خلال مشاركته “ندوة” بجامعة ٦ أكتوبر التكنولوجية.. أبو حطب: للأسرة مكانة في الإسلام لبناء الإنسان الصالح

  • الدكتورة هبة فاروق: الأسرة هي الدرع الحصين وأساس المجتمع

نظمت اليوم الأربعاء الموافق ٢٠٢٤/١٢/٢٥، جامعة ٦ أكتوبر التكنولوجية، بالتعاون ومشاركة منطقة وعظ القاهرة، ندوة بعنوان: (بناء الأسرة المصرية من منظور ديني)، تحت رعاية وبحضور السيدة الأستاذة الدكتورة هبة فاروق سالم، رئيس جامعة ٦ أكتوبرالتكنولوجية، وفضيلة الشيخ شريف أبو حطب، مدير عام منطقة وعظ القاهرة ورئيس لجان الفتوى والمصالحات ولم الشمل بوعظ الأزهر الشريف بالقاهرة، والسيد الأستاذ الدكتور محمد بلال، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والسيد الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الديب، عميد كلية تكنولوجيا العلوم الصحية، والمنسق الإعلامي محمد سليمان، وذلك في إطار تفعيل المبادرة الرئاسية (بداية جديدة لبناء الإنسان)، التي أطلقها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، ويدعمها ويرعاها فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف عضو مجلس ادارة منظمة خريجي الأزهر ، وتعليمات فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، وإشراف فضيلة الدكتور محمود الهواري الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، وفضيلة الشيخ مصطفي عتمان، مدير عام الإدارة العامة للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية.

وخلال كلمته أكد فضيلة الشيخ شريف أبو حطب، مدير عام منطقة وعظ القاهرة ورئيس لجان الفتوى والمصالحات ولم الشمل بوعظ الأزهر الشريف بالقاهرة، انه قد امتنَّ اللهُ جلّ وعلا على عبادهِ بنعمٍ كثيرةٍ لا تُحصَى، قال ربُّنا( وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا)، ومن أجلِّ هذه النعمِ: نعمةُ اجتماعِ الأسرةِ، فهو سبحانَهُ جلّ شأنهُ يعلمُ أنّ حياةَ المجتمعِ لا تقومُ إلا بالأسرِ، فشرعَ لنا الزواجَ فقال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً)، هذا هو السكنُ النفسيُّ والسكنُ الروحيُّ، و الأسرةَ تحتاجُ إلى سكنٍ ماديٍّ، فقال جلّ وعلا: (وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا)، فهذه نعمةُ الزوجيةِ، السكنُ النفسيُّ، ثم أعطانا البيوتَ، السكنَ للجسدِ، والسكنَ الماديّ.

وأوضح “أبو حطب”، أن النبيُّ المختارُ صلى اللهُ عليه وسلم حثَّنَا على الزواجِ لبناءِ الأسرةِ كما في حديثِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ”،وقَالَ صلى اللهُ عليه وسلم: النِّكَاحُ سُنَّتِي فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي،فالْأُسْرَةُ الصَّالِحَةُ تُبْنَى عَلَى الْمَحَبَّةِ وَالْمَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ فبالمودةِ والرحمةِ  بنَى النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم أسرتَهُ المستقرةَ الهانئةَ، لذا بيَّنَ لنَا أنّ الأسرةَ هي أولَى الناسِ بالخيرِ والكرمِ، عن عبدِ اللهِ بن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: قال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي)، وعن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه قال قال النَّبِيُّ صلى اللهُ عليه وسلم: ( أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ)، فكان صلى اللهُ عليه وسلم جميلَ العشرةِ، دائمَ البشرِ، يتلطفُ بأهلهِ، علَّمَ الدنيا الحبَّ والمودةَ والسكنَ والألفةَ.

وقال “أبو حطب”، إن للأسرة مكانة في الإسلام تأتي من الأهمية البالغة لواجبها وهو بناء الإنسان الصالح لنفسه وللآخرين وهذا يستدعي فترة تدريب أطول وأعمق وأصعب إن إعداد نفسك لرعاية نفسك فقط ليس كإعدادك لرعاية نفسك وللآخرين إن تربية العقول ليست بالتأكيد كتربية الماشية تحتاج إلى تدريب وخبرة أكبر ولقد اهتم الإسلام بالأسرة.

وأضافت الأستاذة الدكتورة هبة فاروق رئيس جامعة ٦ أكتوبر التكنولوجية، أن الأسرة هي الدرع الحصين وأساس المجتمع، ومصدر الأخلاق، والدعامة الأولى لضبط سلوك أفرادها، والإطار الذي يتلقى منه الإنسان أول دروس الحياة الاجتماعية، ويتعلم القيم والأخلاق الحميدة.

وأشارت رئيسة جامعة ٦ أكتوبر التكنولوجية، إلى أن كلمة الأسرة تشير إلى مجموعة من الناس يرتبطون ببعضهم البعض برباط وثيق يجمعهم ويحافظ على تماسكهم وتختلف الأسر باختلاف الروابط التي تجمعهم فما يربط أسرة المستشفى هو رعاية المرضى، وما يربط أسرة التعليم هو طلب العلم، وما يربط العشيرة هو القرابة والقبلية، وما يربط الأسرة الدولية هو السعي الدائم لتحقيق المصالح الدولية ودفع أي صراعات إن المفهوم الإسلامي للأسرة هو مجموعة تنشأ من وحدة بين رجل وامرأة من خلال عقد الزواج والنسل اللاحق الذي يأتي من هذه الوحدة ولهذا نقول من تزوج فهو رجل حر أسرته زوجة وأولاد وواجبات ومسؤوليات ضمان لم يعد عازبًا حرًا كما كان من قبل.

زر الذهاب إلى الأعلى