د. الضويني عضو مجلس إدارة منظمة خريجي الأزهر: مؤتمرات الأزهر تؤكد أن علماء الأمة قادرون على الربط ‏بين الأصالة والمعاصرة بحبل ‏وثيق

عضو مجلس إدارة منظمة خريجي الأزهر يؤكد أهمية ‏«العلوم الخضراء»‏‏ لارتباطها بالاقتصاد والمناخ والبيئة وتحسين حياة الناس

د. الضويني يؤكد شمولية الإسلام لعلوم الحياة والكون وأن كثيرًا مما تطرحه «العلوم ‏الخضراء» له ‏أصل ‏ديني

عضو مجلس إدارة منظمة خريجي الأزهر يوجه أربع رسائل من المؤتمر الدولي لكلية العلوم تدعو إلى الاستفادة من ‏«العلوم ‏الخضراء»

أكد فضيلة الدكتور محمد الضويني، عضو مجلس إدارة منظمة خريجي الأزهر، خلال كلمته بالمؤتمر الدولي الثالث للعلوم ‏‏الأساسية والتطبيقية لكلية العلوم للبنات جامعة الأزهر بالقاهرة تحت عنوان «نحو العلوم الخضراء»، أن ‏‏هذا المؤتمر المهم يؤكد بما فيه من بحوث أن عطاء الأمة لا ‏ينقطع، وأن الخير فيها باقٍ إلى قيام الساعة، ‏‏وأنها إن مرضت أو ‏وهنت فإنها لا تموت، ويؤكد أن عقل الأمة متجدد، ‏وأن علماءها قادرون على الربط ‏‏بين الأصالة والمعاصرة بحبل ‏وثيق، وأنهم يعتمدون على تراثهم وماضيهم دون أن يحبسوا أنفسهم ‏فيه، وأنهم ‏‏قادرون على التفاعل مع عطاء العصر المتغير.‏

وأضاف عضو مجلس إدارة منظمة خريجي الأزهر خلال كلمته بمركز الأزهر للمؤتمرات اليوم الاثنين أنَّ «العلوم الخضراء» التي يدور ‏‏حولها ‏المؤتمر من أهم المجالات العلمية في العصر الحاضر؛ لما ‏لها من علاقة قوية بالتغيرات المناخية ‏التي ‏تهدد الكوكب كله وكذلك بالموارد التي من حق البشر جميعًا أن ينتفعوا بها في الحاضر والمستقبل، ‏وهي علوم لها تعلق كبير وقوي ‏كذلك بالحراك الاقتصادي والتقدم المادي، بحيث يمكن أن يكونا وجهين ‏لعملة واحدة؛ ففي الوقت ‏الذي تحرص فيه «العلوم ‏الخضراء» على الوصول إلى حلول ‏مستدامة للتحديات ‏البيئية، يسعى الاقتصاد إلى تحقيق النمو ‏‏والازدهار، و«العلوم الخضراء» طريق الاقتصاد الآمن، وكلاهما ‏‏مطلوب من كل مجتمع واع.‏

وتابع فضيلته أنه لا أدل على ترابط «العلوم الخضراء» بالاقتصاد من وجود ‏طلب متزايد على ما أطلق ‏عليه «الاقتصاد ‏الأخضر» الذي يهدف ‏إلى تحسين رفاهية الإنسان مع تقليل ‏المخاطر البيئية وتكلفة ‏مواجهة التلوث البيئي والتغير ‏‏المناخي، ورغم أن كل مجال جديد قد يلقى بعض الرفض أو المعارضة ‏ممن ‏ألفوا أنماطا حياتية معينة، أو ممن ‏تتعارض مصالحهم ‏الشخصية مع الوضع الجديد، أو يلقى بعض ‏الصعوبات التي تتعلق ‏بالتكاليف المادية، ‏أو نقص الوعي لدى الشريحة العريضة من ‏المستهلكين، أو حتى ‏من غياب الدعم القانوني المنظم أحيانا، ‏ولكن ‏الأمل في مثل هذه المؤتمرات أن تقرب وجهات النظر، وأن ‏‏تتجاوز قاعات المؤتمر، وتنطلق إلى ‏الجمهور بما تملكه من وسائل ‏لإقناع الناس بضرورة التغيير الذي ‏يعني حياة أفضل.‏

وبيَّن عضو مجلس إدارة منظمة خريجي الأزهر أن الإسلام دين العلم، والذي ‏يجب أن يصح في ‏الأذهان أن الإسلام لم يتوقف بالعلم ‏عند حدود ‏العلم الشرعي وحده، بل إنه يمتد ليشمل علوم الحياة وعلوم ‏الكون، ‏وضروب النشاط الإنساني ‏كافة.‏ ولو تأملنا تراثنا بعمق لأدركنا أن كثيرا مما تطرحه «العلوم ‏الخضراء» له أصل ديني يدعو إليه، أو ‏إطار ‏شرعي يوجه العمل ‏فيه.‏ ومن أمثلة ذلك: زراعة المحاصيل المحسنة وراثيا، بحيث ‏تكون المحاصيل ‏أكثر إنتاجا، وأكثر قدرة على ‏تحمل الظروف ‏المناخية القاسية، وإعادة تدوير النفايات ‏العضوية وتحويلها إلى ‏‏طاقة ووقود حيوي أو سماد، وتطوير ‏تقنيات مبتكرة لتنقية المياه، وإعادة استعمالها، واستخدام مواد ‏صديقة ‏‏للبيئة في المباني والإنشاءات، وتصميمها بما يلائم الحياة ‏الصحية، وغير ذلك من مداخل جديدة.‏

ونوه فضيلته بأن هذه المداخل الجديدة لا تخرج عن توجيهات ديننا الذي يأمر ‏بالحفاظ على البيئة، ‏والاعتدال في استهلاك ‏الموارد، وعد الإفساد ‏في الأرض من الكبائر!‏ ولا يخرج عن التخطيط للمستقبل، ‏ووضع حق الأجيال ‏القادمة في الموارد في الاعتبار مما أشار إليه ‏فقهاؤنا العباقرة.‏ ويتفق تماما مع الرحمة ‏بالحيوان التي أمر بها الإسلام، ‏باعتبارها مخلوقات لها حقوق، ورتب على الإحسان ‏إليها أجرا ‏كبيرا. ‏وينسجم مع النظافة والجمال اللذين عدهما الإسلام جزءا من ‏الإيمان.‏

ودعا عضو مجلس إدارة منظمة خريجي الأزهر القائمين على المؤتمر إلى أن يكشف المؤتمر بأبحاثه ‏المتخصصة ‏عن مدى ما يمكن أن ‏تقدمه العلوم الخضراء من تخفيف لحدة ‏الأزمات الاقتصادية وآثارها ‏الصعبة، وأن تضع مسارات عملية ‏‏تحقق الاستخدام الأمثل للموارد.‏ موجهًا فضيلته في ختام كلمته بعض الرسائل الموجزة، راجيًا أن تجد نتائج ‏المؤتمر وتوصياته طريقها إلى ‏الأجهزة المسئولة، لتكون على أجندة ‏أولوياتها؛ ‏وفاء لأوطاننا ‏وصيانة لأمتنا:‏

الرسالة الأولى: إن الشعوب الواعية هي التي لا تضع رأسها ‏في الرمال خوفا من تجربة الجديد، بل هي ‏‏التي تقتحم المستقبل ‏بمنهجية مدروسة، وتقدر على الاستفادة من معطيات العصر في كل ‏مجالات العلوم.‏
الرسالة الثانية: إن العلوم الخضراء تتيح لنا إمكانيات حقيقية ‏لإعادة النظر في كثير من الأنشطة المتعلقة ‏‏باستثمار الموارد، ‏ومواجهة التغيرات المناخية، واتخاذ القرارات الصائبة المتعلقة ‏بأنماط الاستهلاك.‏
الرسالة الثالثة: إن استثمار ما تطرحه العلوم الخضراء من ‏بدائل آمنة معاصرة لا يخرج عن أصول ديننا ‏‏وثوابتنا وتاريخنا.‏
والرسالة الرابعة: إننا يجب أن نعمل على زيادة الوعي بما ‏في الواقع من تحديات، وأن نحسن استثمار ‏‏الفرص، والاستفادة ‏من معطيات الواقع حتى لا نتخلف عن ركبه.‏

زر الذهاب إلى الأعلى