مرصد الأزهر: تصاعد العمليات الإرهابية في شرق إفريقيا خلال مايو 2025
واصل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف خلال شهر مايو 2025 متابعته الحثيثة لجرائم التنظيمات الإرهابية وجهود مكافحتها في منطقة شرق إفريقيا. وقد كشف المؤشر الشهري عن تصاعد مقلق في وتيرة العمليات الإرهابية التي شنتها التنظيمات المحسوبة على “القاعدة” و”داعش” خلال هذا الشهر.
ارتفاع ملحوظ في الهجمات والخسائر
وبلغ عدد العمليات الإرهابية 4 هجمات، أسفرت عن مقــ تل 29 شخصًا وإصابة 21 آخرين. ويمثل هذا ارتفاعًا بنسبة 75% في عدد الهجمات والضحايا مقارنة بشهر أبريل 2025 الذي سجل هجومًا إرهابيًا واحدًا فقط راح ضحيته شخصان وأصيب اثنان آخران.
الصومال وكينيا الأكثر تضررًا
ووفقًا لمؤشر شهر مايو، جاءت الصومال في المركز الأول بتعرضها لهجومين إرهابيين أسفرا عن مقــ تل 23 شخصًا، وهو ما يمثل 79.3% من إجمالي عدد الضحايا، إضافة إلى إصابة 19 آخرين. تلتها كينيا التي شهدت هجومين إرهابيين كذلك، خلفا 6 ضحايا (20.7%) وجريحين. في المقابل، شهدت موزمبيق وإثيوبيا استقرارًا أمنيًا ملحوظًا للشهر الثالث على التوالي.
جهود مكافحة الإرهاب وتحدياتها
على صعيد جهود مكافحة الإرهاب، بلغ عدد القـــ تلى من العناصر الإرهابية خلال شهر مايو 192 قتـــ يلًا على يد الجيش الصومالي بالتعاون مع الشركاء الدوليين. ورغم هذا العدد الكبير، فقد انخفض عدد قتــ لى الإرهابيين بنسبة 22.9% مقارنة بشهر أبريل الذي شهد مقــ تل 249 إرهابيًا.
مرصد الأزهر يحذر من تراجع الدعم على جهود مكافحة “الشباب”
بناءً على المؤشر الشهري، يشير مرصد الأزهر لمكافحة التطرف إلى أن تمركز الهجمات الإرهابية في الصومال وكينيا، واستقرار الوضع في موزمبيق و إثيوبيا، يوضح أن ديناميكيات الإرهاب في شرق إفريقيا تتسم بالتعقيد والتنوع. ورغم أن بعض الدول قد نجحت في احتواء التهديد مؤقتًا، إلا أن استمرار نشاط مجموعات مثل حركة الشباب المرتبطة بالقاعدة يشير إلى أن البنية العملياتية لهذه التنظيمات لم تتأثر بشكل كبير.
كما يشير المرصد إلى تأثير تراجع الدعم العسكري والمالي الأمريكي، الذي يُعد عاملًا حاسمًا في هذا التصاعد. فبينما تُحقق القوات الصومالية نجاحات في القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين، فإن تقليص الدعم الخارجي قد يمنح هذه الجماعات فرصة لإعادة تنظيم صفوفها وتكثيف هجماتها، مما يشير إلى أن الاستدامة في جهود مكافحة الإر هاب تعتمد بشكل كبير على الدعم الدولي المستمر والمنسق. بالإضافة إلى معالجة جذور التطرف.