ملتقى المرأة بالجامع الازهر: الرحمة خلق أساسي من أخلاق الإسلام حث عليها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة

عقد الجامع الأزهر الشريف، لقائه الأسبوعي من برامجه الموجهة للمرأة بعنوان: “المرأة والرحمة “، وذلك برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ، وبتوجيه من الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف ، وحاضر فيها كل من: الدكتورة أم أحمد أمين، أستاذ ورئيس قسم أصول اللغة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر، والدكتورة إيمان أحمد عبد السلام، مدرس الصحة النفسية بكلية التربية بنات جامعة الأزهر، وأدارت الندوة الدكتورة حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر الشريف.

وفي بداية اللقاء ، قال الدكتورة أم أحمد أمين ، أن رحمة الله – تعالى – وسعت كل شيء، شاملةً الإنسان والحيوان وحتى الجماد، مستشهدةً بقوله تعالى: “وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ”، مشيرة إلى ما ذكره ابن عجيبة في معنى الآية: أن رحمة الله تشمل كل شيء في الدنيا للمؤمنين والكافرين، بينما تكون مخصصة للمؤمنين في الآخرة.

ولفتت إلى أن الرحمة تُعتبر خلقاً أساسياً من أخلاق الإسلام، وقد حثّت عليها آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي ﷺ، فقد أرسل الله – سبحانه وتعالى – الرسول الكريم ﷺ رحمةً للعالمين، قال تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ”، مشيرةً إلى أن رحمة المرأة تشكل أساس الحياة الزوجية المستقرة، ولنا في أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها، وكذلك العديد من الصحابيات اللاتي قدّمن نماذج رائعة للرحمة في الإسلام، القدوة الحسنة.

وتناولت الأستاذ بجامعة الأزهر ، قصة المرأة البغي التي أظهرت رحمة تجاه كلب، مما يدل على أن الرحمة تعكس القيم الإنسانية العليا التي يدعو إليها الإسلام، حيث أدخلتها الجنة.

من جهتها، تناولت الدكتورة إيمان عبد السلام، أهمية الرحمة في حياة المرأة ودورها في بناء الأسرة، موضحةً أن الرحمة تعتبر صمام أمان لكل منزل وشرطاً أساسياً لبناء أسرة متماسكة، وتوفر بيئة تربوية خصبة لنمو بذور الرضا والسعادة والتوافق، لافتةً إلى أن الرحمة تعني ببساطة التغاضي عن المساوئ وتقبل العثرات وتحمل التقصير، استناداً إلى حقيقة أننا بشر لا نتصف بالكمال.

ووجهت أستاذة الصحة النفسية، رسالة إلى النساء بعدم فقدان أنفسهن في ضغوط الحياة اليومية، مشيرةً إلى أهمية البحث عن الذات والتعامل بلطف معها، لأن المرأة هي مصدر القوة لمن حولها، وهي الركيزة التي يعتمد عليها الآخرون، وليست مجرد تابع أو عنصر مكمل، مؤكدةً أن الله تعالى أكرم المرأة وضمن لها حقوقها في الرفق بها.

من جهتها، أكدت الدكتورة حياة العيسوي، على أهمية الرحمة في الإسلام ودورها في بناء المجتمع، مشيرة إلى أن الإسلام هو دين الرحمة والتراحم، ويحث المسلمين ويجازيهم عليها، موضحةً أن من أهم وسائل كسب القلوب هو التحلي بالبشاشة والكلمة الطيبة، فالنساء يمكنهن كسب قلوب أزواجهن من خلال هذه الصفات.

وأكدت على ضرورة زيادة الصراحة والوضوح بين الزوجين، ومحاولة فهم كل طرف لحقوقه وواجباته ومشاعره وأفكاره ومخاوفه ومشاكله، مشددة على أهمية وجود لغة حوار وتفاهم بين الزوجين والعمل على الوصول لحل يرضي كافة الأطراف في حالة وقوع المشاكل، محذرةً من أن الصراخ والمشاجرات تؤدي إلى الجفاء وتؤثر سلبياً على الأطفال.

وضربت الباحثة بالجامع الأزهر، أمثلة من حياة الرسول ﷺ مع زوجاته، وكيف كان يتعامل برحمة ولطف معهن، وكيف كان يساعد زوجاته في أعمال المنزل. وكان يحتفل بوجود ابنته فاطمة رضي الله عنها، بأخذ يدها وتقبيلها وإجلاسها في مكانه، مما يعكس التراحم والمحبة في بيت النبوة.

زر الذهاب إلى الأعلى