دعوات مسلمة لفتح مساجد باكستانية أمام المسيحيين بعد أعمال عنف ضدهم شرقي البنجاب
في مسعى لاحتواء الموقف المتأزم في باكستان بعد حرق عدة منازل وكنائس للمسيحيين في منطقة جارنوالا بشرق البنجاب، في أعقاب اتهامات بتدنيس القرآن الكريم، أعلنت الشرطة عن اعتقال نحو 100 شخص من المتورطين في أعمال العنف، كما نشرت المئات من رجالها في المنطقة بينما لا يزال البحث مستمرا عن المتهمين بتدنيس القرآن.
ووفق ما نشرته صحيفة “دايلي باكستان” فإن سكندر حياة ذكي، أحد أعضاء جمعية أهل الحديث بفيصل آباد، دعا إلى فتح أبواب المساجد للجالية المسيحية في جارانوالا، قائلًا: “إنَّ الإسلام دين الإنسانية والسلام، وكما أن إهانة المسجد والقرآن الكريم جريمة، فإنَّ إهانة الكنيسة والتوراة والزبور جريمة أيضًا”.
وردًا على دعوة “ذكي”، وصف مسؤول كنيسة خلاص الجيش بجارانوالا الرائد معشوق مسيح، الأمر بأنه مبادرة جيدة، مؤكدًا أن المساجد أعلنت عن فتح أبوابها أمام المسيحيين في تمام الساعة التاسعة صباحًا.
يشار إلى أن قانون “التجديف” المعترف به في باكستان، يلجأ البعض إلى تطبيقه بعيدًا عن القضاء والشرطة، وغالبًا ما يساء استخدامه لتحقيق مصالح خاصة ببعض الأشخاص. علمًا بأن باكستان لم يسبق أن طبقت حكم الإعدام بحق أي متهم بالتجديف، لكن أعمال العنف تأتي عقب الترويج لأخبار عن تدنيس القرآن الكريم على يد مسيحيين، كما حدث في جارانوالا الأسبوع الماضي، وتسببت في تخريب أكثر من 80 منزلًا و19 كنيسة لمسيحيين قاطنين بالمدينة.
وقد سبق هذا الهجوم أحداثًا مشابهة، ففي الأسبوع الأول من أغسطس 2023 أيضًا، أطلق مجهولون النار على مدرس ملحق بمركز لغات في منطقة تربت بمديرية كيش، وأردوه قتيلًا بتهمة التجديف.
ويقصد بـ”التجديف” الإساءة للأديان والمعتقدات والشخصيات الدينية والكتب المقدسة بأي صورة تعمد إلى الانتقاص من احترام الآخر وإلحاق الضرر بمقدراته الدينية والعقدية.
يذكر أن المسيحيين يشكلون 2% من سكان باكستان، وكثيرًا ما تطالهم اتهامات ملفقة ولا أساس لها بالتجديف.
وكان الأزهر الشريف قد استنكر في بيانه الصادر عقب الحادث، الاعتداءات التي قام بها البعض على عدد من الكنائس شرقي باكستان، لافتًا إلى أن القرآن الكريم الذي يُعتدى عليه من بعض المتطرفين المجرمين -في ظل تخاذل بعض الحكومات- هو ذاته الذي يأمر بالحفاظ على دُور العبادة للمسلمين وغير المسلمين وحرم التعدي عليها بأي شكل من الأشكال.