الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يناقش غدًا: الصراع بين الحق والباطل “من دروس الهجرة” “رؤية فقهية”
يأتي هذا اللقاء برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبتوجيهات من فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، عضو مجلس إدارة منظمة خريجي الأزهر، حيث يعقد غدًا الجامع الأزهر الملتقى الفقهي بين الشرع والطب الثالث والعشرون بعنوان “رؤية معاصرة”، والذي يناقش على مائدته: الصراع بين الحق والباطل “من دروس الهجرة” “رؤية فقهية”. ويستضيف الملتقى: أ.د حسن الصغير، الأستاذ بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، والمشرف العام على لجان الفتوى بالأزهر، والأمين العام المساعد للبحوث بمجمع البحوث الإسلامية، وأ.د مجدي عبد الغفار حبيب، رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية السابق بكلية أصول الدين بالقاهرة، ويُدير الحوار د. هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.
وأكد د. عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة الأزهرية، أن الملتقى يُعدّ منصة هامة لتوضيح الصلة الوثيقة بين الطب والشرع في شتى مناحي الحياة، ويعكس جهود الأزهر في تقديم حلول متكاملة تتماشى مع الدين الإسلامي وتحديات العصر، مبيناً أن الصراع بين الحق والباطل صراع قديم، بدأ منذ أن وسوس إبليس لآدم عليه السلام، فكان سببا في خروجه من الجنة، ويجب على المسلمين في هذه الأيام التي تتجدد فيها ذكرى هجرة النبي ﷺ، أن ينظروا للهجرة نظرة تُغَير واقعهم، وتحفزهم، وتسعى بهم نحو النصر والتمكين، فقد كان أصحاب النبي ﷺ في مكة يتعرضون لكل سبل العذاب والتنكيل ليوقفوا دعوتهم، و بعد سلسلة من الاعتداءات والمكر والإيذاء والعَنَت وغير ذلك من صنوف الصد عن سبيل الله، يأذن الله للنبي ﷺ أن يهاجر إلى طَيْبة الطيبة بعد أن مهد المهاجرون الأُوَل والأنصار الأرض لنشر الدعوة وانطلاقها في الآفاق.
موضحاً أن دروس الهجرة النبوية وعِبرها تعلمنا أن الحق وأهله قد يعتريهم الضعف أحيانا، ولاعيب في ذلك، فقد هاجر النبي ﷺ بعد أن اشتد الأذى به وبأصحابه، لكن حبلهم كان مع الله متين، فمنّ الله عليهم بالنصر بعد أن محَّص قلوبهم وجزاهم من بعد العسر يسرا.
من جانبه، أشار د. هاني عودة إلى أن الملتقى يعد خطوة مهمة نحو تعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية القضايا الفقهية والطبية، مؤكدًا على ضرورة بناء مجتمع واعٍ بأهمية الحفاظ على قيم الشريعة في ضوء التطورات الطبية.
وأضاف فضيلته بقوله: قد تشتد الخصومة بأولياء الشيطان حتى أنهم يفقدون صوابهم من شدة عداوتهم لدين الله، حدث ذلك في بداية دعوة النبي ﷺ في مكة، عندما ائتمر الجمع على قتل النبي ﷺ، لكن الله تعالى أراد له أن يخرج سالما معافى أمام أعينهم ولا يروه، ويحدث ذلك الآن من أعداء الإسلام الذين ينهالون على الأمة في إعلامهم ومنابرهم الخبيثة، ويروجون الإشاعات عن دين الله، حتى بدأ بعض ضعاف النفوس من بني جلدتنا يتطاولون على الإسلام ويشوهون صورة المسلمين ويطعنون في أئمة الدعوة، لكن دروس الهجرة تعلمنا أن الله غالب على أمره، فمهما مكر أعداء الله لدين الله، لن يضروه شيئا، وسيخرج المسلمون من الأزمات الراهنة معافون بإذن الله كما خرج نبيهم ﷺ من بين أظْهُرِ المشركين يوم هجرته، قال تعالى: ﴿وَإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾.
ويأتي هذا الملتقى امتدادًا لسلسلة من الفعاليات التي تعزز من الحوار البنّاء والمثمر في مجتمعاتنا، ومن المقرر أن يعقد يوم الاثنين من كل أسبوع بعد صلاة المغرب بالظلة العثمانية بالجامع الأزهر.