المال بين الإسراف والتقتير..الجامع الأزهر يعقد ملتقاه الأسبوعي
في إطار مناقشة قيمة المال وكيفية إدارة ميزانية الأسرة في ضوء الشريعة الإسلامية، عقد الجامع الأزهر الشريف الندوة الأسبوعية تحت عنوان “المال بين الإسراف والتقتير” وذلك بحضور كل د. أسماء سعيد إبراهيم، مدرس الفقه المقارن بجامعة الأزهر وعضو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، ود. شيماء عماد، مدرس مساعد بقسم الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر، وأدارت الندوة د. سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر.
استهلت د. أسماء سعيد، حديثها ببيان مفهوم المال في الإسلام وأهميته في حياة المسلم وأوضحت أن حفظ المال مقصد من مقاصد الشريعة، كما ضربت أمثلة لطرق كسب المال المشروعة بعوض وبغيرعوض، وحذرت من طرق الكسب غير المشروعة، وناقشت ضوابط الحصول على المال وضوابط الإنفاق في الإسلام ثم ختمت حديثها ببيان بعض السبل التي تزيد الرزق.
من جانبها بينت د. شيماء عماد، فضل المال ودوره في تحقيق السعادة، وأن المال من نعم الله العظيمة التي جعلها الله قواما لحياة المسلم ومتاعا من متع الدنيا، به تعمر الأرض وتُقضى الحاجات وتُفرج الكُرَب ويسعى على مصالح المسلمين.
وأضافت: لقد جاء الاسلام بنظرة متميزة للمال، تراعي طبيعة الإنسان المجبولة على محبة الطيبات من الرزق، ومصلحة المجتمع ككل، ولذلك كان الكسب والإنفاق في المنظور الإسلامي لهما طابع تعبدي، فيحث المسلم على تحصيله من الحلال وإنفاقه بما يرضي الله، دون إفراط أو تفريط، ليعيش حياة كريمة في الدنيا وينال رضا الله في الآخرة.
من جانبها أوضحت د. سناء السيد، أن الإسلام جعل المال زينة الحياة الدنيا، وهو أداة إيجابية في خدمة البشرية دون غلو أو طغيان، وكان من دعاء النبي (صلى الله عليه وسلم): “اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر” وأيضا: “اللهم إني أسألك الهدى، والتقى والعفاف والغنى”.
كما أشارت إلى أن هناك مفاهيم مغلوطة متعلقة بقضية المال منها: أن الفقر مرتبط بمكارم الأخلاق، وأنه كلما كنا أفقر كلما كنا أقرب إلى الله عزوجل، وأن والمال مفسد للنفوس، ويوصف صاحبه بالتكبر والتجبر والكسب الحرام.
جدير بالذكر أن هذه البرامج تعقد برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.