“حقوق المستامنين”أبرز إصدارات منظمة خريجى الأزهر بمعرض الكتاب

كتبت ـ عطيات بدوى

يقدم جناح المنظمة العالمية لخريجى الأزهر، بمعرِض القاهرة الدولى للكتاب 2020، لزواره كتاب “حقوق المستأمنين فى الإسلام”، بقلم د. إبراهيم الهدهد،رئيس جامعة الأزهر، الأسبق المستشار العلمى للمنظمة،والذى كتب مقدمته فضيلة د. محمد عبد الفضيل القوصى، نائب رئيس مجلس إدارة منظمة خريجى الأزهر، عضو هيئة كبار علماء الأزهر.

يتضمن الكتاب تعريفاً لمعنى الأمان وتعريفاً لمصطلح أهل الذمة وهو مصطلح أسيء فهمه، وتعريف الحقوق العامة لغير المسلمين في بلاد الإسلام، أمور فيها غلو في حق المستأمنين يقول بها أصحاب عقيدة الولاء والبراء المبتدعة.

قدم الكتاب د.محمد عبد الفضيل القوصى، قائلاً:” انفتحت في الفكر الإسلامي ـ بل في التاريخ الإسلامي ذاته ـ أبواب واسعة من الشر المستطير؛ عبر مسالك ودروب فكرية متعرِّجة: أولها: باب «التكفير» الذي تُرْجِم إلى دماء وأشلاء تحت ظلال الفهم البئيس لقضية الإيمان والكفر، ثم سرعان ما ارتفعت – تحت تلك الظلال الداكنة – أَسِنَّةُ الإرهاب تأكل الأخضر واليابس، وتصبغ الإسلام كله ـ دين المرحمة والسكينة ـ بلون الدم القاني، وأَضْحت كلمة الإسلام التي كانت مفتاحًا للقلوب والأرواح: مِغلاقًا لها ومدعاة للفزع والرعب؛ ومرتبطة في الذهنية العامة بالدماء والأشلاء.

 وأوضح مؤلف الكتاب الدكتور إبراهيم صلاح الهدهد، أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى المدينة المنورة، وكان عدد سكانها آنذاك عشرة آلاف نسمة، المسلمون منهم: 1500، واليهود: 4500، والباقون من غير المسلمين وأهل الكتاب، ووثيقة المدينة وضعت أسس العيش المشترك لأتباع الأديان المتعددة، حتى من لا يدينون بدين سماوي في الوطن الواحد، وما أقصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا، إلا اليهود لما ارتكبوا الخيانة العظمى، وأعانوا على الوطن أعداءه والطامعين فيه.

 استدل من ذلك أن الشرع الحنيف ضمن للجميع من المواطنين والقادمين والزائرين من غير المسلمين حقوقا لا يصح في الشرع إهدارها، وهو المناسب مع عالمية الإسلام، وسرد مؤلف الكتاب تعريف عدد من المصطلحات منها تعريف الأمان وهو لغة: يقال: «استأمن إليه»: دخل في أمانه، وقد أمّنه، وآمنه، والمأمن: موضع الأمن. فالأمان يعتمد على أمرين: المؤمِّن، والمستأمَن، المؤمِّن: هو الذي يعطي الأمان، وهو الإمام ( الحاكم ـ ولي الأمر) أو من ينيبه، ويتمثل ذلك في الجهات المخولة بمنح التأشيرة والإقامة في الدولة، المستأمن: هو من طلب الأمان لنفسه ليدخل بلاد المسلمين مدة معلومة، صيغة الأمان: ليس للأمان صيغة معينة، ولا هي مقيدة بلفظ معين، وتختلف من زمن إلى زمن، فتأشيرة الدخول عهد أمان، والإقامة عهد أمان.

وتناول المؤلف مصطلح أهل الذمة وهو مصطلح أسيء فهمه، حيث أشار إلى أن من المصطلحات التي أسيء فهمها «مصطلح أهل الذمة»، وهو مصطلح أطلقه الفقهاء القدامى على غير المسلمين الذين يعيشون في دولة الإسلام، وهو اسم حسن، لا كما يظن بعض الناس، فأهل الذمة هم: أهل العهد والأمان، لأنهم يصيرون في ذمة سيدنا محمد رسول الله ﷺ وفي ذمة المسلمين، أي: في عهدهم وأمانهم على وجه التأبيد.

زر الذهاب إلى الأعلى