«فتح مكة دروس وعبر».. في ملتقى «رمضانيات نسائية» بالجامع الأزهر
عقد الجامع الأزهر اللقاء اليومي من فعاليات ملتقى “رمضانيات نسائية” تحت عنوان “فتح مكة دروس وعبر”، بحضور أ.د لمياء متولي ، رئيس قسم الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، ود. سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر.
استهلت د. لمياء متولي حديثها ببيان أن فتح مكة المكرمة حدث عظيم وليس ثمة فتح يوازيه في مكانته، وقد سماه العلماء الفتح العظيم؛ حيث أعز الله به الإسلام وأهله، ودحر الكفر وأصحابه، وبه استنقذ مكة المكرمة، والبيت العتيق من أيدي الكفار والمشركين، وبه دخل الناس في دين الله أفواجًا.
وبينت رئيس قسم الفقه، أن هذا الفتح أزال رهبة قريش من قلوب قبائل العرب، التي كانت تؤخر إسلامها لترى ما يؤول إليه حال قريش من نصر أو هزيمة، كما أوضحت سبب الفتح، وأنه كان من بنود صلح الحديبية الموقع سنة 6 هجرية بين الرسول صلى الله عليه وسلم وقريش، أن من أراد الدخول في حلف المسلمين دخل، ومن أراد الدخول في حلف قريش دخل، فدخلت خزاعة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ودخلت بنو بكر في عهد قريش، وقد كانت بين القبيلتين حروب قديمة، فأراد بنو بكر أن يصيبوا من خزاعة الثأر القديم، فأغاروا عليها ليلًا وأصابوا منهم، وارتكبت قريش خطأً فادحًا عندما نقضت عهدها وأعانت حلفاءها بني بكرٍ على خُزاعة حليفة المسلمين، كما ذكرت ما ترتب على هذا الفتح من نتائج عظيمة وفوائد جليلة.
من جانبها أوضحت د. سناء السيد، أن فتح مكة كان فتحًا أخلاقيًا نبويًا فيه من خلق الوفاء وإغاثة الملهوف والمظلوم، وإقالة العثرات والصفح عن الزلات والعرفان بالجميل، والبر بأهله وعشيرته، وإنزال الناس منازلهم، والتواضع عند النصر، والاعتراف بفضل الله ونعمه، والعفو والسماحة وقبول الجوار، وإكرام سفير العدو، إلى غير ذلك من الأخلاق النبوية الرفيعة، ما لا نجده في تاريخ البشرية منذ القدم إلى اليوم.
واكدت الباحثة بالجامع الأزهر، تجلي خلُق العفو النبوي في كثير من المواقف يوم الفتح ، منها : حين عفا الرسول صلى الله عليه وسلم عن “وحشي” قاتلِ سيد الشهداء “حمزة” عم النبي صلى الله عليه وسلم، وعن “هند بنت عتبة” التي أكلت من كبد حمزة سيد الشهداء رضي الله عنه.
واضافت: لم يُسمع عن هذا الفتح العظيم أن رجلاً مسلمًا هتك عرضَ امرأة، أو سرقَ مالا، أو هدم بيتًا، أو أفسد زرعًا، أو قتل ظلمًا، أو فزّع طفلًا بخلاف ما نراه اليوم من جرائم وحشية يندى لها جبين الإنسانية.
