إسهامات وجهود د. عبد الفضيل القوصي في نشر المنهج الوسطي ومواجهة الفكر المتشدد.. في رسالة ماجستير بكلية أصول الدين والدعوة بأسيوط

تناقش كلية أصول الدين والدعوة بأسيوط، رسالة الماجستير ، في الدعوة الإسلامية، في إسهامات وفكر فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي، عضو هيئة كبار العلماء / وزير الأوقاف الأسبق، ونائب رئيس منظمة خريجي الأزهر الأسبق، تحت عنوان “الأستاذ الدكتور عبد الفضيل القوصي وجهوده في الدعوة إلى الله تعالى” 1944 / 2020، المقدمة من الباحث محمد حسان محمد الدناوي، الثلاثاء 15 يوليو الجاري .

وتكمن أهمية الدراسة، كما يقول الباحث محمد حسان ، المكانة العلمية والعملية للأستاذ الدكتور القوصي وإبرازها للدعاة إلى الله -عز وجل-؛ للاستفادة منها؛ ولذلك كان من الأهمية بمكان تناول هذه الشخصية بالبحث والدراسة والتعرف عليها عن قرب، ودراسة فكر هؤلاء الأعلام من خلال كتبهم سيكشف لنا عن رجال خدموا دينهم وأمتهم بقلوبهم وعقولهم ، وكذا التعرف على البيئة التي نشأ فيها د. القوصي والتي كان لها أثر كبير على حياته ومؤلفاته العلمية والدعوية القيمة، وأيضاً تزويد المكتبة الإسلامية بشخصية جديدة تركت أثرًا في الفكر الإسلامي من خلال ما كتب وألَّف.
وأيضا إبراز دَور العلماء والدعاة إلى الله -عز وجل- في خدمة الإسلام والمسلمين.
كما تبرز أهمية البحث في التنوع في الكتابة في مؤلفاته دعويًّا وفكريًّا وعقديًّا .
أما عن أهداف الدراسة يقول الباحث :
الأهداف الفرعية:
1- بيان مسيرة حياته العلمية والعملية في الدعوة إلى الله.
2- إبراز جهوده في الدعوة إلى الله من خلال الوسائل المسموعة والمرئية والمقروءة.
3- بيان جهوده في الدعوة إلى الله في مواجهة الفكر المتشدد والفكر العلماني التنويري.
4- بيان موقفه من تجديد الخطاب الديني.
5- بيان موقفه من بعض قضايا الشريعة في واقعنا المعاصر.
6- بيان موقفه من قضية التكفير في واقعنا المعاصر.
• خطة البحث.
التمهيد: ويشتمل على ثلاثة مطالب:
• أولًا: التعريف بمفردات البحث.
• ثانيًا: أهمية الدعوة والحاجة إليها.
• ثالثا: أهمية دراسة سِير العلماء.
وأما الفصول فجاءت كالآتي:
الفصل الأول
الأستاذ الدكتور/ محمد عبد الفضيل القوصي بين الحياة العلمية والعملية
ويشتمل على ثلاثة مباحث:
• المبحث الأول: العصر الذي ولد فيه وأثره في تكوين الشخصية.
• المبحث الثاني: نشأة الأستاذ الدكتور/ محمد عبد الفضيل القوصي والتعريف به وأهم صفاته.
• المبحث الثالث: حياته العلمية حتى وفاته رحمه الله تبارك وتعالي.
الفصل الثاني
جهود الأستاذ الدكتور/ محمد عبد الفضيل القوصي في الدعوة إلى الله من خلال الوسائل الدعوية
ويشتمل على توطئة وثلاثة مباحث:
• المبحث الأول: جهوده من خلال الوسائل الدعوية (القولية أو المسموعة).
• المبحث الثاني: جهوده من خلال الوسائل الدعوية المقروءة.
• المبحث الثالث: كيفية استفادة الدعاة من جهود القوصي الدعوية.
الفصل الثالث
جهود أ.د/ عبدالفضيل القوصي في مواجهة الفكر المتشدد
والفكر العلماني التنويري
ويشتمل على توطئة وثلاثة مباحث:
• المبحث الأول: جهود القوصي في مواجهة الفكر المتشدد.
• المبحث الثاني: جهود القوصي في مواجهة الفكر العلماني.
• المبحث الثالث: كيفية الاستفادة من جهود القوصي في مواجهة الفكر المتشدد والفكر العلماني التنويري في واقعنا المعاصر.
الفصل الرابع
موقف الأستاذ الدكتور/ محمد عبد الفضيل القوصي من القضايا المجتمعية المعاصرة.
ويشتمل على ثلاثة مباحث:
• المبحث الأول: موقف القوصي من قضية تجديد الخطاب الديني.
• المبحث الثاني: موقف القوصي من بعض قضايا الشريعة في العصر الحاضر.
• المبحث الثالث: موقف القوصي من قضية التكفير.
الخاتمة: وتشتمل على أهم ما توصل إليه الباحث من النتائج والمقترحات والفهارس والمصادر والمراجع.
أسفرت الدراسة عن أبرز وأهم النتائج الآتية:
1- أولا : أهمية دراسة سِير العلماء والتعرف على حياتهم العلمية والدعوية ومنهجهم في الدعوة إلى الله؛ لما فيه من أثر طيب يعود بالنفع على الدعاة في دعوتهم إلى الله -عز وجل.
2- إن دراسة تاريخ الأزهر وتاريخ رجاله بصفة خاصة يعد أثرًا من آثار مصر وفضائلها وفضل مؤسساتها؛ لأن مصر هي التي أهدت إلى الأزهر كثيرًا من مقومات نجاحه.
3- عاصر الأستاذ الدكتور/ محمد عبد الفضيل القوصي فترة زمنية كانت فيها أحوال سياسية ومجتمعية واقتصادية وعلمية متقلبة، كان لها أكبر الأثر في تكوين شخصيته الفكرية والعلمية؛ حتى صار أحد علماء الأزهر الشريف البارزين في عصره.
4- لم يترك -رحمه الله- وسيلة دعوية متاحة إلا وسلكها في الدعوة إلى الله؛ فنتج عن ذلك مؤلفاتٌ علمية، ومقالات دعوية وفكرية، ومحاضرات، وندوات ومؤتمرات؛ أسهم من خلالها في نشر العلم المستنير.
5- اعتمد -رحمه الله- في استدلالاته على الأدله العقلية والبراهين المنطقية أكثر من غيرها.
6- اعتمد أيضًا -رحمه الله- على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، مع حسن التوظيف والعرض لها؛ مما يقوي الحجة لديه.
7- كان -رحمه الله- يتصف بالإنصاف مع مخالفيه؛ يردُّ الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان، بأسلوب علمي وأدب رفيع.
8- امتازت كتاباته بدقة الأسلوب وفصاحة اللغة، والعبقرية في انتقاء النص وتوظيفه في نسيج متناغم.
9- دائمًا ما كان يخصُّ الشباب في خطاباته بتوجيه النصح لهم، وأنهم يحرصون على العلم النافع، ومواكبة التقدم الحضاري، والحذر كل الحذر والبعد كل البعد عن مواطن النزاع والشقاق والخلاف.
10- اتخذ -رحمه الله- موقفًا واضحًا من دعاة الحداثة والتنوير؛ فرد على شُبهاتهم وأفكارهم؛ مع حرصه على بيان فسادها وبطلانها.
11- كان له موقف جادٌّ من الفكر المتشدد، مع توضيح شرف الانتساب إلى منهج السلف، وبيان الفرق بينه وبين ما عليه المتشددون اليوم.
12- دعا -رحمه الله- إلى ضرورة الجمع بين العقل والنقل في فهم النصوص، والبعد عن الحرفية والأخذ بظواهر النصوص.
13- اهتمامه الشديد بالقضايا المجتمعية المعاصرة، والمساهمة فيها بفكره وقلمه؛ فتحدث عن قضية (التجديد للخطاب الديني، وقضايا الفقه والشريعة، وقضية التكفير) مبينًا ضوابط جميع هذه القضايا وسبل علاجها.
14- دعوته الدائمة إلى وحدة الأمة الإسلامية وتعاونها على البِرِّ القائم على بذور المودة والمحبة والإخاء فيما بينهم.
15- لم يدَّخر جهدًا، ولم يترك وسيلة من الوسائل إلا وسلكها في بيان صورة الإسلام الصحيحة، وما يتمتع به من يُسر وسماحة، وبراءته من كل ما ينسب إليه من افتراءات باطلة.
16- رحل -رحمه الله- تاركًا أثرًا طيبًا، وإرثًا كبيرًا بين محبيه ومعاصريه من العلماء والدعاة وتلامذته من طلاب العلم على حدٍّ سواء.
وانتهت الدراسة الي العديد من التوصيات منها:
1- من الأهمية بمكان أن يتناول الدارسون والباحثون من طلاب العلم الشخصيات العلمية والدعوية، وكل من ترك أثرًا طيبًا في الدعوة إلى الله بالبحث والدراسة؛ حتى يستفيد اللاحق بالسابق.
2- العمل على جمع المنتجات العلمية التي تركها الدكتور/ محمد عبد الفضيل القوصي -رحمه الله- وخاصة فيما يتعلق بالمحاضرات والندوات والمؤتمرات والأحاديث التلفزيونية، والعمل على نشرها؛ لتكون في متناول الدعاة إلى الله -عز وجل- وطلاب العلم.
3- أن يحرص الدعاة إلى الله -عز وجل- على الإفادة من كل الوسائل والسبل الدعوية المعاصرة، واستغلالها في الدعوة إلى الله -عز وجل-، وخدمة الإسلام والمسلمين.
4- توجيه الخطاب الدعوي إلى ضرورة العمل على (وحدة الأمة) وترابطها وجمع الكلمة؛ لأنه لا سبيل للوصول إلى القوة والغلبة إلا من خلال تحقيق مراد الله بأن نكون أمة واحدة.
إن الأمة الإسلامية كانت وما زالت بحاجة ماسة إلى دعاة مخلصين وعلماء عاملين يعيدون للأمه مكانتها ومجدها ويدافعون عن معتقداتها ومقدساتها هذا ولقد زخر الفكر الإسلامي على مر العصور بعديد من العلماء والمفكرين والدعاة والفقهاء والمحدثين الذين سخروا جهودهم وأقلامهم في خدمة الدعوة الإسلامية بشكل خاص وخدمه دينهم وأمتهم وأوطانهم بشكل عام ومن بين هؤلاء العلماء الأستاذ الدكتور :محمد عبد الفضيل القوصي رحمه الله ذلكم العالم الكبير صاحب الإسهامات العلمية والمجهودات الدعوية الطيبة والذي تحمل طوال مسيرته هم الإسلام وقضاياه المتعلقه به والدفاع عنه والعمل على نشر صحيح الدين فنجده قد وقف أمام دعاة الحداثة والتنوير ودعاة الفكر المتشدد والمتطرف يرد عليهم الحجة بالحجة والرأي بالرأي في أدب جم وعلم غزير وعقل نابغة مفكر داعيا للجميع الى اتباع منهج الاسلام الصحيح الذي يتسم بالوسطية والإعتدال وذلك من خلال منبر “الأزهرالشريف” ومن خلال المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الذي كان نائبا لرئيس مجلس إدارتها .

زر الذهاب إلى الأعلى