الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يناقش «الوقاية ومنع انتشار العدوى» من المنظور الإسلامي والطبي.. غدًا

في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يعقد الجامع الأزهر، غدًا الاثنين الملتقى الفقهي السابع بين الطب والشرع، والذي يعقد تحت عنوان “رؤية معاصرة”، و الذي يناقش على مائدته “الوقاية ومنع انتشار العدوى”؛ حيث إن الشريعة الإسلامية تنهى المسلم عن التعرض لما يصيبه بالأذى في دينه أو جسده أو ماله، وقديمًا قال علماؤنا: السلامة لا يعدلها شيء، فعلى المسلم أن ينأى بنفسه عن مواطن البلاء وأن يحذر أن يكون سببًا في انتشاره بتقصيره في تعلم دينه واتباع سُنَّة نبيه ﷺ.

يستضيف الملتقى كلًا من: د. عباس شومان، رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، وكيل الأزهر الأسبق، ود. محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، ويُدير الحوار د. هاني عودة عواد، مدير عام الجامع الأزهر.

أكد د. عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة الأزهرية، أن الملتقى يُعدّ منصة مهمة لتوضيح الصلة الوثيقة بين الطب والشرع في شتى مناحي الحياة، ويعكس جهود الأزهر في تقديم حلول متكاملة تتماشى مع الدين الإسلامي وتحديات العصر، مبينًا أن الشرع سلك في المحافظة على الأبدان من الأمراض مسلكين، فأما المسلك الأول: فهو الوقاية من الأمراض التي لم تقع بعد، وفى هذا السبيل وضع الشرع من التدابير الوقائية جملة لو أخذ بها الأصحاء لما عرفت الأمراض إلى أبدانهم طريقا إلا إذا أراد الله شيئًا فلا راد لمشيئته سبحانه. وأما المسلك الثاني الذي سلكه الشرع الحنيف في الوقاية من الأمراض فهو الحد من انتشار مرض قد وقع بالفعل وأصيب به البعض، فهنا يسلك الشرع مسلك تقليل الخسائر والحد من انتقال المرض من المرضى إلى الأصحَّاء.

من جانبه، أشار د. هاني عودة إلى أن الملتقى يعد خطوة مهمة نحو تعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية القضايا الفقهية والطبية، مؤكدًا ضرورة بناء مجتمع واعٍ بأهمية الحفاظ على قيم الشريعة في ضوء التطورات الطبية.

وأضاف أن الإسلام ينشد في أتباعه أن يكونوا أقوياء وأصحاء لينهضوا بأعباء الرسالة التي كُلفوا بحملها إلى أهل الأرض جميعًا، والمؤمنون جميعًا يحبهم الله لكن «المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف». وإن من العبادات مالا ينهض بأدائها الضعفاء، ولا يصلح لها إلا الأقوياء، فالحج والجهاد مثلًا لا ينهض بأعبائهما الضعفاء، ولا يقوى على القيام بهما إلا الأقوياء، لهذا جاءت أوامر الشرع بالمحافظة على الأبدان وعدم تعريضها للأمراض التي تؤدي بها إلى الضعف والهلاك.

زر الذهاب إلى الأعلى