تحليل إحصائية جرائم التنظيمات الإرهابية في وسط إفريقيا خلال شهر أكتوبر 2024
في إطار مواصلة وحدة اللغات الإفريقية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف لرصد ما يتعلق بالشأن الإفريقي، تابعت الوحدة على مدار شهر أكتوبر الماضي جرائم التنظيمات الإرهابية في منطقة وسط إفريقيا، حيث سجل المرصد وقوع عملية إرهابية وحيدة بالمنطقة، أسفرت عن سقوط (40) ضحية، دون وقوع إصابات.
وعلى الرغم من أن عدد العمليات الإرهابية في شهر أكتوبر 2024 لم يختلف عن عددها في الشهر السابق له، إلا أن عدد الوفيات في أكتوبر كان أكثر من العدد المسجل خلال شهر سبتمبر بما يعادل (92.5 %)؛ حيث سقط في سبتمبر ( 3 ) من الضحايا، و(20) من المصابين.
وبحسب الإحصائية، وقع الحادث الإرهابي في تشاد التي تُوصف بأنها الدولة الأكثر نشاطًا في الحرب على الإرهاب، وعلى الرغم من ذلك يعد الهجوم واحدًا من أعنف الهجمات الإرهابية التي تستهدف البلاد هذا العام، خصوصًا بعد أن ألحق الجيش التشادي، بالتعاون مع جيوش دول الجوار خسائر كبيرة بفرع «بوكو حرام» الموالي لتنظيم «داعش» الإرهابي.
ويرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن الهجوم العنيف يحمل العديد من الأبعاد التي تعكس حجم التحديات التي تواجهها المنطقة، التي تتمثل أبرزها في فشل التنسيق بين الدول المشاركة في التحالُف الإقليمي، ومحدودية القدرات العسكرية، وقلة الموارد اللازمة للتمويل، فضلًا عن تدهور الأوضاع الاقتصادية، كما يعكس الهجوم البيئة الحاضنة للتنظيمات الإرهابية واستمرار قدرتها على الأرض وعدم تأثرها بالمواجهات الأخيرة.
في المقابل، حافظت دولتا الكونغو الديمقراطية و الكاميرون على استقرارهما وأمنهما في هذا الشهر، حيث لم تشهد أيٌ منهما وقوع عمليات إرهابية، وهذا يرجع لمواصلة العمليات العسكرية للجيشين الكونغولي والكاميروني وجهودهما في مكافحة الإرهاب التي ولا شك تبقى عاملًا رئيسيًا لوقف الهجمات الإرهابية.
وعلى صعيد مكافحة التنظيمات الإرهابية في منطقة وسط إفريقيا، فقد بلغت حصيلة القتلى في صفوف التنظيمات الإرهابية خلال شهر أكتوبر ( 3 ) قتلى سقطوا خلال عملية عسكرية نفّذها الجيش الكونغولي.
هذا ويجدد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تحذيره من غياب الأمن الذي يزيد من ظاهرة التطرف العنيف في ربوع القارة ويتيح الفرصة للتنظيمات الإرهابية لشن مزيدًا من الهجمات في ظل ضعف قدرات مكافحة الإرهاب، مجددًا تأكيده على ضرورة تدبير بدائل أمنية خلفًا للقوات المنسحبة، وكذلك أهمية تنسيق الجهود الأمنية على مستوى الحدود لمنع تسلّل العناصر الإرهابية.