الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يناقش غدًا: “فقه التداوي بين الشرع والطب”
يأتي هذا اللقاء برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبتوجيهات من فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، حيث يعقد غدًا الجامع الأزهر الملتقى الفقهي بين الشرع والطب الثامن عشر بعنوان “رؤية معاصرة”، والذي يناقش على مائدته: “فقه التداوي بين الشرع والطب”. ويستضيف الملتقى: أد أحمد ربيع، أستاذ أصول اللغة، ووكيل كلية اللغة العربية للدراسات العليا سابقاً، وأد إسلام شوقي عبد العزيز، أستاذ ورئيس قسم أمراض القلب بكلية الطب جامعة الأزهر بالقاهرة، وعضو مجلس الإدارة، والرئيس السابق للجمعية المصرية لأمراض القلب، ويُدير الحوار د. هاني عودة عواد، مدير عام الجامع الأزهر.
وأكد د. عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة الأزهرية، أن الملتقى يُعدّ منصة هامة لتوضيح الصلة الوثيقة بين الطب والشرع في شتى مناحي الحياة، ويعكس جهود الأزهر في تقديم حلول متكاملة تتماشى مع الدين الإسلامي وتحديات العصر، مشيراً إلى أن من البلاء الذي يصيب الإنسان في هذه الحياة “المرض”، مرض الأجساد ومرض القلوب، المرضي الحسي والمرض المعنوي، وأن الله تبارك وتعالى بمنه وكرمه وإحسانه وحكمته جعل لكل مرض يصيب المؤمن شفاء، وقد أخبر عن ذلك النبي ﷺ بقوله: (ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء).
موضحاً أن هذه الكلمة صادقة العموم؛ لأنها خبر من الصادق البشير، عن الخالق القدير؛ قال تعالى: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾. فالداء والدواء خلقه، والشفاء والهلاك فعله، وربط الأسباب بالمسببات بحكمته وحكمه، فكل ذلك بقدر الله.
من جانبه، أشار د. هاني عودة إلى أن الملتقى يعد خطوة مهمة نحو تعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية القضايا الفقهية والطبية، مؤكدًا على ضرورة بناء مجتمع واعٍ بأهمية الحفاظ على قيم الشريعة في ضوء التطورات الطبية.
وأضاف فضيلته بقوله: إذا كان التداوي مشروعا في شريعة الإسلام، وما من داء إلا أنزل الله له دواء، فاعلم أن الدواء الذي أنزله الله على عباده نوعان: دواء روحي، وهو كلام ربنا الذي أنزله على نبينا ﷺ، قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا﴾، ودواء حسي، حثت عليه الشريعة الإسلامية، بل وضعت أصول الطب، كتدبير الغذاء، قال تعالى: ﴿وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾. وفي السنة، قوله ﷺ: (ما ملأ آدمي وعاء شر من بطنه، بحسب امرئ ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة: فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفَسه). لذلك قالت العرب: “الحمية رأس الدواء، والمعدة بيت الداء، وعودوا كل جسم ما اعتاد”.
ويأتي هذا الملتقى امتدادًا لسلسلة من الفعاليات التي تعزز من الحوار البنّاء والمثمر في مجتمعاتنا، ومن المقرر أن يعقد يوم الاثنين من كل أسبوع بعد صلاة المغرب بالظلة العثمانية بالجامع الأزهر.
