية، الدكتور أحمد عطا نائب، العميد هاني محمد عامر المستشار العسكري، العميد محمد قابيل مدير منطقة طنطا الدكتور عبد الفتاح خضر عميد كلية علوم القرآن، الشيخ عبد اللطيف طلحة رئيس الإدارة المركزية لمنطقة الغربية الأزهرية ، الشيخ محمد عويس مدير منطقة وعظ الغربية ورئيس لجنة الفتوى، القس كيرلس سمير كاهن كنيسة مارمينا والقس نشأت وطسن ممثل الكنيسة الإنجيلية ولفيف من القيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة قيادات الكليات وعدد من الإعلاميين والإدارات التعليمية الأزهرية قيادات المنطقة الأزهرية ووعظ الغربية وعدد من النواب ووكلاء الوزار بمشاركة عدد من أعضاء مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر فرع الغربية.
وكان المجلس الأعلى للأزهر قد قرر في مايو 2018 برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، اعتبار مناسبة افتتاح الجامع الأزهر في السابع من رمضان عام 361هـ يومًا سنويًّا للاحتفال بذكرى تأسيس الجامع الأزهر.
افتتحت أعمال الإحتفالية بكلمة مسجلة لفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والذي أكد فيها على مواصلة الأزهر الشريف لدوره في نشر ثقافة المحبة والسلام التعايش الإنسانى ونشر الدين السمح في كل مكان من أرض المعمورة ليبقى دائما حصن حصين لكل المسلمين في شتى أنحاء العالم الإسلامي فقدظل الأزهر من أكثر من ألف عام قلع للعلم منارة للوسطية الاعتدال، يأتيه طلاب العلم من جميع أنحاء العالم يتلقون على يد علماءه علوم الدين والدنيا يتخرجون سفراء ينشرون رسالة الإسلام في كل مكان من العالم.
وقدم محافظ الغربية التهنئة لجميع الحاضرين بحلول شهر رمضان الكريم داعياً المولى عز وجل أن يديم علينا نعمة السلام والأمن في ظل الجمهورية الجديدة التي أطلقها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والتي تعتمد على بناء وتنمية الإنسان،وأشار رحمي إلى الدور الكبير الذي يلعبه الأزهر الشريف في بناء الإنسان، حيث لم يقتصر دور تلك المؤسسة العريقة على تخريج العلماء الأجلاء على مدار التاريخ لتدريس علوم الدين والشريعة فحسب بل في كافة العلوم من طب وهندسة وغيرها، فهو جامع وجامعة تنير لجميع المسلمين طريق الوسطية ليس فقط في مصر بل في الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم.
وأضاف المحافظ أن للأزهر دور ملموس في المحافظة خلال الأعوام الماضية والفضل يرجع بعد الله عز وجل لفضيلة الشيخ الطيب الذي يلبي كافة دعواتنا بالإيجاب وأخص بالذكر دعمه لنا في تطوير المعاهد الأزهرية الواقعة في نطاق مشروعات المبادرة الرئاسية حياة كريمة بزفتى، فله منا خالص الشكر والتقدير.
وتحدث فضيلة الشيخ عبداللطيف طلحة مؤكداً أن الأزهر الشريف هو قبلة العلم للمؤمنين بالإسلام ومبادئه العظيمة، وقام الأزهر الشريف في العشر سنوات الأخيرة بإرسال البعثات التعليمية لتعليم الطلبة أمور الشريعة واللغة العربية بعدد ٣٥٠ بعثة سنوياً لكافة أنحاء العالم، تعليم أبناء أفريقيا والعالم الإسلامي من خلال مدينة البحوث الإسلامية والتي يسكنها ٣٠,٠٠٠ طالب يدرسون بكليات الأزهر الشريف، إلى جانب إنشاء بيت العائلة المصرية بكافة محافظات الجمهورية، وإنشاء مركز حوار الأديان للتوافق والتعايش، كما تم تأسيس لجنة الأخوة الإنسانية لتعظيم التعاون بين الشعوب ومقرها دولة الإمارات العربية المتحدة، فضلا عن إرسال قوافل محملة بالأدوية لكافة الدول الإسلامية الفقيرة التي أنهكتها الحروب مثل الصومال والسنغال.
وأضاف أن هناك من رؤساء بعض الدول الإسلامية ممن تلقوا تعليمهم بالأزهر الشريف ومنهم الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين ومحمد فؤاد معصوم الرئيس الأسبق للعراق وغيرهم ، مختتما كلمته بأن للأزهر الشريف مواقف خالدة ولأئمته سطور مضيئة في التاريخ فهم حقا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
أشار الدكتور عبد الفتاح خضر إلى أن الأزهر هو كعبة العلم لضبط إيقاع الوسطية والفهم الصحيح لدين الله دون غلو أو تجاوز، فهو طاقة العلم التي لا ينكرها إلا جاحد أو حاقد أو حاسد، ويكفينا أن منابر مصر كلها يعتليها أكثر من ١٠٠,٠٠٠ عالم يقولون للناس جميعاً في لحظة واحدة اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم، فالأزهر هو أكبر مؤسسة علمية، دينية، إسلامية عالمية تضم طلاب من أكثر من ١٠٧ دولة حول العالم ينهلون من معارفه ويتجرعون من علومه الوسطية. وتابع خضر كلمته بالإشارة للدور الكبير للأزهر في الإصلاح وتحقيق السلام المجتمعي وكذلك اقتصاديا من خلال بيت الزكاة والصدقات والذي يعمل على رفع مستوى الكثير من الأسر الأكثر احتياجا ،مضيفاً أن الأزهر أتاح كذلك الفتوى الإلكترونية المعتمدة على شبكة معلومات دولية ، إلى جانب تنفيذه لمبادرة إصلاح ذات البين وبيت العائلة ومقره مشيخة الأزهر ،واختتم كلمته بأن الأزهر سيظل منارة العلم التي حافظت على الشخصية المصرية وصانت هويتها وأن لمحافظة الغربية نصيب كبير في تخريج أعلام في الدين من كلياتها وعلى رأسهم الشيخ الشعراوي والشيخ جاد الحق وأسد القرآن الكريم وأول من جمع القرآن صوتيا الشيخ محمود خليل الحصري ابن قرية شبرا النملة مركز طنطا.
وتحدث فضيلة الشيخ محمد عويس مؤكدا على دور الأزهر كجزء مهم من تاريخ وطننا وأمتنا يسعى دائما لتحقيق الولاء والانتماء فمن العناية الإلهية بمصر وجود بها مؤسسات وطنية تحمي حدودها الجغرافية والأزهر يحمي حدودها الدينية والفكريةو رسالة الأزهر العالمية تحمل نور الإسلام للكون كله على اختلاف الأجناس واللغات والأفكار ويجب على العلماء الاستثمار الفكري لنقل الصورة الصحيحة للإسلام لحماية ديننا وأمتنا وشبابنا في كل مكان وزمان، مشيراً إلى دور البعثات الأزهرية في نشر الإسلام في أرجاء الدنيا وتصحيح المفاهيم وتقديم صورة رائعة عن الإسلام ودوره العظيم في تحقيق العبادة والأخلاق والتسامح بين الإنسانية.
وتطرق الي دور الأزهر الهام في نقل العلوم التي تضمن للأمة تفردها وتميزها وتحيي النفوس وفي ظل الواقع المتغير والظواهر الإجتماعية لعصر الإنترنت مايلقي بالعبأ على علماء الدعوة ورجال الأزهر الشريف لنقل الصورة الصحيحة للإسلام، وقراءة فكر الناشئة وتوجيههم التوجيه السليم حماية لديننا وأمتنا، مشيرا الي دور لجان الفتوى ووحدة لم الشمل في حل المشاكل الأسرية والحفاظ على وحدة وتماسك الأسرة موكداً ان الأزهر الشريف سيظل متمسكا بقيمته ومكانته وعقيدته الصحيحة التي يدين بها وينشرها ويعلمها للأجيال في الداخل والخارج حاملاً للواء الوسطية والتيسير، بما ينفع الناس، ويحقق مصالحهم،
بالوحدة والتآلف والتآزر والتعاون، وتنهى عن الشقاق والخلاف والصراع ونقض ميثاق الأخوة الإسلامية.
كما تحدث القس كيرلس سمير عضو بيت العائلة المصرية على الدور الكبير الذي يقوم به بيت العائلة في تحقيق التسامح والإيخاء والحفاظ على الوطن وحماية أبناءه واسهامه في المشروعات الداعمة لخدمة المجتمع وتحقيق التنمية داخل المجتمع ودعم اواصر المحبة.
كما تحدث الشيخ حامد ندا مدير الرواق الأزهري بالغربية عن جهود الرواق في تعليم علوم القرآن والشريعة ومدي الإقبال الكبير الذي حققه مؤخراً شاكراً جهود فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وتوجيهاته في التوسع في انشاق الرواق الذي يهدف الي نشر صحيح الدين وتعليم أفراد المجتمع علوم دينهم من خلال معلمين يحملون رسالة الأزهر بامانه وحب لوطنهم ودينهم
وتحدثت الواعظ فاطمة البربري واعظة مركز بسيون الي دور الأزهر في التأكيد على مكانة المرأة ودورها الإجتماعي والإنسانى الوظيفي فتقلدت المرأة مناصب رفيعه وتبوأت أعلى الدرجات العلمية الوظيفية ودعم فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر في تحقيق ذلك الهدف النبيل
واختتم اللقاء بتكريم ٣ من أبناء الأزهر الفائزين في المسابقة البحثية ” دور الأزهر في حفظ الدين والوطن، وهم “هاجر عصام إبراهيم، حسن عبد الرازق أبو دنيا وهدير عبد الرحمن العرباوي” إلى جانب تكريم فريق العمل المشرف على المسابقة، وأهدى رئيس المنطقة الأزهرية درع المنطقة لمحافظ الغربية وذلك تقديرا على دعمه المستمر للمنطقة، كما أهدى المحافظ درع المحافظة لرئيس المنطقة بمناسبة الاحتفال باليوم السنوي للأزهر الشريف.