الأزهر للقضايا المعاصرة يعقد ملتقاه الأسبوعي عن «البناء الأخلاقي وأثره على استقرار المجتمع»

عقد ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة اللقاء الأسبوعي تحت عنوان “البناء الأخلاقي وأثره على الاستقرار المجتمعي”، وحاضر في ملتقى هذا الأسبوع، د.عبد الله عزب، العميد السابق لكلية أصول الدين بالقاهرة، ود. مجدي عبد الغفار، رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية السابق بكلية أصول الدين، ود. هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر.

أكد الدكتور هاني عودة، أن البناء الأخلاقي يُذكرنا بالتحلي بأخلاق النبي ﷺ ، الذي كان قدوة حسنة، وقد مدحه ربه بقوله تعالى﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ وقالت عنه السيدة عائشة رضي الله عنها حين سئلت عن خلقه، “كان خلقه القرآن” ، كما يُشير البناء الأخلاقي إلى ضرورة التحلي بأخلاق الأمة الإسلامية، التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتُحل ما أحل الله وتحرم ما حرم، ودعا الدكتور عودة الشباب إلى التحلي بكل خلق محمود والتخلي عن كل خلق مذموم، ودعا جميع أصحاب المهن إلى أن يكونوا أمناء في عملهم وصادقين في معاملاتهم، كما نبه الأطباء إلى ضرورة الأمانة تجاه مرضاهم، والمعلمين إلى الالتزام بالأمانة مع طلابهم، وأن يتقوا الله في الرسالة التي يحملونها، وأكد أن النبي ﷺ كان قدوة قبل بعثته، حيث لقب بالصادق الأمين، وبعد بعثته قال الله تعالى عنه﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم﴾

وأضاف أن البناء الأخلاقي هو نتيجة لكل ما جاء به الإسلام، الذي جاء ليحافظ على الكليات الخمس: الدين، والعقل، والنفس، والعرض، والمال، فلقد حافظ الإسلام على الدين من خلال الأمر بالصدق وتحريم الكذب، كما حرم الزنا وأمر بالنكاح ودعا إلى حسن اختيار الزوجة الصالحة، وفيما يتعلق بالمال، دعا الله سبحانه وتعالى إلى الكسب الحلال وإنفاق المال في الحلال، محذرًا من الرشوة والخيانة وأكل أموال الناس بالباطل.

كما دعا مدير الجامع الأزهر جميع فئات المجتمع للتحلي بالأخلاق الحميدة، مشددًا على ضرورة أن يتقي الرجل والمرأة الله في تربية أولادهما، وأن يسعوا لبناء أسرة متماسكة، مؤكدًا أن الأمة لن تتقدم ولن تنتصر إلا بالعودة إلى الأخلاق التي تحقق رضا الله سبحانه وتعالى ورضا رسوله ﷺ.

وأوضح أن الإسلام حافظ على العقل، محذرًا من الاستهزاء بعقول الأفراد، ومشيرًا إلى ما يشهده المجتمع اليوم من تبني الأخلاق الذميمة، وخاصة ما يقوم به الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي من أمور تدعو إلى الفسق والفجور، فينشر أمورًا محرمة يسعى من خلالها إلى إفساد نفسه وإفساد المجتمع، وشدد على أهمية العودة إلى القيم الأخلاقية السامية التي تتماشى مع المنهج الإسلامي، والتي تُعتبر ضرورية لبناء مجتمع متماسك وأخلاقي.

يأتي ذلك وفق توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وباعتماد فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، والشيخ إبراهيم حلس، مدير إدارة الشئون الدينية بالجامع الأزهر، ود. مصطفى شيشي، مدير إدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر.

زر الذهاب إلى الأعلى