ملتقى “رمضانيات نسائية” بالجامع الأزهر يناقش تربية الأطفال على الصيام في تاسع أيام رمضان
واصل الجامع الأزهر، اليوم الأحد فعاليات ملتقى “رمضانيات نسائية” تحت عنوان: “كيف نربي أبناءنا على الصيام؟”، بحضور أ.د حنان مصطفى مدبولي، أستاذ التربية بجامعة الأزهر، والدكتورة سماح حمدي، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، والدكتورة سناء السيد، الباحثة بوحدة ملتقى المرأة بالجامع الأزهر.
استهلت الدكتورة حنان مدبولي، حديثها ببيان دور الوالدين تجاه الأبناء في غرس حب العبادات، وأكدت على أن سن الإطاقة للصيام يختلف باختلاف بنية الطفل، ولا يجوز الإصرار عليهم بالصيام إذا كان يضرهم بسبب ضعف بنيتهم أو مرضهم، كما ذكرت الأخلاق والقيم التي يعززها الصيام في نفوس الأبناء ومنها الانضباط الذاتي والتعاطف مع الآخرين، وقوة الإرادة والعزيمة، مشيرة إلى أن على الوالدين تعليم الأبناء فضائل وآداب الصيام، ومشاركتهم الإحساس ببهجة الشهر الفضيل.
ومن جانبها أكدت الدكتورة سماح حمدى، ضرورة ألا يغفل الآباء والأمهات أهمية التربية الإيمانية لأطفالهم ووضعها على سلم أولوياتهم بجانب التربية البدنية والتعليمية والنفسية، وإعطائها القدر الذي يليق بها باعتبارها الأساس في تحديد مسار علاقتهم بالخالق عز وجل، وذلك من خلال غرس العقيدة الصحيحة في نفوسهم على قدر ما يمكن أن تستوعبه عقولهم في سن الطفولة، وتربيتهم على مراقبة الله في كافة أفعالهم، وهو ما يجعل من السهل على الوالدين تدريب أبناءهم على العبادات العملية كالصلاة والصيام.
وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن الطفل أرض خصبة يجب أن تُغرس فيها القيم بصورة صحيحة وأسلوب صحيح لنجد ثمرة سليمة، ويتمثل هذا الأسلوب الصحيح في النهج التربوي النبوي الذي وضعه رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- في تدريب الأطفال على الصلاة بالتدريج بداية من سن السابعة وبالمرونة الممكنة، ثم نشُد عليهم في سن العاشرة، مما يجعل عبادة الصلاة عادة حياتية يؤديها الطفل بتعلق وحب ودون تكاسل، مضيفة أن النبي لم يخص الصلاة فقط بهذا النهج بل يمكن إتباعه في تدريب الأطفال على الصيام تدريجيًا مع مراعاة اختيار التوقيت المناسب وفقًا لظروفهم الصحية والجسدية.
وفي ختام الملتقى أوضحت الدكتورة سناء السيد، أن تربيةُ الأبناء من أعظم العبادات التي يتقرَّب بها المرء إلى الله، فالتربية مسؤولية، قال صلى الله عليه وسلم “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”، وستعود هذه التربية بالنفع على الآباء وهو ما يؤكده قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، واضافت أن شهر رمضان فرصة عظيمة للآباء والأمهات حتى يعوِّدوا أولادهم على العبادات والطاعات التي تورثُ مَحبَّة الله في قلب الطفل منذ الصِّغَر، ومن أهمها الصيام من أجل تهذيب نفوسهم.
وأكدت الباحثة بملتقى المرأة بالجامع الأزهر، أنه رغم أن الإنسان المسلم مُكلف بالصيام بمجرد البلوغ، ولكن يجب أن نعود الأطفال على الصيام قبل ذلك، دون أن نربي بداخلهم الخوف والرعب إذ أفطر الطفل خفية بسبب عدم قدرته على تحمل مشقة الصيام لكي لا يتعلم الكذب وعدم الأمانة.
جدير بالذكر أن ملتقى “رمضانيات نسائية” يأتي في إطار الخطة العلمية والدعوية للجامع الأزهر خلال شهر رمضان، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.


