رئيس جامعة الأزهر نائب رئيس مجلس منظمة خريجي الأزهر يفتتح ندوة «التاريخ عِبر وعظات تصنع الوعي» بالتعاون مع مجمع البحوث الإسلامية
في إطار النشاط العلمي الكبير الذي تحرص عليه مؤسسة الأزهر الشريف جامعًا وجامعةً برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر عضو مجلس إدارة منظمة خريجي الأزهر، ؛ شارك فضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، نائب رئيس منظمة خريجي الأزهر، والدكتور محمد عبد الدايم الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، في افتتاح «ندوة التاريخ عبر وعظات تصنع الوعي» بمدرج الشيخ إبراهيم حمروش بكلية اللغة العربية بالقاهرة، بحضور الدكتور أحمد عيد عبد الفتاح، وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث، والدكتور حسن يحيى، الأمين المساعد بمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور السيد بلاط، أستاذ ورئيس قسم التاريخ والحضارة الإسلامية سابقًا.
وخلال كلمته قدَّم فضيلة الدكتور سلامة داود التهنئة لجموع المصريين بذكرى العاشر من رمضان، مشيرًا إلى أنه كان وسيظل محبًّا لقراءة كتب التاريخ الذي قال عنه الجبرتي: «من قرأ التاريخ فقد أضاف إلى عمره أعمارًا».
وأوضح رئيس الجامعة أن هذا اللقاء يعد ثمرة تعاون بين جامعة الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية؛ انطلاقًا من رؤية ورسالة الأزهر الشريف التي تتضمن عقد خمس ندوات بمختلف كليات الجامعة
تحت عنوان: (الوعي الفكري والشباب تحديات وآمال).
وحث رئيس الجامعة الباحثين وطلاب العلم على قراءة التاريخ بعمق، مؤكدًا أن قراءة التاريخ تعد إحدى مقومات الوعي الفكري التي تجعل الإنسان على دراية بتاريخه ومعرفة هويته العربية والإسلامية، خاصة وأن الإنسان رئيس بأصله بحكم الاستخلاف في الأرض وإعمارها.
ووجه رئيس الجامعة الطلاب إلى ضرورة تحري الدقة في قراءة التاريخ؛ لوجود أغاليط كثيرة وضعت بهدف تشويه التاريخ الإسلامي الناصع.
وأوضح رئيس الجامعة أن ابن خلدون كان رائدًا في كتابة التاريخ ومؤلفاته كانت مليئة بالردود على الشبه والأوهام.
وانتقد رئيس الجامعة بعض كتب التاريخ الزائفة التي كانت تصف الخليفة «هارون الرشيد» بأنه يشرب الخمر حتى يغيب عن الوعي، وبيَّن فضيلته أن كتب التاريخ المنصفة جاء فيها أن الخليفة هارون الرشيد كان يحج العام بعد العام، وكان يصلي في اليوم 100 ركعة، وكان يستقبل العلماء ويجالسهم ويتحاور معهم، مشيرًا إلى أن أهم يميز الكتاب التدقيق والتحقيق في مرويات التاريخ.
وذكر فضيلة رئيس الجامعة أن الشيخ محمد الصادق عرجون من أفضل مَن كتب عن سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم،
ومن أهم ميزاته التي تفرد بها قوله: «كنتُ أتتبع الروايات الواردة وأحللها تحليلًا دقيقًا بعيدًا عن أصحاب الهالات المشهرة»، وكان الهدف هو التثبت من الرواية.
كما وجه فضيلته الباحثين وطلاب العلم إلى قراءة كتب الشيخ الدكتور محمد عبد الله دراز؛ فهو من العلماء الثقات المشهود لهم بالعلم والزهد والوسطية والاعتدال.