مرصد الأزهر: الكيان الصـهـيونيّ يشنّ حرب استنزاف ضد سكان غـزة بل والشعب الفلسطيني في جميع أنحاء أراضيه المحتلة

بالتزامن مع العدوان السافر على قطاع غزة، يعمل الكيان الصهـيوني بشكل منهجيّ على تسريع عملية التطهير العرقيّ في الضفة الغربية، والتخطيط لبناء بؤر استيطانية جديدة؛ بهدف تحسين الواقع الديموغرافيّ لصالحه، مع زيادة وتيرة الانتهاكات في مدينة القدس المحتلة. وجميعها أهداف غير معلنةٍ، يسعى الكيان لتحقيقها تحت مظلة عدوانه البربري على القطاع.

وتؤكد المعطيات أن من وراء الأهداف المعلنة للعدوان الصـهـيوني على غزة (القضاء على المقاومة الفلسطينية واستعادة الأسرى)، أهدافًا أخرى خبيثة، يدعمها اليمين الصـ.هـ.يوني المتطرف، بقيادة مجرم الحرب “نتنيـاهو”، ترمي إلى الاستئصال الكلي لشعب فلسطين، وليس لأهل غـزة فحسب؛ إذ يتبين من خلال الأحداث أن الاحتلال قد استطاع –إلى حد ما- توظيف تلك “الأهداف المعلنة” لتمرير حملات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي داخل القطاع وخارجه، خاصة بعد فشله في تحقيقها على مدار الشهور الستة الماضية، وحتى يومنا هذا. فمنذ السابع من أكتوبر، والاحتلال يمارس سياسةَ القمعِ بأعلى وتيرة، وعلى كافة المستويات.

هذا ويَعِي الاحتـ..لال جيدًا أنه كلما عَظُمَ حجم الجريمة داخل القطاع، كلما تم التغافل عن جرائم أخرى خارجه، يراها الكثيرون أقل خطورة من المجازر اليومية التي لا تتوقف؛ لتصبح الأهداف المعلنة وراء العدوان وكأنها لافتةٌ مضيئةٌ بأنوار الزّيف، لا يرغب الكيان في تحويل أنظار العالم عنها، إلى أن يتمكن من تحقيق مآربه الخبيثة –الغير معلنة- داخل القطاع وجميع الأراضي الفلسـطينية المحتلة.

ففي الوقت الذي يقوم فيه الاحتـ.لال باستهداف البشر والحجر داخل القطاع، تقوم أذرعه الأخطبوطية اللعينة بتسريع عملية التطهير العرقي في الضفة الغربية، من خلال العنف المنهجي من قِبَل قواته العسكرية، وقطعان المستوطنين؛ فبينما تتجه أنظار العالم نحو غزة، يقيم نقاط تفتيش عديدة بجانب الحصار والقيود الصارمة المفروضة على حركة سكان الضفة الغربية منذ بداية العدوان، وإعطاء الضوء الأخضر للمستوطنين للقيام بأعمال النّهب، والاعتداء على الأشخاص، وإتلاف الممتلكات، كما يقوم الكيان بترحيل مجتمعات رعوية بأكملها، لتفريغ صحراء الضفة من أي وجود فلسطيني فيها، ولإزالة أي عقبة مستقبلية لمشاريعه التوسعية، ولتحسين الواقع الديموغرافي في الضفة الغربية – بشكل عام- لصالحه.

كما كثَّف الاحتلال جرائمه بحق الفلسـطينيين في مدينة القدس المحتلة، فخلال الأشهر الستة الماضية، روَّج لبناء ما يقرب من 7000 وحدة استيطانية في المستوطنات القائمة أو المستقبلية في المدينة، وفي الوقت نفسه، قامت بلديته بتسريع وتيرة هدم منازل الفلسطينيين هناك.

بالإضافة إلى ذلك، تفاقمت سياسة الحواجز، التي تخنق الأحياء الفلسطينية الواقعة خلف الجدار العازل، وتمنع من تكتل الفلسطينيين، ضمن سياسة “فَرِّقْ تَسُدْ”. كما أفادت تقارير باعتقال 987 فلسطينيًا في القدس الشرقية وحدها، بينهم أطفال ونساء، وتم وضع المئات من المعتقلين تحت الإقامة الجبرية، إلى جانب الاعتقال الإداري (دون تهمة) لعشرات من السكان، وصدور أوامر بطرد المئات من القدس بشكل عام، أو من البلدة القديمة أو المسجد الأقصى المبارك.

تجدر الإشارة إلى أنه قد تجاوز عدد المعتقلين -داخل سجون الاحتلال- أكثر من 9500 فلسطينيّ، بينهم 80 سيّدة، وأكثر من 200 طفل، وأن تلك الأعداد لا تشمل كافة أسرى قطاع غزة الذين يتم التنكيل بهم وإخفاؤهم قسريًّا.

وفي ظل تلك الأوضاع المأساوية التي يحياها الفلسطينيون داخل أراضيهم المحتلة، يؤكد مرصد الأزهر بأنه قد حمل على عاتقه نصرة القضية الفلسطينية، والتوعية بالانتهاكات الصهيونية، وكشف نوايا الاحتلال الخبيثة؛ حيث يبرز الكيان في العلن أهدافًا، يسعى من خلال التلويح بها (لأصحاب العين الواحدة والمعايير المزدوجة)، تمرير جرائمَ أخرى لا تكاد تُرى –على فظاعتها- بسبب هَول ما يعجز الصحفيون والأطباء عن وصفه داخل القطاع المكلوم؛ إلا أن عين الأزهر لا تزال ساهرةً، طالما أن هناك جرح فلسطينيّ ينزف.

زر الذهاب إلى الأعلى