مرصد الأزهر: النهج المعتاد للاحتلال لتحويل كل ما هو “مُتنفَّسْ” إلى أداة للتعذيب والتنكيل
كشف تقرير مشترك صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني عن شهادات مروعة لمعتقلين من قطاع غزة في سجون الاحتلال، حيث أكد المعتقلون أن إدارة السجون حولت ما يسمى بـ “الفورة” إلى أداة تعذيب ممنهجة، من خلال التعرض لإهانات لفظية ومنعهم من التواصل أو رفع رؤوسهم، وأي مخالفة لهذه التعليمات تؤدي إلى عقوبات قاسية وتعذيب.
شهادات الأسرى في سجون الاحتلال
وأشار التقرير إلى تفاصيل الشهادات التي أكدت تعرض الأسرى لعمليات إذلال وتنكيل وحرمان من كافة حقوقهم، وتهديد مستمر بالاغتصاب، وإخضاعهم للتفتيش العاري المذل، والتحرش، بالإضافة إلى الألفاظ النابية والشتائم التي يتعمد جنود الاحتلال استخدامها بحقهم.
ما هي “الفورة”؟
ويُطلق مصطلح “الفورة” على النزهة اليومية التي يقضيها الأسرى في ساحات السجون، لكنها في الواقع ليست سوى فسحة مقيدة تخضع لرقابة مشددة وشروط قاسية. وتختلف مساحة ساحات “الفورة” من سجن لآخر، حيث تتراوح بين 80 و300 متر مربع، وتتفاوت مدة الفسحة اليومية بين ساعة ونصف في الصباح وساعة ونصف في المساء، بينما يُسمح للأسرى المعزولين بنصف ساعة فقط مرة واحدة في اليوم.
ويحيط بساحات “الفورة” جدران إسمنتية عالية تصل إلى سبعة أمتار، ويعلوها أسلاك شائكة. أما السقف، فبعد أن كان مفتوحًا في السابق، أصبح الآن شبكة من الأسلاك الحديدية الضيقة التي تمنع حتى الطيور الصغيرة من العبور. هذه الظروف القاسية تجعل من “الفورة” تجربة قاسية للأسرى، حيث تفتقر إلى أبسط مقومات النزهة الحقيقية.
مرصد الأزهر يدعو إلى تفعيل آليات مساءلة ومحاسبة سلطات الاحتلال
من جانبه، يدين مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بشدة الانتهاكات الصارخة التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال، مؤكدًا أنهم يخوضون حربًا نفسية قاسية تضاف إلى معاناتهم اليومية في ظل العدوان المتواصل على غزة. ويشدد المرصد على أن “الفورة”، وهي المتنفس الوحيد للأسرى، تحولت إلى أداة تعذيب وتضييق عليهم، خاصة للمحكومين بالمؤبد، الذين يرونها متنفسهم الأخير.
ويناشد مرصد الأزهر المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بالتدخل العاجل لإنقاذ الأسرى الفلسطينيين من الظروف اللاإنسانية التي يعيشونها، كما يدعو إلى ممارسة ضغوط على سلطات الاحتلال لوقف انتهاكاتها وضمان توفير الرعاية الصحية والنفسية للأسرى.
كما يُطالب بتفعيل آليات المساءلة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، محذرًا من أن الصمت الدولي لا يُسهم إلا في تمادي الاحتلال في جرائمه