مرصد الأزهر ينظم محاضرة حول التطرف وآليات المواجهة على هامش استقباله مجموعة من الدبلوماسيين البولنديين

استقبلت د.رهام سلامة المدير التنفيذي لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، الثلاثاء 24 سبتمبر، مجموعة من الدبلوماسيين البولنديين المتدربين، وذلك في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الوعي بمخاطر التطرف وأثره المتنامي على استقرار المنطقة والعالم.

وخلال اللقاء، أكدت “سلامة” أن المرصد يعمل من خلال 13 لغة على رصد جميع أنشطة التنظيمات المتطرفة وأيديولوجياتها من أجل تفنيد ما تتضمنه من أفكار، وذلك لتقديم صورة صحيحة لجميع الشرائح المجتمعية المستهدفة، لافتة إلى أن مرصد الأزهر يسعى من خلال مبادراته وفعالياته إلى توعية الجميع على اختلاف مراحلهم العمرية وفي مقدمة المستهدفين طلبة المدارس والشباب باعتبار هاتين الفئتين الأكثر تواجدًا داخل التنظيمات المتطرفة.

وعلى هامش زيارة الوفد البولندي، نظم مرصد الأزهر لمكافحة التطرف محاضرة حول ملامح التطرف وآليات المواجهة، والتي ألقاها الدكتور أسامة رسلان المشرف بالمرصد. وقد افتتح “رسلان” المحاضرة بتقديم لمحة عامة عن التطرف في العصر الحديث، والتأكيد على عدم اقتصار هذه الظاهرة على منطقة بعينها، إذ تحولت إلى تهديد عالمي عابر للحدود.

وقدم المشرف بمرصد الأزهر خلال المحاضرة تحليلًا مستفيضًا للتنظيمات المتطرفة في المنطقة العربية والشرق الأوسط، موضحًا آليات نشأتها وتطورها عبر العقود الأخيرة، وكيف أسهمت الأزمات السياسية والاجتماعية في تغذيتها.

كما تطرق الدكتور أسامة إلى التكوين الهيكلي لهذه التنظيمات المتطرفة، وأساليب التمويل التي تعتمد عليها لدعم عملياتها الإرهابية، ومن بينها الإتجار في البشر وتجارة المخدرات وغيرها من أنشطة غير قانونية تلجأ إليها تلك التنظيمات. علاوة على استغلالها للفجوات القانونية والاقتصادية في بعض الدول لتمويل أنشطتها.

وتضمنت المحاضرة عرضًا لأهم الاستراتيجيات الدعائية والإعلامية التي تتبعها هذه الحركات لجذب المقاتلين، حيث تستغل الفضاء الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي كأدوات فعالة لنشر أفكارها المتطرفة وتحقيق التعاطف الدولي مع أجندتها.

وفي ختام المحاضرة، استعرض الدكتور أسامة رسلان خريطة تفصيلية لأبرز التنظيمات المتطرفة في العالم العربي، ونطاق انتشارها وتحركاتها في مختلف المناطق. كما ركز على أهمية فهم الديناميكيات الإقليمية والدولية التي تسهم في بقاء واستمرار هذه التنظيمات، مشيرًا إلى أن الحلول الأمنية وحدها لا تكفي، بل يجب تبني استراتيجيات شاملة تتضمن جوانب اقتصادية، اجتماعية، وثقافية لمكافحة التطرف من جذوره.

واختتمت المحاضرة بتفاعل متميز من قبل الدبلوماسيين المتدربين، حيث طُرحت أسئلة حول كيفية تعزيز التعاون الدولي لمكافحة التطرف بفعالية، ودور المؤسسات الدينية والتربوية في نشر ثقافة التسامح والتعايش.

وعقب المحاضرة، أعربت الدكتورة رهام سلامة للوفد البولندي عن تقديرها لتفاعلهم مع محتوى المحاضرة، مشيرة إلى أن المحاضرة أتاحت فرصة ثمينة لتعميق الفهم حول ظاهرة التطرف وسبل مكافحتها على المستوى العالمي.

ودعت المدير التنفيذي للمرصد الوفد إلى نقل الصورة الصحيحة للأديان عامة والتأكيد على أهمية الفصل بين ما تروجه التنظيمات المتطرفة التي تتخذ من الدين ستارًا لها لممارسة أنشطتها الإجرامية والغير مشروعة في سبيل تحقيق أجندات تخدم مصالح قادتها ومموليهم، وهو الأمر الذي رأينا نتيجته في أعداد اللاجئين والنازحين حول العالم لا سيما إفريقيا التي تعاني من تصاعد وتيرة العنف والإرهاب بناءً على مؤشر المرصد الصادر شهريًّا.

زر الذهاب إلى الأعلى