ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر يناقش غدًا “الهجرة بالدين بين الألم والأمل”

برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبتوجيهات فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، عضو مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، يعقد الجامع الأزهر غداً ملتقى السيرة النبوية الحادي عشر، والذي يناقش على مائدته “الهجرة بالدين بين الألم والأمل”.

ويستضيف الملتقى كل من: أ.د صلاح عاشور، أستاذ التاريخ وعميد كلية اللغة العربية السابق، وأ.د خالد عبد النبي عبد الرازق، أستاذ الحديث وعلومه المساعد بكلية أصول الدين بالقاهرة، ويُدير الحوار الشيخ إبراهيم حلس، مدير إدارة الشئون الدينية بالجامع الأزهر الشريف.

وذكر د. عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة الأزهرية، أن الهجرة كانت نتيجة صبر ثلاثة عشر عامًا من الخوف والجوع والحصار والأذى، فكانت الثمرة على قدر التعب، وعلى قدر الصبر، وهكذا هذا الدين لا يعطي ثمرته إلا لمن صبر وثابر، أما من استعجل النتائج فإنه يُحرَم، وهذه سنّة كونية: “من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه”. فدولة المدينة التي شعّ منها النور إلى كلّ الأرض كانت نتيجة لصبر مكّة، ورسول الله الذي خرج من مكة سرًّا والناس يبحثون عنه، دخل المدينة في احتفال عظيم يحفّ به الناس من كلّ جانب، كلّ منهم يطلب منه أن ينزل عنده، وتحقق للنبي ﷺ ولأصحابه قول الله تعالى ووعده لعباده الصالحين: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا).

لافتاً إلى أن هذه الندوة تأتي في إطار مساعي الأزهر الشريف في تعميق الفهم بصحيح الدين، مما يساهم في تعزيز الوعي العام حول سيرة النبي ﷺ، داعيًا الجميع للحضور والمشاركة في هذا الحدث المميز، الذي يعكس دور الأزهر الشريف الذي يقوم به فى هذا الصدد.

من جانبه أضاف د. هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، بقوله: كانت الهجرة النبوية حدَثًا عظيمًا من أحداث تاريخ هذه الأمة، وكانت محطّة مهمّة من محطات مسيرة الدعوة الإسلامية، فلا بد للأمة التي تريد الرفعة في الدنيا والرفعة في الآخرة، والتي تريد هداية الناس إلى الحق والخير، لا بد لها أن تستخلص من حادث الهجرة الدروس الكافية الكفيلة بأن تخرج الأمة من هذه الوهدة التي سقطت فيها وتعيدها إلى صدارة الأحداث، تعيدها إلى صناعة التاريخ، تعيدها إلى موقع الفعل، فتكون فاعلة منفعلة كما كانت أيام النبي ﷺ وأيام الصحابة والسلف الصالح، بدل أن تكون مفعولاً بها على الدوام، مقهورة ومغلوبة على أمرها كما هي طيلة القرون المتأخرة.

مشيراً إلى أن في الهجرة دروس في الامتثال لأمر الله، ودروس في الإيمان واليقين، ودروس في التخطيط وعدم التسرع، ودروس في التضحية والإيثار، ودروس في الحكمة وحسن التصرف، كل هذا وغيره ينبغي أن نستنبطه من أحداث الهجرة؛ لأن كل جوانب سيرة رسول الله ﷺ وسيرة أصحابه هي منارة للأمة، وعبرة وتوجيه على الأمة أن تعمل به.

ويأتي هذا الملتقى امتدادا لسلسلة من الفعاليات التي تعزز من الحوار البنّاء والمثمر في مجتمعاتنا، ومن المقرر أن يعقد يوم الأربعاء من كل أسبوع بعد صلاة المغرب بالظلة العثمانية بالجامع الأزهر.

زر الذهاب إلى الأعلى