ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر يناقش “بدء الوحي والسابقين الأولين” غداً
برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبتوجيهات فضيلة أ.د محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، عضو مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، يعقد الجامع الأزهر غداً ملتقى السيرة النبوية الثامن، والذي يناقش على مائدته “بدء الوحي والسابقين الأولين”. من هناك من مكة المكرمة، من جبل النور، من غار حراء، بدأت رحلة الأرض من ظلم الوثنية إلى عدل الإسلام، وبدأ الإنسان يستعيد إنسانيته بعد قرون من عبودية للإنسان، وعبوديته للشهوات والرغبات الجامحة. إن الرسول الخاتم لم يكن قارئًا، فقرأ أعظم كتاب أنزل على وجه الأرض، وهدى الله به العالمين.
ويستضيف الملتقى كل من: أ.د حسن القصبي، أستاذ الحديث وعلومه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، وأ.د أسامة مهدي. أستاذ الحديث وعلومه المساعد بكلية أصول الدين بالقاهرة، ويُدير الحوار الشيخ إبراهيم حلس، مدير إدارة الشئون الدينية بالجامع الأزهر.
وذكر د. عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة الأزهرية، أن النبي ﷺ كان يخرج إلى جبال مكة، وقد حُبب إليه الخلاء والبعد عن الناس، والعزلة عنهم، يعبد الله وحده، يوحده ويذكره، ويتأمل ويتفكر في خلقه الخلق، وتكوينه الكونَ، وكان يمكث في الجبال الليالي ذوات العدد، ثم ينزل إلى زوجته خديجة؛ يتزود لنفسه طعامه وشرابه، ثم إذا انقضى زاده، عاد إليها؛ يتزود لليالٍ أُخَر، ولم تكن هي لتسأله عن هذا الغياب، وعن هذا البعد، أو تطالبه كبقية النساء أن يمكث معها وقتًا أطول، لقد كانت تعرف متى تتكلم، ومتى يحين الصمت. كان هناك يخلو بربه تبارك وتعالى، بعيدًا عن مظاهر الشرك، التي تملأ مكة، وتحيط بالكعبة المشرفة؛ من تعظيم للأصنام، وفعل للمنكرات، وتسلط القوي على الضعيف.
لافتاً إلى أن هذه الندوة تأتي في إطار مساعي الأزهر الشريف في تعميق الفهم بصحيح الدين، مما يساهم في تعزيز الوعي العام حول سيرة النبي ﷺ، داعيًا الجميع للحضور والمشاركة في هذا الحدث المميز، الذي يعكس دور الأزهر الشريف الذي يقوم به فى هذا الصدد.
و من جانبه، أضاف د. هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، أن بدايات النبوة ومراحلها الأولى، كانت دعوة مختلفة عن كل الدعوات، دعوة ستغير وجه العالم كله، ولأنها كذلك، فلم يكن هناك داعٍ للتعجل بها، فهي تعد إعدادًا هادئًا، يختار النبي ﷺ لها رجالًا صادقين مؤمنين، ينبت الإيمان في قلوبهم نباتًا حسنًا، ويملأ القرآن قلوبهم، وصدورهم وبيوتهم، ويستعدون للمهارة العظمى، والمواجهات الكبرى.
مشيراً إلى أنه ﷺ كان يلتقي بمن آمن به من أصحابه، في شعاب مكة، يعلمهم الإسلام، ويقرأ عليهم القرآن، ويجتمع بهم في بيت شاب من شباب مكة، بيت لا يلفت انتباه أحد، بيت الأرقم بن أبي الأرقم، بيت الرقي والزيادة في الرقي، ثلاثة أعوام كانت دعوته دعوة سرية، آمن به خلالها أربعون رجلًا، ثلاثة أعوام لم تستطع قريش أن تكشف سر هذه الدعوة، ولم تعلم ماذا يدور في بعض بيوتها، أو في أوديتها وشعابها، وما الذي يحدث لأبنائها، الذين يتحولون سرًّا من دين الشرك والأصنام، إلى دين التوحيد والإسلام.
ويأتي هذا الملتقى امتدادا لسلسلة من الفعاليات التي تعزز من الحوار البنّاء والمثمر في مجتمعاتنا، ومن المقرر أن يعقد يوم الأربعاء من كل أسبوع بعد صلاة المغرب بالظلة العثمانية بالجامع الأزهر.