( قضايا التَّكرارِ في القَصصِ القرآنيِّ) أ.د/ القصبي زلط

( قضايا التَّكرارِ في القَصصِ القرآنيِّ)
أ.د/ القصبي زلط
(1938- 2015م)
أستاذُ التَّفسيرِ وعُلومِ القرآنِ بكُلِّيَّةِ أُصولِ الدِّينِ بالقاهرةِ، عُضْوُ هيئةِ كبارِ العُلماءِ
قدَّمَتِ الأمانةُ العامَّةُ لهيئةِ كبارِ العُلماءِ طبعتَها الأولَى لهذا الكتابِ عامَ (2025م)، وقد جاءَتْ في (276) صفحةً، ومقاسُ الصَّفحةِ (17x 24) سنتيمترًا، وهو مطبوعٌ على ورقٍ كريميٍّ (70) جرامًا، وغلافُه من الكوشيه اللَّامعِ؛ وفي بدايةِ الكتابِ أضافَتِ الأمانةُ العامَّةُ لهيئةِ كبارِ العُلماءِ مُقدِّمةً له، ثمَّ ترجمةً مُختصَرةً لفضيلةِ الأستاذِ الدُّكتور القصبي زلط عُضْوِ الهيئةِ.
يُعدُّ الكتابُ منْ كُتُبِ التَّفسيرِ الموضوعيِّ لآياتِ القرآنِ الكريمِ؛ فهو يتناولُ: قَصصَ الأنبياءِ الَّتي تكرَّرَتْ في القرآنِ الكريمِ، وقدْ ذكرَ مُؤلِّفُه رَحِمَه اللهُ الهدفَ منْه، فقالَ في مُقدِّمتِه: «إنَّ هذا البحثَ مُحاولةٌ جديدةٌ لحَصْرِ الإضافاتِ الَّتي انفردَ بها كلُّ عرضٍ للقِصَّةِ، كما أنَّه مُحاوَلةٌ للوُقوفِ على شيءٍ منْ أسرارِ التَّكرارِ الأُخرَى، وأسرارِ اختلافِ القِصَّةِ في أُسلوبِها وإضافاتِها؛ حتَّى يتَّضحَ أنَّ هذا التَّكرارَ ليسَ تَكرارًا آليًّا أوْ مُمِلًّا، وإنَّما هو إعجازٌ لا يستطيعُه بشرٌ».
والكتابُ يردُّ على المُستشرقين الَّذين حاولُوا إثارةَ البلبلةِ حولَ القَصصِ القرآنيِّ، فادَّعوا بشريَّةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأنَّه هو الَّذي جاءَ به، واحتجُّوا بأنَّه ليسَ مُرتَّبَ الحوادثِ؛ فعندَ دراستِه على ضوءِ ما جاءَ في كُتُبِ العهدَينِ: القديمِ والجديدِ يظهرُ فيه مُخالَفاتٌ تاريخيَّةٌ كثيرةٌ، ثمَّ أرجعُوا ذلك إلى أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أفادَه منْ أسفارِه ورحلاتِه، أوْ مِنَ العبيدِ والأرقَّاءِ والأعاجمِ الَّذين كانُوا في خدمةِ السَّادةِ منْ قريشٍ.
فأوضحَ أنَّ القرآنَ الكريمَ ليسَ كتابَ تاريخٍ، وعلى هذا فالقصصُ القرآنيُّ -وهو جزءٌ منْه- لا يهدفُ إلى التَّأريخِ، ومنْ هنا لا يُعابُ عليه إهمالُ الأماكنِ والأشخاصِ، ولا إهمالُ التَّرتيبِ بينَ الحوادثِ؛ فإنَّ هذا منْ شأنِ المُؤرِّخِ الَّذي يُعنَى بالقَصصِ كتاريخٍ، لا كعظاتٍ وعِبَرٍ.
أمَّا عنْ منهجِ المُؤلِّفِ رَحِمَه اللهُ: فقدْ سردَ في البدايةِ الآياتِ القرآنيَّةَ الواردةَ في قصَّةِ كلِّ نبيٍّ، ثمَّ ذكرَ المواضعَ الَّتي ذُكِرَتْ فيها القصَّةُ بتفصيلٍ، والمواضعَ الَّتي ذُكِرَتْ فيها بإيجازٍ، ثمَّ تناولَ افتتاحَ القِصَّةِ في كلِّ سورةٍ، ثمَّ عَرَضَ النِّداءاتِ الَّتي وجَّهَها كلُّ نبيٍّ إلى قومِه وإجاباتِهم على هذه النِّداءاتِ، والحواراتِ الَّتي دارَتْ بينَ النَّبيِّ وقومِه، ثم بَيَّنَ نهايةَ كلِّ قومٍ، وفي أثناءِ ذلك يُفسِّرُ الآياتِ ويُعلِّقُ عليها ويُحلِّلُها، ويُحدِّدُ الإضافةَ الَّتي أضافَتْها كلُّ سورةٍ للقصَّةِ.
وقدْ تناولَ الكتابُ: قصَّةَ سيِّدِنا نوحٍ عليه السَّلامُ، ثمَّ قصَّةَ سيِّدِنا هودٍ عليه السَّلامُ، ثمَّ قصَّةَ سيِّدِنا صالحٍ عليه السَّلامُ، ثمَّ قصَّةَ سيِّدِنا لوطٍ عليه السَّلامُ، ثمَّ قصَّةِ سيِّدِنا شُعيبٍ عليه السَّلامُ.
نسألُ اللهَ أنْ يجعلَ هذا العملَ خالصًا لوجهِه الكريمِ، وأنْ يرحمَ مُؤلِّفَه رحمةً واسعةً، ويسكنَه فسيحَ جنَّاتِه.

زر الذهاب إلى الأعلى