عملية “الجدار الحديدي” تواصل حصد أرواح الفلسطينيين في الضفة.. والاحتلال يواصل خطته الاستعمارية لتفريغ مدن ومخيمات الضفة من أهلها

تحت عنوان “الجدار الحديدي” يواصل الاحتلال الصـهيوني واحدة من أكثر حملاته العسكرية تدميرًا ضد مدن وقرى الضفة الغربية، وذلك بعد يومين فقط من بدء سريان وقف إطلاق النـار في قطاع غزة، فقد شنت قوات الاحتلال حربًا جديدة على الفلسطينيين، في الضفة، في عملية عسكرية موسعة شملت مهاجمة وحصار المدن والقرى حيث دمر الاحتلال مخيم جنين بالكامل، وهدم منازل المواطنين الفلسطينيين بالمخيم وإحراقها، وسط تحليق مكثف لطائراته، وانتقلت الحملة الممنهجة إلى مخيمات أخرى في شمال الضفة، مثل مخيمي نور شمس وطولكرم بمدينة طولكرم، والفارعة بمدينة طوباس.

واتسع مجال هذا العدوان الصهيوني ضد الضفة الغربية، حيث أعلن وزير الحرب الصهيوني يسرائيل كاتس، إلى توسيع هذه العملية العسكرية مدعيًا: “نحن نسحق البنية التحتية للإرهابيين في مخيمات اللاجئين لمنع عودتهم”.

وتصعد قوات الاحتلال من عملياتها العسكرية بالضفة الغربية وفقًا لممارسات ممنهجة، والتي يعد من أبرزها عمليات التهجير القسري الجماعي من مراكز إيواء اللاجئين الفلسطينيين بمدن الضفة مثلما حدث في مخيم جنين، ومخيمي طولكرم ونور شمس بمدينة طولكرم، وصولًا إلى مخيم الفارعة بمدينة طوباس.

وأسفرت هذه الحملة العسكرية وفقًا لما نشرته وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأنروا” عن تهجير نحو 40 ألف فلسطيني خلال الآونة الأخيرة، ما دفع الوكالة الأممية إلى التحذير من تصعيد محتمل لتهجير الفلسطينيين قسرًا من مدن الضفة، بوتيرة وصفتها بالمثيرة للقلق.

عن ذلك، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من مغبة العمليات العسكرية المستمرة في جنين وطولكرم وطوباس وتسببها في وقوع المزيد من الإصابات بين المدنيين، وذلك بعد استشهاد ما لا يقل عن 40 فلسطينيًا منذ بدء العمليات في 21 يناير الماضي.

يأتي هذا العدوان العسكري الواسع متزامنًا مع تصريحات وزير التعليم الصهيوني يوآف كيش، التي عبر فيها بأنه قد حان الوقت لفرض السيادة الصهيونية على الضفة الغربية، معتبرًا أن هذه الخطوة أصبحت ضرورية في إطار تعزيز الأمن واستقرار المنطقة، كما أكد “كيش” أن الظروف الحالية، خاصة مع وجود الإدارة الأمريكية الجديدة توفر فرصة تاريخية لإتمام هذا التوجه.

في هذا السياق، يحذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من نوايا الاحتلال في مواصلة حربه على الفلسطينيين سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، والذي يحاول من خلالها فرض واقع جديد في الأراضي المحتلة، بهدف تصفية القضية الفلسطينية وتهجير أبناء الشعب الفلسطيني من أرضه التاريخية، وهو الأمر الذي أعلن الأزهر عن رفضه القاطع له، مؤكدًا أن فلسطين جزء لم ولن يتجزَّأ من منطقتنا العربية ومخططات طمس فلسطين ستحفر في تاريخ المعتدين والظالمين بعبارات الخزي والعار.

ويشدد المرصد على أن العالم جميعًا بات يُدرك اليوم مكر الصهاينة المحتلين ومخططاتهم الاستيطانية لتوسيع رقعة الأراضي المحتلة عبر تهجير سكانها الأصليين بشكل قسري، تلك المخططات التي جلبت للمنطقة حروبًا ودمارًا لم يشهد مثلها في التاريخ الحديث، وتكاد هذه الحروب اليوم تلقي بظلالها على العالم بأكمله جراء أطماع الصهاينة ومن يقف وراءهم.

زر الذهاب إلى الأعلى