الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يناقش «الزينة وعمليات التجميل بين الشرع والطب».. غدًا
برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب شيخ الأزهر، وبتوجيهات د. محمد الضويني وكيل الأزهر، عضو مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، يعقد الجامع الأزهر غدًا الملتقى الفقهي بين الطب والشرع التاسع بعنوان “رؤية معاصرة”، الذي يناقش على مائدته “الزينة وعمليات التجميل بين الشرع والطب”. ومن المعلوم في الإسلام أن الله تعالى فطرَ النفوسَ على الإحساس بالجمال وحبِّه والميل إليه، وحبِّ الزينة والتجمُّل والأُنس بها، والتعلُّق بكل ما لطَفَ وأبهجَ من الألوان المتناسبة، والمناظر المتناسقة، زينةٌ وتجمُّلٌ في النفوس، وزينةٌ وتجمُّلٌ من أجل الآخرين.
يستضيف الملتقى كلًا من: د. محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، ود. حسين مجاهد، أستاذ الفقه المقارن، وعضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر، ويُدير الحوار د. هاني عودة عواد، مدير عام الجامع الأزهر.
أكد د. عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة الأزهرية، أن الملتقى يُعدّ منصة مهمة لتوضيح الصلة الوثيقة بين الطب والشرع في شتى مناحي الحياة، ويعكس جهود الأزهر في تقديم حلول متكاملة تتماشى مع الدين الإسلامي وتحديات العصر، مبينًا أن الجمال مطلب من المطالب البشرية التي جبلت النفوس على استحسانها، ولما قال النبي ﷺ: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قال له رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة» قال ﷺ: «إن الله جميل يحب الجمال»، موضحًا أن التجمل والتزين من الأمور التي عنيت بها الشريعة الإسلامية عناية بالغة؛ لأن الانحراف فيها ذو عواقب وخيمة على الفرد، وعلى المجتمع، وفي الدنيا وفي الآخرة.
من جانبه، أشار د. هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، لى أن الملتقى يعد خطوة مهمة نحو تعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية القضايا الفقهية والطبية، مؤكدًا على ضرورة بناء مجتمع واعٍ بأهمية الحفاظ على قيم الشريعة في ضوء التطورات الطبية.
أضاف: لقد تطور الطب في العقود الأخيرة تطوراً لافتاً، حتى لا يكاد يمر أسبوع أو شهر دون الإعلان عن اكتشاف طبي جديد يضع حلولاً لمشاكل الإنسان الصحية ويخفف عنه الأمراض والأسقام، وهذا من رحمة الله بعباده، فهو الذي فتح لهم أبواب المعرفة، ويَسَّر لهم سبلها. ومن بين الميادين التي قطع فيها الطب شوطاً كبيراً ميدان الجراحات التجميلية، فقد أصبح الأطباء المختصون قادرين -بإذن الله تعالى- على إصلاح التشوهات التي تصيب أعضاء الإنسان وإعادتها كما كانت، وعلى تغيير شكلها ومنظرها، ويتفنن الطب الحديث في ابتداع أنواع جديدة من عمليات التجميل، وتُجنى من وراء ذلك الأموال الطائلة.
أكد د. عودة أنه من المعلوم أن الإنسان في الشريعة الإسلامية ليس له مطلق التصرف في جسده كما يظن بعض الناس، فجسم الإنسان ليس مملوكاً له، بل هو لله تعالى، وليس للإنسان أن يتصرف في جسمه إلا بالمقدار الذي أذن به المالك الحقيقي، وهو الله سبحانه وتعالى، ومن هنا كان لابد من التعرف على الحكم الشرعي لعمليات التجميل، والتمييز بين ما يُجيزه الشرع منها وما لا يُجيزه، حتى لا يتعرض العبد لغضب الله تعالى ويستعمل النعمة في ما حرم الله فيكون كافراً بها، وكفى بكفران النعمة لؤماً.
يأتي هذا الملتقى امتدادًا لسلسلة من الفعاليات التي تعزز من الحوار البنّاء والمثمر في مجتمعاتنا، ومن المقرر أن يُعقد يوم الاثنين من كل أسبوع بعد صلاة المغرب بالظلة العثمانية بالجامع الأزهر.