تحليل إحصائية جرائم التنظيمات الإرهابية وجهود مكافحتها في وسط إفريقيا خلال شهر يناير 2025

شهدت منطقة وسط إفريقيا خلال شهر يناير وقوع 4 عمليات إرهابية، أسفرت عن مقتل 18 شخصًا وإصابة 10 آخرين، في ارتفاع طفيف بعدد العمليات مقارنة بشهر ديسمبر الماضي بنسبة 25%، في حين انخفض عدد الضحايا بنسبة 43.7%.

التوزيع الجغرافي للعمليات الإرهابية
وبحسب إحصائية المرصد، جاءت الكونغو الديمقراطية في المركز الأول؛ إذ تعرضت الدولة التي تواجه تهديدًا إرهابيًا مستمرًا من متمرّدي «القوات الديمقراطية المتحالفة» المتحالفة مع تنظيم «داعش» الإرهابي لعمليتين إرهابيتين بنسبة (50 % من إجمالي عدد العمليات الإرهابية)، ما أسفر عن سقوط 12 شخصًا، بنسبة (66.7 % من إجمالي عدد الضحايا)، واثنين من المصابين.

وفي الكاميرون أسفر وقوع عملية إرهابية واحدة عن سقوط 5 من القتلى، و5 من الجرحى، فيما تعرضت “تشاد” لعملية إرهابية وحيدة، نتج عنها سقوط ضحية واحدة، و3 مصابين.

جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية
وعلى صعيد مكافحة التنظيمات الإرهابية في منطقة وسط إفريقيا، بلغت حصيلة القتلى في صفوف التنظيمات الإرهابية خلال شهر يناير 24 قتيلًا واعتقال 6 آخرين؛ حيث تمكن الجيش التشادي من تصفية 18 عنصرًا إرهابيًا، إضافة إلى اعتقال 6 آخرين. فيما نجح جيش الكاميرون من ملاحقة وتحييد 6 من مقاتلي جماعة “بوكو حرام” الإرهابية.

ووفقًا للمؤشر الشهري الصادر عن مرصد الأزهر، انخفض عدد القتلى من العناصر الإرهابية خلال شهر يناير مقارنة بشهر ديسمبر الماضي بواقع 22.6 %.

قراءة في نتائج مؤشر المرصد
ثمة علاقة عكسية بين ارتفاع عدد العمليات الإرهابية مع انخفاض عدد الوفيات الناجمة عن تلك العمليات، وبين انخفاض عدد القتلى من العناصر الإرهابية، ترجع إلى عدة عوامل متشابكة:
التغير في تكتيكات التنظيمات الإرهابية، بالتحول من العمليات الجماعية ذات الأثر الدموي الواسع إلى العمليات الفردية الأكثر انتشارًا والأقل تأثرًا.
تجنب المواجهة المباشرة مع قوات الأمن واللجوء إلى أساليب الاغتيالات أو استخدام العبوات الناسفة عن بعد، مما يزيد من عدد العمليات الإرهابية، ويقلل عدد الضحايا، مع انخفاض عدد القتلى من العناصر الإرهابية.
تعد فاعلية الأجهزة الأمنية والاستخباراتية لها دور رئيس في تقليل عدد الضحايا، وذلك من خلال التنبؤ بالهجمات المحتملة قبل حدوثها، وسرعة التصدي لها حال وقوعها، مما يؤدي إلى إحباط عمليات إرهابية كبيرة، أو العمل على تقليل آثارها السلبية.

في ضوء المعطيات السابقة، يؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على أهمية شمولية الإجراءات الوقائية المتبعة، من خلال تعزيز القدرة الأمنية الاستباقية وحماية الحدود من الاختراق، وتعزيز الجهود المحلية والدولية فيما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب، وذلك بالتنسيق بين مختلف المؤسسات الأمنية المحلية للتعامل مع التهديدات القائمة، وتبادل المعلومات الاستخباراتية بين الدول المجاورة ما يساعد في إحباط العمليات قبل وقوعها. ولا يمكن بحال إغفال أهمية التوعية المجتمعية بمخاطر الفكر المتطرف لسد الطريق أمام عمليات التجنيد والاستقطاب، مع ضرورة معالجة الأسباب الاجتماعية والاقتصادية للتطرف.

زر الذهاب إلى الأعلى