رئيس جامعة الأزهر نائب رئيس مجلس منظمة “خريجي الأزهر” يكتب عن وجوه إعجاز القرآن الكريم في آيات الهجرة النبوية
بقلم أ. د/ سلامة داود
الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، وأكرمنا بخير الأنام- صلى الله عليه وسلم- اللهم صل على سيدنا محمد وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وعلى آله وأصحابه أجمعين.
نعيش في ذكرى هجرة الرسول- صلى الله عليه وسلم- مع قول ربنا جلَّ وتقدس: ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (التوبة 40) .
هذه الآية الكريمة تصف نصر الله -جل جلاله- لرسوله- صلى الله عليه وسلم- حين تخلى عنه قومُه وخذلوه واضطهدوه وأجمعوا على قتله؛ فخرج من بين ظهرانيهم مستخفيًا في غار ثور هو وصاحبه سيدنا أبو بكر الصديق- رضي الله عنه- الذي رأى صناديد قريش وهم واقفون أمام فم الغار يريدون قتله- صلى الله عليه وسلم- والقضاء على رسالته ودينه، فقال: «والله يا رسول الله، لو نظر أحدُهم تحت قدميه لرآنا، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: لا تحزن؛ إن الله معنا؛ ما ظنك باثنين الله ثالثهما!»، وحكى القرآن الكريم هذا الحوار الذي لم يعلمه إلا سيدنا رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وسيدنا أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- وهذا من أمارات نبوته صلى الله عليه وسلم.
وقد حَفِظْتُ منذ الصغر كلمة سيدنا أبي بكر: «لو نظر أحدُهم تحت قدميه لرآنا» ولم أفهم إلا معناها القريب وهو: لو أن أحدَ الكفار الواقفين أمام فم الغار نظر إلى موضع قدميه لرآنا، ولكن لمَّا مَنَّ الله الكريمُ عليَّ بالصعود إلى (غار ثَوْرٍ) منذ أكثر من عشرين سنة مع اثنين من أصحابي وجلست بداخل الغار الذي لا تصل إلى أرضه بعد دخولك من فمه إلا بعدما ترقى وتصعد درجة سُلَّم مرتفعة عن فم الغار مقدار خطوة، ثم تضع قدمك على أرض الغار بعد ارتفاع مقدار خطوة أخرى، وهذا يعني أن أرض الغار التي في جوفه مرتفعة عن فم الغار نحو متر ونصف تقريبًا، وفم الغار لا يرتفع عن الأرض التي يدخل منها الداخل إلا نحو نصف متر فقط أو أقل، وهذا يجعل من يدخل من فم الغار يطأطىء رأسه ويثني ظهره حتى يدخل من فم الغار ثم يصعد درجة سلم مرتفعة ويرفع نفسه بعدها ليرسو على أرض الغار؛ فأيقنت أن من خارج الغار لا يرى من بداخله إلا إذا استلقى وانبطح على الأرض ووضع نظره وهو مستلقٍ موضع رجليه ليتمكن من رؤية من بداخله، ولو ظل واقفًا ونظر إلى موضع قدميه وهو واقف فلن ير شيئًا.
ومن العظمة في هذه الآية التعبير بضمير الغيبة وهو “الهاء” في قوله: ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ﴾، وهذا الضمير يعود على الرسول- صلى الله عليه وسلم- وإن لم يَسْبِقْ له ذِكْرٌ ؛ أي: إلا تنصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأصل في الضمير أن يعود على مذكور قبله، إلا أن هذا النظم العجيب الذي جاءت عليه الجملة القرآنية دالٌّ على أنه إذا ذُكِرَ النصر في هذا المقام فإنه لا ينصرف إلا إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لتعلق الأنظار والقلوب بنصره وترقبها خبر هذا النصر بعدما نفدت أسبابُه وتخلى عنه- صلى الله عليه وسلم- قومُه وأهلُه وعشيرتُه وخذلوه وراموا قتله، وكأن الدنيا كلها صارت آذانا مصغية لهذا النبأ العظيم الذي ليس دونه شاغلٌ ولا تتعلق النفوس بشيء سواه، وتترقب الدنيا كلها نبأ نصره ونجاته حين أُحِيطَ به في الغار هو وصاحبُه؛ لأنه أعظم خلق الله في هذا الغار ومعه صاحبُه، وهذا نبأ عظيم تقف الدنيا كلها لسماعه، وتتوق البشرية كلها لخبر نجاته، وهذا شيء من مبدأ العظمة في هذه الآية وأخواتها في الذكر العزيز، قال الإمام عبد القاهر: «إنا نعلم ضرورةً في قوله تعالى: ﴿فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأبصار﴾ (الحج 46) فخامةً وشرفًا وروعةً، لا نَجد منها شيئاً في قولنا: “فإن الأبصارَ لا تَعْمى”، وكذلك السبيلُ أبداً في كلَّ كلامٍ كان فيه ضميرُ قصة؛ فقولُه تعالى: ﴿إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾(المؤمنون 117)، يُفيد من القوةً في نفيِ الفَلاحِ عنِ الكافرين، ما لو قيل: “إنَّ الكافرين لا يفلحون”، لم يُسْتَفَدْ ذلك؛ ولم يكن ذلك كذلك إلا أنك تُعلمه إياهُ مِنْ بعدِ تقدمةٍ وتنبيهٍ، أنتَ به في حكْم مَنْ بدأَ وأعادَ ووطَّد، ثم بنى ولوَّح ثم صرَّح، ولا يَخفى مكانُ المزيةِ فيما طريقه هذا الطريق».
وفي بناء أسلوب الشرط في قوله : ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ﴾ لطيفة؛ وذلك للعدول في جواب الشرط عن الأصل وهو الفعل المضارع إذا قيل: “فسينصره الله” إلى التعبير بالفعل الماضي في قوله: ﴿فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ﴾ دلالة على تحقق وقوع نصر الله لرسوله- صلى الله عليه وسلم- بمجرد تخاذلهم عن نصره؛ لأنه سبحانه مع رسوله -صلى الله عليه وسلم- لا يتركه وإن تركه كل من عليها؛ بل هو معه قبل أن يهموا بالتخلي عن نصره، وقبل أن يهموا بإيذائه، والتعبير بـ “قد” لتأكيد وقوع النصر وتحققه، فتمت الدلالة على تحقق وقوع النصر من طريقين: من طريق التعبير بـ” قد”، ومن طريق التعبير بالفعل الماضي “نصر”، وفي هذا عناية بإفادة تحقق نصر الله تعالى لرسوله- صلى الله عليه وسلم.
ولا يخفي ما في إسناد الفعل ﴿نَصَرَهُ﴾ إلى اسم الجلالة “الله” في قوله: ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ﴾ من دلالة على مزيد التكريم والعناية؛ لأن الله -جل جلاله- هو الذي يتولى بنفسه وعظمته نصر رسوله- صلى الله عليه وسلم- دون أن يكل ذلك إلى ملائكته أو جند من عنده.
وفي هذا الإسناد بُشْرَى لكل صاحب حق ولكل صاحب رسالة خذله الناس، وتخلوا عنه، وظلموه، وقهروه، وأحاطوا به أن الناصر له هو الله جل جلاله، وكفى بالله نصيرًا، ومن كان الله معه فلن يضره أحد، وإن اجتمع عليه كل من بأقطارها، ومن كان الله عليه فلن ينفعه أحد وإن نصره كل من بأقطارها، ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف 21 ).
وتكرار “إذ” ثلاث مرات في قوله تعالى: ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ يفيد مزيد تركيز البيان على استحضار وقت نصر الله -تعالى- لرسوله- صلى الله عليه وسلم- فهو وقت عصيب جدًّا ومفزع جدًّا، جاءت “إذ” الأولى متعلقة بقوله: ﴿فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ﴾، أي: نصره الله- تعالى- حين أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين، أي: واحدًا من اثنين لا ثالث لهما، فلم يكن معه إلا شخص واحد هو سيدنا أبو بكر الصديق- رضي الله عنه- ولم يكن معه عدد من الناس يقومون بنصره؛ ولذا نَصَّتِ الجملة على العدد (اثنين)، وأنه -صلى الله عليه وسلم- لم يكن معه إلا واحدٌ فقط، ولا يَخْفَى ما في بناء (إِذْ) من الهمزة المكسورة الشديدة الصوت التي ينزل معها النطق إلى الأسفل (إِ) ، وبعدها الذال الساكنة التي يخرج معها طرف اللسان من بين مقدم الأسنان ويُحْدِثُ هذا الاحتكاك والاصطكاك نوعًا من الذبذبة، لا يخفى أن هذا البناء الشديد يتناسب مع وصف هذا الوقت العصيب.
وإسناد الفعل “أخرجه” إلى “الذين كفروا ” فيه مجاز عقلي علاقته السببية؛ لأن الذين كفروا لمَّا تسببوا في إخراجه- صلى الله عليه وسلم- وتجاوز دورهم دور السبب إلى دور الفاعل الحقيقي للإخراج كانوا هم الذين أخرجوه؛ وذلك مبالغة في وصف ما قاموا به من إيذائه- صلى الله عليه وسلم- وإلجائه إلى الخروج والهجرة.
و”إذ” الثانية جاءت في قوله تعالى: ﴿إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ﴾ وذكر العلامة جار الله الزمخشري أن هذه الجملة “بدل من جملة: ﴿إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ﴾، والغار نقب في أعلى جبل ثور وهو جبل في يمين مكة على مسيرة ساعة، مكثا فيه ثلاثا”.
وجملة: ﴿إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ﴾ تفيد إخراجهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- هو وصاحبه من مكة المكرمة، وهذا الإخراج لا يحدد مكانًا آوى إليه الرسول- صلى الله عليه وسلم- هو وصاحبه؛ بل تدع ذلك مجالًا مفتوحًا للفكر يذهب به كل مذهب، يحاول أن يستبصر الجواب عن السؤال الجائل في كل عقل يسمع قوله تعالى: ﴿إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ﴾ ليسأل: إلى أين أخرجوهما؟ فتأتي جملة البدل: ﴿إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ﴾ كاشفة عن المكان الذي آوى إليه الرسول- صلى الله عليه وسلم- هو وصاحبه، وهو انتقال عجيب من السَّعَة التي يفيدها إخراجهما- بحيث لا يَحُدُّها مكانٌ، وتتقاذفهما الأرض بفجاجها، ويتعاقب عليهما الجديدان: الليل والنهار- إلى الضيق والرهبة والوحشة الذي تفيده كلمة “الغار”، عجيبٌ أن يضم هذا الغار الضيق الصغير صاحب الرسالة العالمية التي سيعم نورها العالم كله وينتشر هَدْيُها وتدخل فيما دخل عليه الليل والنهار، ومن نظر إلى عظمة من بالغار على ضيقه وصغر حجمه وقاسه بروائع الشعراء في هذا المعنى فكأنما قاس بين السواقي والبحر “ومن قصد البحر استقل السواقيا” كما قال أبو الطيب، وأين يصعد إلى هذا المرتقى قول دِعْبِلٍ الخزاعي لعبد الله بن طاهر الخراساني، وهو راكب في حُرَّاقَة له في دجلة، فأشار إليه برقعة، فأمر بأخذها فإذا فيها:
عجبت لحُرّاقة ابن الحسين كيف تسير ولا تغرق
وبحران من تحتها واحد وآخــــر من فوقها مطبــق
وأعجب من ذاك عيــدانها إذا مسها كيف لا تـــورق
فأمر له بخمسة آلاف درهم وجارية وفرس”.
وتعريف ” الغار” بـ “أل” في جملة: ﴿إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ﴾ يفيد أنه صار غارا معلوما معروفا مشهورا حين آوى إليه الرسول- صلى الله عليه وسلم- هو وصاحبه، له قصة تُحْكَى وخبرٌ تَجْرِي به الألسنة في قصة هجرته- صلى الله عليه وسلم- ليظل حديث الناس إلى أن تقوم الساعة، وقد صَدَّقَ ذلك مرورُ الزمن فلا يزال “غار ثور” مزارًا للناس إلى يومنا هذا، وقد أكرمني ربي بزيارته ودخوله والجلوس فيه وتلاوة هذه الآية الكريمة التي خلدت قصته وسطرتها بحروف من نور الوحي المبين.
ولا يخفى ما في لفظ “غار” من دلالة على الغور والبعد؛ لأنه يكون غالبًا في الأماكن البعيدة والمطارح النائية خارج العمران وفي أطراف المدن.
و”إذ” الثالثة جاءت في قوله تعالى: ﴿إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ وذكر الزمخشري أن الجملة بدل ثان من جملة: ﴿إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ﴾، وقوله صلى الله عليه وسلم لصاحبه: ﴿لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ يدل على أن الموقف صعب، وأنه أثار حزن سيدنا أبي بكر الصديق- رضي الله عنه- من شدة خوفه على الرسول- صلى الله عليه وسلم- وعلى هذا الدين؛ ولم تذكر الآية سبب هذا الحزن ولكن أحداث السيرة التي نقلت إلينا هذا الحدث نقلًا أمينًا ذكرت أن كفار قريش خرجوا في طلب الرسول- صلى الله عليه وسلم- وصاحبه وأتوا بقصاصي الأثر الذين تتبعوا مواطىء أقدامه- صلى الله عليه وسلم- هو وصاحبه حتى انتهى بهم التتبع إلى غار ثور؛ ووقفوا على فم الغار بسيوفهم، ورآهم سيدنا أبو بكر -رضي الله عنه- فحزن حزنا شديدا؛ لمَّا رأى أنه قد أُحِيطَ بهما؛ وأنهم صاروا بين أيدي القوم؛ فكيف النجاة؟ وهذه التفاصيل التي طوته الجملة القرآنية وفصلتها كتب السيرة والأخبار الصادقة المتواترة، اكتفت الجملة القرآنية بالإشارة إليها من بعيد ذكر حزن سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقول الرسول صلى الله عليه وسلم له: ﴿لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾.
وقد أثبتت هذه الجملة لسيدنا أبي بكر -رضي الله عنه- صحبته للرسول -صلى الله عليه وسلم- بنصها، وهذا تشريف ما فوقه تشريف.
وعبارة: ﴿لَا تَحْزَنْ﴾ نهيٌ عن الحزن، ووراءها ما وراءها من الدلالة على خوفه- رضي الله عنه- على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم- وعلى الإسلام، ووراءها ما وراءها من إدخال الهدوء والسكينة والطمأنينة على قلب أبي بكر رضي الله عنه.
وعبارة: ﴿لَا تَحْزَنْ﴾ هي التي قالها الله- جل وعلا- للسيدة أم موسى- عليها السلام- لما أمرها بإلقاء سيدنا موسى في اليم وهو طفل رضيع: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾(القصص 7).
وقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ كناية عن التأييد والنصر والفرج؛ لأن معية الله سبحانه تعني النصر والتأييد.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.