خلق العدل وأحوال الفعل الماضي.. أبرز ما جاء في ملتقى الطفل بالجامع الأزهر

عقد الجامع الأزهر الشريف اليوم السبت، النسخة الأربعين من ملتقى الطفل، والذي يأتي ضمن سلسلة لقاءات تحت عنوان ” الطفل الخلوق – النظيف – الفصيح “، حيث دار موضوع حلقة اليوم حول “العدل” ، وذلك تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات د.محمد الضويني، وكيل الأزهر، وبمتابعة د.عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، و د.هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.

وأوضح الشيخ عبد الكريم إبراهيم، الباحث بشئون الأروقة بالجامع الأزهر، أن العدل خلُق عظيم من أخلاق ديننا الحنيف فهو خلاف الجور، وهو القصد في الأمور، وقيل هو استعمال الأمور في مواضعها وأوقاتها ووجوهها ومقاديرها من غير إسراف ولا تقصير ولا تقديم أولا تأخير؛ وقد زخرت الآيات القرآنية والسنة المطهرة بالكثير من الآيات التي تتحدث عن العدل؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾، وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾. النحل.

واستشهد بحديث السيدة عَائِشَةَ التي قَالَتْ فيه: جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا، فَأَطْعَمْتُهَا ثَلَاثَ تَمَرَاتٍ، فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً، وَرَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلَهَا، فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا، فَشَقَّتِ التَّمْرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا، قَالَتْ: فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا، فَذَكَرْتُ الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ” إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ، وَأَعْتَقَهَا بِهَا مِنَ النَّارِ “.

وختم الباحث الكريم بقوله: والعدل له أهمية كبري، فلقد أرسل الله رسله وأنزل معهم ميزان العدل؛ ليقوم الناس بالقسط، وما ذلك إلا لأهميته، قال تعالى: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾.

وحول تنمية مهارات الكتابة والقراءة لدى النشء، تناول د.حازم مبروك، الباحث اللغوي بالجامع الأزهر الشريف، الفعل الماضي وأحواله موضحا أن الفعل الماضي هو الفعل الذي يدل على حدث وقع وانقطع قبلَ زمنِ التكلم، وأن الفعل الماضي دائما مبني—أي أنه لا يتغير إعرابه حسب موقعه من الجملة، كما شرح ذلك بالتفصيل.

يذكر أن ملتقى “الطفل الخلوق والنظيف والفصيح” يعقد يوم السبت من كل أسبوع بالجامع الأزهر، ويتم تنفيذه في بعض المحافظات ، وذلك لتربية النشء على أسس صحيحة، وفهم عميق لأخلاقيات ديننا الحنيف.

زر الذهاب إلى الأعلى