الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يناقش «الصلاة بين الشرع والطب».. غدًا
في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يعقد الجامع الأزهر، غدًا الملتقى الفقهي الثامن بين الطب والشرع بعنوان «رؤية معاصرة»، والذي يُناقش على مائدته «الصلاة بين الشرع والطب»؛ حيث إن الصلاة فريضة من فرائض الله، مفروضة على كل مسلم؛ غنيٍ أو فقير، صحيحٍ أو مريض، ذكرٍ أو أنثى، مقيمٍ أو مسافر، في أمنٍ أو في خوف. إنها قرةُ أعين المؤمنين، ومعراجُ المتقين، بل إنها قبل ذلك قرةُ عينِ سيد المرسلين نبينا محمد ﷺ. فالصلاة ركنُ الدين وعمودُه، ثاني أركان الإسلام، من تركها خرج من الملَّة.
يستضيف الملتقى كلًا من: د. محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، ود. رمضان الصاوي، أستاذ الفقه، ونائب رئيس جامعة الأزهر لشئون الوجه البحري ويُدير الحوار د. هاني عودة عواد، مدير عام الجامع الأزهر.
أكد د. عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة الأزهرية، أن الملتقى يُعدّ منصة مهمة لتوضيح الصلة الوثيقة بين الطب والشرع في شتى مناحي الحياة، ويعكس جهود الأزهر في تقديم حلول متكاملة تتماشى مع الدين الإسلامي وتحديات العصر، مبينًا أن الصلاةَ أولُ ما فرض الله على نبينا محمد ﷺ من الأحكام. فُرضت في أشرفِ مقام وأرفعِ مكان، لما أراد الله أن يُتمَّ نعمته على عبده ورسوله محمد ﷺ، ويُظهر فضلَه عليه أَسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي بارك حوله، ثم رفعه إليه وقرَّبه؛ فأوحى إليه ما أوحى. وأعطاه من الخير حتى رضي، ثم فرض عليه وعلى أُمَّتِه الصلواتِ الخمس. هي أول ما فُرِض؛ وهي آخر ما أَوصى به النبي ﷺ أمتَّه وهو على فراش الموت، حينما قال: «الصلاةَ الصلاةَ وما ملكت أيمانكم».
من جانبه، أشار د. هاني عودة إلى أن الملتقى يعد خطوة مهمة نحو تعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية القضايا الفقهية والطبية، مؤكدًا على ضرورة بناء مجتمع واعٍ بأهمية الحفاظ على قيم الشريعة في ضوء التطورات الطبية.
وأضاف أن للصلاة في الإسلام فوائد بدنية كثيرة، منها: تقوية العظام، الوقاية والعلاج من الانزلاق الغضروفي، الوقاية من أمراض الرئة، ناهيك عن الفوائد الجَمَّة للسجود، والطمأنينة، والخشوع، كما للصلاة أيضاً فوائد نفسية، أهمها تهدئة النفس وإزالة توترها، وقد شهد بتلك الفوائد علماء الغرب. ومن ثم؛ فإن كون الصلاة أمرًا تعبُّديًّا لا يعني خلوها من أي فائدة للجسم؛ فجُلُّ أوامر الله تعالى فيها خير عميم للإنسان نفسيًّا وبدنيًّا، وهذا ما كشف عنه العلم الحديث، ولا يزال يكشف عنه يومًا بعد يوم؛ فأي إعجاز تشريعي هذا؟!