تحليل إحصائية جرائم التنظيمات الإرهابية في غرب إفريقيا خلال أغسطس 2024

مرصد الأزهر: إدراج “بنين” في قائمة البلدان المتضررة من الإر هاب يشكل تهديدًا إضافيًا للمنطقة وعبئًا أمنيًا وماليًا كبيرًا على جهود المكافحة

في إطار متابعة مرصد الأزهر لمكافحة التطرف الحثيثة لجرائم التنظيمات الإرهابية في غرب القارة خلال شهر أغسطس 2024، فقد تابع العمليات الإر هـابية التي شنتها تلك التنظيمات في منطقة الغرب والساحل الإفريقي على مدار الشهر، والتي بلغت (12) عملية إر هابية، أسفرت عن مـقتل (350)، وإصابة (382)، فضلًا عن اختـطاف (2) آخرين.

وبناءً على ما رصد، فإن شهر أغسطس 2024 سجل انخفاضًا ملحوظًا في عدد العمليات الإر هابية مقارنة بعددها خلال الشهر السابق له بمعدل (29.4 %)، وعلى الرغم من ذلك فقد ارتفع عدد الو فيات الناجمة بما يعادل (28%)؛ حيث بلغ عدد العمليات التي شنتها التنظيمات الإر هابية في غرب القارة خلال شهر يوليو المنصرم (17) عملية إر هابية، أسفرت عن مقتل (275)، وإصابة (136)، فضلًا عن اختـ طاف (113) آخرين.
ويشير انخفاض عدد العمليات الإر هابية مع ارتفاع أعداد الضحايا إلى أن العمليات الإرهابية أصبحت أخطر وأكثر تركيزًا نتيجة استهداف أماكن تجمعات المدنيين أو تنفيذ عمليات في مواقع حيوية.

وبحسب الإحصائية، فقد جاءت “نيجيريا ” في المرتبة الأولى من حيث عدد العمليات الإر هابية بنسبة (14.6 %)، فيما احتلت المرتبة الثانية من حيث عدد الضـ حايا بما يعادل (20.9 %)؛ إذ شهدت البلاد (5) عمليات إر هابية، أدت إلى مـ قتل (80)، وإصابة (42) آخرين.

في حين جاءت “النيجر” في المركز الثاني من حيث عدد الهجمات الإرهابية بتعرضها لـ (3) عمليات إرهابية بنسبة (25 %)، فيما احتلت المركز الرابع من حيث عدد الو فيات بمعدل (3.9 %)، حيث أسفرت العمليات الثلاث عن مـقتل (15)، وإصابة (30) آخرين.

واحتلت “مالي” المركز الثالث من حيث عدد العمليات وعدد الضـ حايا، حيث لقي (75) شخصًا حتفهم، وأصيب (10) بجراح، فضلًا عن اختـطاف (2) آخرين، نتيجة تعرض البلاد لهجومين إرهابيين.

وعلى الرغم من حلول “بوركينا فاسو ” في المركز الرابع من حيث عدد العمليات الإرهابية، إلا أنها جاءت في المركز الأول من حيث عدد الضـحايا بنسبة (8.3 %)، حيث تعرضت البلاد لهجوم وحيد، أدى إلى سقوط (200) قـتيلًا بما يعادل (52.3 %)، وإصابة (300) آخرين.

ومن المؤسف أن يشهد هذا الشهر إدراج “بنين” في قائمة البلدان المتضررة من الهجمات الإر هابية؛ حيث تعرضت الدولة – التي كانت حتى وقت قريب بمنأى عن الإر هاب – لهجوم أعزل خلف ورائه (12) ضـحية. الأمر الذي يراه مرصد الأزهر يشكل تهديدًا إضافيًا للمنطقة وعبئًا أمنيًا وماليًا كبيرًا على جهود مكافحة الإرهاب.

وعليه، يمكن القول إن الهجوم الإر هابي الذي شهدته “بنين” خلال شهر أغسطس، ومن قبله الهجوم الذي شهدته “توجو” خلال شهر يوليو، يطرق ناقوس الخطر لاتساع موجة الإر هاب الحقيقية في خليج غينيا، الأمر الذي لطالما حذر منه مرصد الأزهر في أكثر من تقرير، موجهًا نداءاته للجهات المعنية بضرورة توخي الحذر حيال تغلغل الإر هاب في الدول الواقعة على حدود دول خليج غينيا، وانتقاله عبر الحدود من بلد إلى آخر لتتسع رقعة نشاطه.

أما من حيث جهود مكافحة التنظيمات الإر هابية في منطقة غرب إفريقيا، فقد بلغ عدد القـ تلى من العناصر الإرهابية خلال شهر أغسطس (211) قـتيلًا، على يد أجهزة الأمن النيجيرية والبوركينية.

هذا ولم يختلف كثيرًا عدد القـ تلى من العناصر الإرهابية خلال شهر أغسطس عن عددهم خلال الشهر السابق له، حيث بلغ عدد القـ تلى خلال شهر يوليو 2024 (212) قـتيلًا. وهذا يؤكد أن العمليات العسكرية ضد التنظيمات المتطر فة لم تعتمد استراتيجية “الدفاع النشط”؛ إذ لم يتم الدمج بين التدابير الدفاعية والتكتيكات الهجومية، الأمر الذي أدى إلى تقيد الحرب ضد التنظيمات الإر هابية خلال هذا الشهر رغم تقدم الأخيرة في إيقاع مزيد من الضـحايا والمصابين من المدنيين والعسكريين على حد سواء.

هذا ويجدّد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تحذيره من مغبة تصاعد النشاط الإر هابي الذي يتقدم يومًا تلو الآخر نحو الدول المطلة على الساحل الأطلسي، الأمر الذي يفرض على حكومات المنطقة التنسيق في المسائل العسكرية والأمنية المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار ومنع تمدد الإرهاب.

زر الذهاب إلى الأعلى