مرصد الأزهر: تحليل إحصائية جرائم التنظيمات الإرهابية في غرب إفريقيا خلال شهر يوليو 2024
أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف متابعته الحثيثة لجرائم التنظيمات الإرهابية في إفريقيا، وبخاصة غرب القارة، حيث تابع العمليات الإرهابية التي شنتها تلك التنظيمات في منطقة الغرب والساحل الإفريقي على مدار شهر يوليو من العام الجاري، والتي بلغت (17) عملية إرهابية، أسفرت عن مقتل (275)، وإصابة (136)، فضلًا عن اختطاف (113) آخرين.
وبهذا يكون شهر يوليو 2024 قد سجّل تصاعدًا ملحوظًا في عدد العمليات الإرهابية مقارنة بعددها خلال شهر يونيو السابق له بنسبة (23.5 %)، وعلى الرغم من ذلك فقد انخفض عدد الوفيات الناجمة انخفاضًا طفيفًا بما يعادل (11.8 %)؛ حيث بلغ عدد العمليات التي شنتها التنظيمات الإرهابية في غرب القارة خلال شهر يونيو المنصرم (13) عملية إرهابية، أسفرت عن مقتل (312)، وإصابة (90)، فضلًا عن اختطاف (266) آخرين.
وبحسب الإحصائية، فقد جاءت نيجيريا في المرتبة الأولى من حيث عدد العمليات الإرهابية وعدد الضحايا؛ إذ شهدت البلاد (7) عمليات إرهابية، أدت إلى مقتل (174)، وإصابة (10)، واختطاف (110) آخرين.
أما النيجر فعلى الرغم من تعرضها لـ (7) عمليات إرهابية بالتساوي مع نيجيريا، لكنّها جاءت في المركز الثالث من حيث عدد الضحايا؛ حيث أسفرت العمليات السبع عن مقتل (29)، وإصابة (26)، واختطاف (3) آخرين.
واحتلت “مالي” المركز الثاني من حيث عدد العمليات وعدد الضحايا، حيث لقي (66) شخصًا حتفهم، وأصيب (10) بجراح، نتيجة لتعرض البلاد لهجومين إرهابيين.
ومن المؤسف أن هذا الشهر شهد إدراج توجو في قائمة البلدان المتضررة من الهجمات الإرهابية؛ حيث تعرضت الدولة – التي كانت حتى وقت قريب بمنأى عن العنف الذي اجتاح جيرانها الشماليين مالي وبوركينا فاسو والنيجر لأكثر من عقد من الزمن – لهجوم أعزل خلف ورائه (6) من الضحايا. الأمر الذي يشكل تهديدًا إضافيًا للمنطقة وعبئًا أمنيًا كبيرًا على جهود مكافحة الإرهاب.
وعليه فإن امتداد التنظيمات الإرهابية إلى دول خليج غينيا أصبح حقيقة واقعة في ضوء الهجوم الإرهابي الأخير الذي شهدته “توجو”، الأمر الذي لطالما حذر منه #مرصد_الأزهر لمكافحة التطرف، مشيرًا إلى أن الفترة القادمة قد تشهد مزيدًا من هذه العمليات، في ضوء حالة عدم الاستقرار التي تعصف بدول الساحل الواقعة على حدود دول خليج غينيا.
وعلى النقيض، لم تشهد بوركينا فاسو وقوع أي هجمات إرهابية على أراضيها خلال هذا الشهر، وهذا يعود إلى جاهزية قوات الأمن البوركينية لصد أي هجمات محتملة.
أما من حيث جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية في منطقة غرب إفريقيا، فقد بلغ عدد القتلى من العناصر الإرهابية خلال شهر يوليو 2024 (212) قتيلًا، و(46) معتقلًا، فضلًا عن استسلام (69) آخرين.
وبمقارنة عدد القتلى من العناصر الإرهابية خلال شهري يوليو ويونيو هذا العام، نجد أن عدد القتلى قد ارتفع في شهر يوليو عنه في يونيو بنسبة بلغت (50 %)، حيث بلغ عدد القتلى خلال شهر يونيو 2024 (106) قتيلًا، واعتقال (86) آخرين. وهذا بفضل العمليات العسكرية المشتركة لتحالف دول الساحل وحشد الجهود الأمنية والدفاعية لمكافحة الإرهاب في المنطقة.
وحذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من تزايد النشاط الإرهابي في منطقة غرب إفريقيا وبخاصة منطقة الساحل، لا سيما دول المثلث الحدودي الأخطر في العالم حاليًا، مؤكدًا أن الهجوم الإرهابي الذي وقع في “توجو” مؤخرًا هو مؤشر على تمدّد الإرهاب في دول خليج غينيا التي تطل على الساحل الأطلسي، وهو الوضع الذي يشكل تهديدًا إضافيًا للمنطقة.
وأوصى مرصد الأزهر حكومات دول المنطقة تحت قيادة الاتحاد الإفريقي تبني آليات واستراتيجيات جديدة تتماشى مع الوضع الحالي، فضلًا عن تنسيق الجهود لإحكام السيطرة على الوضع الأمني في المنطقة لتحقيق الأمن والاستقرار.