أحلام الفتيات لتحقيق الذات.. تصطدم مع مسئوليات الزواج

 
كتبت- نوران كمال:
تحلم الفتاة- أى فتاة- بالعش الهادئ السعيد وتكوين أسرة صغيرة ناجحة وتحقيق ذاتها وأهدافها مع شريك حياتها، الذى تختاره ليشاركها هذا الحلم ويدعمها فى مسيرتها ونجاحاتها داخل المنزل وخارجه، ولكن لا تكتمل الأحلام دائمًا كما نتوقع؛ فتجارب بعض الفتيات على أرض الواقع أثبتت عكس ذلك، حتى أنهن وصفن الزواج بأنه صخرة تتحطم عليها الأحلام، ففور أن تتزوج الفتاة تتبخر أحلامها وتنشغل بمسئولياتها كزوجة وأم، خاصة فى ظل وجود زوج لا يكترث بنجاحها ولا يساعدها لتواصل تحقيق طموحها العلمى أو العملى، بجانب دورها كزوجة مسئولة.. الأمر الذى جعل كثيرًا من الفتيات يتساءلن: كيف يمكنهن تحقيق أحلامهن بعد الزواج..؟!

تقول شيرين أحمد، مهندسة: بعد الزواج اضطررت للتوقف عن تحضير رسالتى للماجستير حتى أتمكن من تنظيم حياتى الجديدة، وأيضًا لظروف حملى الأول، ولكن كان زوجى أكبر داعم ومساند لى بعد ولادتى، وساعدنى كثيرًا لمواصلة التحضير لرسالتى العلمية، وكان يشاركنى السهر ومسئوليات المنزل حتى تمكنت من الحصول على درجة الماجستير.

أضافت أنه من خلال تجربتى لم يكن زواجى عقبة فى طريق نجاحى.. لافتة إلى أن الزوج يقع عليه دور كبير فى مساندة زوجته لتحقق أهدافها، فينبغى أن يكون الرجل متفهمًا وداعمًا لزوجته ولا يقتل طموحاتها أو يقلل منها.

أما رانيا رءوف، ربة منزل، فتقول: قبل الزواج كنت من المتفوقين فى مجال عملى فى المحاماة، وكنت أعمل فى أحد مكاتب الاستشارات القانونية الكبرى، ووعدنى زوجى حينها بأن يساعدنى لاستكمال عملى بعد الزواج، ولكن بعد أن تزوجت طلب منى زوجى عدم النزول للعمل؛ معللاً ذلك بأن بيتنا أولى بوقتى وبعدها رُزقت بابنى وزادت المسئوليات، وأصبح زوجى يرفض عودتى لعملى أو العمل بأى مجال رفضًا قاطعًا، فأصبحت ربة منزل، وبات نجاحى يقتصر على الاهتمام بالأطفال والمنزل، بينما زوجى يذهب لعمله ويخرج مع أصدقائه، وتحدثت مع أهله وأهلى أكثر من مرة وطالبت بتغيير هذا الوضع، ولكن لا شىء يتغير، ولذلك الزواج بالنسبة لى نهاية أحلامى ونجاحى.. ناصحة الفتيات باختيار رجل متفتح وصادق فى وعوده.

تقول مى عبدالعزيز، مهندسة ديكور: إن قصتها لا تختلف كثيرًا عن قصص بعض الفتيات ممن تزوجن بناءً على وعود وردية لم يتحقق منها شىء، وفوجئت بنفسها محبوسة داخل منزل لرفض زوجها ذهابها للعمل، وحتى منزل والدتها كان طليقها يمنعها أن تذهب إليه بمفردها ولكنها لم تستسلم لهذا الوضع، وانتهت قصتها بالطلاق والعودة لحياتها الطبيعية، وتعمل الآن فى مكان مرموق، وصارت من الناجحات فى مجالها وتسعى لتحقيق مزيد من النجاحات.. ناصحةً كل فتاة بألا ترضى بأى وضع لا يناسبها، وأن تسعى لتحقيق أهدافها العلمية والعملية.

أما رضوى حسن، ربة منزل، فقد كانت تعمل طبيبة فى أحد المستشفيات، وكانت تحب عملها، ولكن بعد زواجها رأت أنها لن تستطيع التوفيق بين واجباتها نحو منزلها وزوجها وبين ما يتطلبه عملها الطبى، فاختارت بإرادتها أن تترك العمل وتتفرغ لبيتها وأولادها، وقد ترك لها زوجها حرية الاختيار، ومازال يساندها فى المنزل.. مشيرة إلى أن الزوجين بإمكانهما الوصول إلى حل مناسب فى مسألة عمل الزوجة أو تحقيق طموحها بما يتناسب مع ظروف واحتياجات الأسرة دون أن يكبت الزوج زوجته، أو أن تهمل الزوجة فى واجباتها نحو أسرتها؛ حتى لا تشعر المرأة بأنها مضطرة لشىء تكرهه؛ أما إذا اختارت عدم العمل بإرادتها ستصبح الحياة أكثر هدوءًا وراحة وعلى الأزواج تفهم ذلك الأمر جيدًا.

أكدت د. هبة على، استشارى نفسى وأُسرى، أن الحياة الزوجية حياة تكاملية يتشاركها الزوجان، ليُكمِّل طرفا العلاقة بعضهما البعض فى تحقيق الأحلام والطموحات، ويعتمد هذا التكامل فى الأساس على شخصية الزوج، ومدى تقبله لعمل المرأة، ورغبته فى أن تنجح زوجته فى مشوارها العملى والعلمى؛ فهناك كثير من الأزواج يرفضون أن يكون لزوجاتهم كيان منفصل وأن ينجحن فى أعمالهن خارج المنزل، وآخرون يدعمون زوجاتهم ويشجعونهن على استكمال مسيرتهن التعليمية والعملية، وذلك على حسب عقلية الزوج وثقافته وحياته ونشأته الاجتماعية قبل الزواج، فكلها عوامل تحدد حياته بعد الزواج.

نصحت الفتيات بضرورة حُسن اختيار الشخص الذى سيشاركهن حياتهن بعد الزواج، ويحب نجاحهن.. والاتفاق على كل شىء قبل الزواج؛ حيث إن هناك للأسف بعض الأزواج لا يسمحون لزوجاتهم باستكمال مشوارهن العملى أو العلمى، لاعتقادهم بأن دور المرأة يقتصر على رعاية البيت والأبناء فقط، كذلك ينبغى أن تتحدث الفتيات خلال فترة الخطبة مع شريك الحياة عن مدى تقبله للعمل بعد الزواج أو الدراسة، وأن يتفقا على هذه الأمور قبل الزواج، حتى لا تُصدم الفتاة بعد الزواج برفض الزوج لعملها أو استكمال مسيرتها العلمية.

زر الذهاب إلى الأعلى