ما حكم ادِّخار جميع لحم الأضحية وعدم توزيع جزء منها على الفقراء؟ «الإفتاء» تجيب

تلقت دار الإفتاء، سؤالًا يقول فيه صاحبه: «ما حكم ادخار جميع لحم الأضحية، وعدم توزيع جزء منها على الفقراء»؟

وأجابت دار الإفتاء، بأن الأضحية سُنةٌ مؤكدة، والمشروع فيها أن يجمَع الشَّخصُ بين الأكل والتصدُّق والادِّخار، ويكره أكل الأضحية كلِّها، دون التصدُّق بشيءٍ منها، ولا ضمان على المضحِّي إن فعل.

وتابعت الدار: أمَّا ادِّخار جميع الأضحية من أجْل أكلها- وهو المسؤول عنه- فقد اتَّفق الفقهاءُ على أنَّ الأكْل مِن الأضحية مطلوبٌ؛ قال ابنُ رشد في “بداية المجتهد” (2/ 201، ط. دار الحديث): «واتفقوا على أنَّ المضحّي مأمورٌ أن يأكلَ مِن لحم أضحيتِهِ ويتصدَّق» اهـ. واختلفوا في درجةِ هذا الطلب.

كما قال ابنُ هبيرة في “اختلاف الأئمة العلماء” (1/ 339، ط. دار الكتب العلميَّة): «واختلفوا في قدر ما يأكلُ منها ويتصدَّق ويُهدى» اهـ.

وبينت الدار بقولها: ولمَّا كان المقصودُ مِن وراء هذه الشَّعيرة هو تقوى لله سبحانه وطاعتَه، فإنَّ العلماء قد نصَّوا على صورة خارجة عن محِل النزاع، وهي: ما لو كان المضحِّي فقيرًا وذا عِيال، فيجوز له أكلُ أضحيته كلها عندئذٍ بلا خلافٍ، والأصلُ في ذلك: ما رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ابدأ بنفسِك فتصدَّق عليها، فإنْ فضَل شيء فلأهْلِك، فإن فضَل عن أهْلِك شيءٌ، فلذِي قرابتِك، فإن فضَل عن ذي قرابتِك شيء فهكذا وهكذا».

زر الذهاب إلى الأعلى