“معًا.. حوار آمن وتعايش سلمي”.. مرصد الأزهر ومؤسسة مساعينا يطلقان معسكرًا لتعزيز قيم الانتماء ومواجهة التطرف

في خطوة لافتة ضمن مشروع “معًا.. حوار آمن وتعايش سلمي”، أقام مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، بالتعاون مع مؤسسة مساعينا للتنمية، معسكرًا تدريبيًا لشباب الصعيد، استهدف نخبة من طلاب الجامعات والخريجين، بالإضافة إلى موظفين حكوميين وغيرهم من مختلف محافظات الصعيد. يمتد المعسكر، الذي يُعقد بمركز التعليم المدني، من 21 إلى 23 يونيو 2025.

يأتي هذا المشروع تأكيدًا لدور مرصد الأزهر الرائد في توعية الشباب وتعزيز قيم التسامح والانتماء، واستكمالًا لجهوده في تحصين العقول ضد الفكر المتطرف، من خلال لقاءات تفاعلية وورش عمل وأنشطة فكرية وثقافية تقوم على الحوار والانفتاح.

في كلمته الافتتاحية، أكد د. محمد محمدي توفيق، منسق وحدة الرصد باللغة الأردية ومنسق المشروع، أن الأزهر الشريف لم يكن يومًا غائبًا عن قضايا الشباب، بل كان دائمًا في قلب المواجهة الفكرية، مدافعًا عن العقل والوعي، مؤمنًا بأن المعركة الحقيقية ضد التطرف تبدأ ببناء الإنسان وتعزيز قدرته على التفكير والحوار.

أوضح أن مشاركة الأزهر، عبر مرصده، تجسيد لرؤية فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، بأن الشباب هم الثروة الحقيقية للأمة، وأن حماية وعيهم لا تقل أهمية عن أي حماية أخرى. وشدد على أن شباب الصعيد يمثلون طاقة كامنة يجب استثمارها، وأن المشروع الحالي يمنحهم فرصة التعبير والمشاركة، كنموذج يُحتذى به للتعاون المؤسسي بين جهات الدولة والمجتمع المدني.

كما وجه د. محمدي الشكر لوزارة الشباب والرياضة، والوزير د. أشرف صبحي، على الدعم المستمر لهذه المبادرات، ولمؤسسة “مساعينا” على شراكتها النشطة، مؤكدًا أن الحوار والتعايش مشروع وطني قبل أن يكون شعارًا.

من جانبه، أكد د. سيد الشحات، مدير إدارة الاتحادات والأسر الطلابية بوزارة الشباب والرياضة، اهتمام الوزارة الخاص بطلاب جامعات الصعيد ودعمها المستمر لهم، مثنيًا على جهود مرصد الأزهر البارزة في مكافحة التطرف وبناء وعي شبابي مستنير. وتحدث الأستاذ إبراهيم الصايم من مؤسسة مساعينا، مستعرضًا دور المؤسسة في تمكين الشباب وتنمية وعيهم المجتمعي.

تضمنت فعاليات المعسكر محاضرات وجلسات حوارية ثرية. ففي محاضرة بعنوان “الأمن والسلام.. دعوة للتعايش ونبذ العنف”، تناول الدكتور محمد عبودة، المدرس بكلية الدعوة الإسلامية والباحث بوحدة الرصد باللغة العربية بمرصد الأزهر، مفهوم الأمن من منظور ديني واجتماعي.

وأكد عبودة أن السلام قيمة أصيلة في جميع الأديان السماوية، وأن غياب الأمن يهدد استقرار المجتمعات. واستعرض نماذج تاريخية ملهمة للتعايش السلمي مثل دستور المدينة وتجربة الأندلس.

أما المحاضرة الثانية، فقدمها د. مختار محمد عبدالله، المدرس بكلية الدعوة الإسلامية والباحث بوحدة البحوث والدراسات بالمرصد، تحت عنوان “أسباب انتشار العنف في محافظات صعيد مصر”، حيث تناول جذور الظاهرة وسبل معالجتها فكريًا وثقافيًا، في إطار من التحليل الواقعي والدعوة إلى تمكين الشباب من أدوات الوعي والحوار.

بهذه الفعاليات الملهمة والنقاشات البناءة، يأتي معسكر “معًا.. حوار آمن وتعايش سلمي” ليؤكد على أهمية استثمار طاقات الشباب الواعدة في تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي كركيزة أساسية لمواجهة التحديات الفكرية والمجتمعية.

زر الذهاب إلى الأعلى