ملتقى التفسير بالجامع الأزهر يسلط الضوء على الإعجاز في التخطيط الإستراتيجي للهجرة النبوية

عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد، ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني الأسبوعي، تحت عنوان: “الهجرة بين الإعجاز البلاغي والعلمي”، وذلك بحضور الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وأدار الحوار الإعلامي أبو بكر عبد المعطي.

قال الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق: إن الهجرة النبوية هي أعظم حدث بعد نزول الوحي في تاريخ الإسلام، مشيرًا إلى دورها المحوري في تحويل مسار الدعوة الإسلامية من مرحلة التبليغ الفردي إلى تأسيس كيان دولةٍ قائمة.

وأوضح الهدهد، أن الناظر إلى الهجرة النبوية يدرك طابعها الفارق والمفصلي في السيرة النبوية، حيث مهّدت لقيام أول مجتمع إسلامي متماسك، ووطنٍ يجمع المسلمين، وهو ما ترك آثارًا عميقةً على مسار التاريخ الإسلامي كله.

الدكتور الهدهد: الهجرة النبوية هي أعظم حدث في تاريخ الإسلام بعد نزول الوحي

سلّط رئيس جامعة الأزهر الأسبق الضوء على جانب الإعجاز في التخطيط الاستراتيجي المحكم الذي اتسمت به الهجرة النبوية، موضحا أن هذا التخطيط الشامل تضمن عدة عناصر حاسمة، بدءًا من اختيار رفيق الدرب بعناية وهو الصديق أبو بكر، مرورًا بتحديد الطريق والدليل الماهر عبدالله بن أريقط، وتجهيز الزاد والراحلة، وصولًا إلى إجراءات الكتمان الصارمة وتكتيكات التمويه والخداع، مثل خطة نوم سيدنا علي بن أبي طالب في فراش النبي صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى توزيع الأدوار والمسؤوليات بدقة متناهية بين المشاركين.

وأضاف الهدهد: “إن الناظر إلى رحلة الهجرة يجدها نموذجًا للجهد الجماعي المنظم، حيث أدى كل فرد دوره بكفاءة عالية دون تقصير، مما كان عاملاً رئيسيا في نجاح هذا الحدث العظيم”، مؤكدا أنها لم تكن مجرد انتقال مكاني، بل أسست لدولة تحقق الأمان الاجتماعي وترسخ قيم التكامل والتعايش فوق الفوارق، داعيًا إلى استلهام هذه القيم في واقع الأمة المعاصر.

يذكر أن ملتقى “التفسير ووجوه الإعجاز القرآني “يُعقد الأحد من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبتوجيهات من الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى إلى إبراز المعاني والأسرار العلمية الموجودة في القرآن الكريم، ويستضيف نخبة من العلماء والمتخصصين.

زر الذهاب إلى الأعلى