“مرصد الأزهر”: تقرير أممي.. التعذيب الممنهج في سجون الاحتلال يودي بحياة عشرات المعتقلين الفلسطينيين فيما يتعرض الآلاف للقتل الممنهج

في تقرير جديد يكشف الإجرام الصهيوني داخل سجون الاحتلال، نشرت مفوضية الأمم المتحدة السّامية لحقوق الإنسان، الأربعاء 31 يوليو، تقريرًا حول الاحتجاز التعسفي لآلاف الفلسطينيين منذ أكتوبر الماضي، متناولًا اتهامات بممارسة التعذيب، بما في ذلك الاعتداء الجنسي بحق نساء ورجال.

وذكر التقرير الأممي أنه منذ أكتوبر الماضي، اعتقل ونقل آلاف الفلسطينيين من غزة بصورة مُهينة، بمن فيهم أفراد من الطواقم الطبيّة ومرضى ونازحون في أماكن الإيواء. كما تم اعتقال آلاف آخرين في الضفة الغربية والداخل المحتل دون إطلاعهم على سبب الاحتجاز أو حتى السماح لهم بالاتصال بمحامٍ، بحسب ما جاء في التقرير.

وأفاد التقرير باستشهاد ما لا يقلّ عن 53 معتقلًا فلسطينيًا في المنشآت العسكرية والسجون الصهيونية منذ بدء العدوان على القطاع.

كما نقل التقرير عن معتقلين شهادتهم بأنهم كانوا محتجزين في مرافق تشبه الأقفاص، وقد جُردوا من ملابسهم لفترات طويلة، وتعرّضهم لعصب العينَين لفترات طويلة، والصعق الكهربائي والحرق بالسجائر، وحرمانهم من الغذاء والنوم والماء. وأكّد بعض المحتجزين أنّ الكلاب كانت تُطلق عليهم، فيما أشار آخرون إلى أنهم تعرضوا للإيهام بالغرق، أو لتكبيل أيديهم وتدلّي أجسادهم من السقف، كما تحدّث الرجال والنساء عن تعرضهم للعنف الجنسي.

وكان مرصد الأزهر، قد نقل في تقرير صدر الخميس 25 يوليو، بعنوان: “تقرير عبري يرصد عمليات التعذيب الممنهجة للأسرى الفلسطينيين في “سديه تيمان” شهادات تُفيد ارتكاب أبشع الجرائم اللا إنسانية بحق مواطني غزة في معتقل “سديه تيمان” (قاعدة عسكرية سابقًا)، ومنها وقوع حالات اغتصاب لأسرى والاعتداء عليهم جنسيًا أمام السجناء الآخرين، وذلك في المعتقل الذي بات معروفًا بـ”جوانتانامو”.

هذا ولم يُعرف العدد الحقيقي لأسرى القطاع؛ إذ لم تكشف السلطات الصهيونية عن العدد الفعلي للمعتقلين، أو معلومات وافية بأماكن احتجازهم.

أما عن عدد معتقلي الضفة الغربية؛ ففي بيان مشترك لـ “هيئة شؤون الأسرى والمحررين” و”نادي الأسير الفلسطيني”، الثلاثاء 30 يوليو، أفاد بأن حصيلة الاعتقالات في صفوف الفلسطينيين في الضفة قد ناهزت الـ10 آلاف معتقل فلسطيني. كما لفت البيان إلى أن الاحتلال خلال حملات الاعتقال قام بعمليات اقتحام وتنكيل واسعة، واعتداءات وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب تخريب وتدمير منازل المواطنين.

تأتي هذه الممارسات في ظل حرب الإبادة الجماعية الدائرة في قطاع غزة، والتي أدت إلى ارتقاء 39,445 شهيدًا و91,073 مصابًا (بحسب المعلن). في حين لم تسلم مدن وبلدات الضفة من البطش الصهيوني، حيث ارتقى 592 شهيدًا، إضافة إلى نحو 5400 مصابًا، وذلك وفق معطيات رسمية.

هذا ويؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على ضرورة الضغط الدوليّ والأمميّ العاجل لكبح جماح هذا العدوان، كما يؤكد المرصد أن ما قامت به سلطات الاحتلال من احتجاز بعض جنود معتقل “سديه تيمان”، للتحقيق معهم بشأن جرائم جنسية ضد معتقل فلسطينيّ، ما هو إلا مسلسل هزليٌّ لذرّ الرماد في العيون، ولتخفيف السُّخط الدولي، وإظهار الكيان في صورة دولة ديموقراطية؛ وإلا فأين القضاء من عشرات المعتقلين الفلسطينيين الذين فارقوا الحياة بسبب التعذيب (بحسب التقرير الأمميّ)، والآلاف الآخرين الذين يُمارس ضدهم سياسة القتل البطيء؟!

زر الذهاب إلى الأعلى